السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو منكم تهدئة بالي المشغول وروحي المضطربة، لأني بصراحة أقدمت على خطوة وربما أشعر بالندم، وهذه الخطوة هي قبولي برجل يكبرني، كنت أعتقد أنه يكبرني بعشرين عاما، قبلت به لميزات أخرى موجودة لديه، واعتبرت أن فارق العمر لا يعد عيبا أو مشكلة، لكن في يوم عقد القران وفي المحكمة شاهدت هويته لأول مرة، وصدمت جدا، لأني عرفت عمره، حيث اتضح لي أنه يكبرني بأربعة وعشرين عاما.
أنا بعمر 34 سنة، وهو بعمر 58 سنة، حاولت أن أتراجع لكن أخي اعتبر أن الأمر طبيعي، ولا يمكننا فعل شيء.
استسلمت للأمر وتم العقد، لكني حزينة الآن، وأفكر في حياتي معه، وهل بالإمكان أن أتحمل كوني زوجة لرجل ربما أشعر أنه والدي! إضافة إلى خوفي من مسألة -اعذروني- كونه رجلا كبيرا، هل بالإمكان أن يكون رجلا في مثل عمره قادرا على أداء واجباته كزوج؟
أنا في حيرة وقلق، قد تستغربون من كلامي، لأن العقد قد تم، ولا يمكن التراجع أبدا، لكني بحاجة إلى من يهدئ روعي وبالي وقلبي، ويرشدني إلى فعل الصواب.
مع جزيل شكري وامتناني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن عطاء الرجل يمتد لسنوات طويلة، وهذا من الأسرار التي أباحت الشرعية لأجلها للرجل أن يتزوج بمثنى وثلاث ورباع، وإذا كان في الرجل إيجابيات وأشياء جيدة كما ذكرت، فلا تترددي في إكمال المشوار، وعمر الإنسان الحقيقي بما تبقى له، وقد يموت الإنسان قبل والديه وأجداده، وكلام شقيقك في مكانه، فاطردي عن نفسك الهموم، وأقبلي على حياتك الجديدة بروح وبثقة في الله المجيد.
أما بالنسبة لقدرته على القيام بواجباته كرجل فإن هذا لا خوف منه؛ لأن الرجل الكبير لا يطلب الزواج إلا إذا كان فيه ما يدفعه لذلك، وكما ذكرت لك فإن عطاء الرجل يمتد ويمتد، ويمكن أن ينجب أطفالا وهو في عمر التسعين، وبعضهم أكثر من ذلك.
إذا كنت قد وجدت في نفسك ميلا إليه وقبولا به وارتياحا، فلا تغيري تلك النظرة لأجل فارق السنوات اليسيرة التي ظهرت لك عند رؤية هويته، المهم في هذا الأمور هو حدوث القبول والارتياح للوهلة الأولى؛ وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
من هنا فنحن ندعوك إلى إكمال المشوار معه ولا تشعريه بما في نفسك، وشجعيه على القيام بوظائفه وأقبلي عليه بصدق، واحرصي على رعاية حقوقه، ليصون لك حقوقك، فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكون لك عبدا.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.