طفلي كثير العناد كثير البكاء

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفلان (ولد وبنت)، الولد يبلغ أربع سنوات ونصف، وهو كثير العناد ولا يلقي بالا لي ولا لطلباتي منه، ودائما لو طلبت منه شيئا لا يجيبني فيه؛ حيث أنني في البداية أطلبه بلين ورفق وبكلمات الحب حتى يتطور الوضع إلى الصراخ مني والبكاء منه، فما الحل في نظركم؟

علما بأنه كثير البكاء، وعند اجتماعه بالأطفال الآخرين يبكي كثيرا عند وقوع أدني مشادة، وأريد أن أعلمه التحمل والاندماج مع الآخرين بكل أريحية، ولكن ما الطريقة الصحيحة في نظركم؟ أريد أن أعالج الوضع حتى أستمر عليه مع أخته الصغرى.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العناد لدى الأطفال هو سلوك طبيعي في كثير من الأحيان، ولا شك أنه سلوك مكتسب، والعناد يكون ناتجا من الاحتجاج على وضع قد تغير، أي أن الطفل ربما كان يستمتع بوضع خاص وبمعاملة خاصة تلبى فيها جميع طلباته ومن ثم يكون الوالدين أو أحدهما قد استشعر خطورة هذا المنهج التربوي وبدأ بعد ذلك في الحد من الاستجابة لمتطلبات الطفل أو أن الأسرة تكون قد انشغلت بمولود آخر أو حصل أي ظرف أسري جعل طلبات الطفل لا يستجاب لها.

هذا منهج سلوكي عام يحدث في الكثير من البيوت خاصة الطفل الأول والولد وسط البنات والطفل الأخير، والطفل الذي يعاني من تخلف أو من أصحاب الاحتياجات الخاصة، كثيرا ما يظهر لدى هؤلاء الأطفال هذا النوع من السلوك (العناد، العصبية، عدم قبول التوجيه)، وهذا ناتج من سلوك متعلم كما ذكرت.

والحكمة السلوكية تقول أن كل شيء متعلم ومكتسب يمكن أن يفقد، وذلك بأن نطبق آليات التعلم المضادة، إذن أنت مطالبة بالتجاهل، والصبر على التجاهل. التجاهل لعناد الطفل وعدم الاستجابة لكل رغباته، بشرط أن تكون هناك أيضا مكافئة له وتحفيزا له حينما يقوم بأي عمل إيجابي، وأعتقد أن طريقة النجوم - وهي طريقة معلومة لديك – طريقة فاعلة فيما يخص الإثابة والمكافأة والتوبيخ ولا أقول العقاب.

إذن ثبتي لوحة بالقرب من سرير الطفل، اتفقي معه أن أي عمل إيجابي يقوم به سوف يكافئ بإعطائه نجمتين أو ثلاثة، وأي عمل سلبي لا يمكن تحمله سوف تخصم منه نجمة أو نجمتين، وفي نهاية الأسبوع سوف يتم استبدال ما يكسبه من نجوم بهدية بسيطة تكون مفضلة له وتكون قيمتها حسب عدد النجوم الذي اكتسبه.. هذه الطريقة تتطلب المواظبة والصبر وهي فعالة جدا.

يأتي بعد ذلك أن تتاح الفرصة أيضا للطفل لأن يلعب مع بقية الأطفال، وأريدك أن تلجئي إلى التجاهل والصبر.

وقد أتاني أحد الإخوان مع زوجته منذ فترة قريبة وقال لي أن طفلي أصبح عصبيا ومتوترا ومعاندا وهكذا، وقامت الأم أيضا بالاسترسال في نفس هذا الموضوع، ولاحظت تماما أن الطفل في وقت الفحص والملاحظة والذي استمر حوالي أربعين دقيقة كان معقولا ولم أر أن هناك كثرة في حركته، ولكنه كان يميل لأن يكون في أحضان أمه، وهذا يعني وجود ارتباط قوي، ولاحظت أن الأم منفعلة بعض الشيء، فقلت لها: (نعم ابنك عنيد، ولكن أيضا أنت تحملك قد أصبح قليلا) فضحكت وقالت لي: (هذه حقيقة).

فلا أريد أن أرميك بأن تحملك أصبح قليلا، ولكن أريد أن أنبه أن هذه مراحل طبيعية في حياة الأطفال، فقط نتعامل معها بشيء من التوازن، التوازن التربوي الذي يقوم على التجاهل وعلى التحفيز وعلى التوبيخ متى ما كان ذلك ضروريا، وأن نفتح للطفل قنوات سلوكية جديدة، نجعله ينصهر مع زملائه وأقرانه، نجعله يستمتع باللعبة المفيدة، نحاول أن نكافئه باحتضانه وبتقبيله في أوقات لا يتوقع فيها هذا، هذه مهمة جدا.

البكاء هو احتجاج ولا شك في ذلك ويعالج بالتجاهل وليس أكثر من ذلك، فاطمئني تماما أن ابنك إن شاء الله سوف يكون بخير، وإن شاء الله لن يؤثر ذلك على أخته.

يوجد كتاب جيد وبسيط وطيب كتبه أخونا الدكتور (مأمون مبيض) وهو طبيب نفسي يعمل في أيرلندا، وكتابه بعنوان (أولادنا من الطفولة إلى الشباب)، أرجو أن تقتني هذا الكتاب وفيه بعض التوجيهات الجيدة، وهناك كتب تربوية جيدة كثيرة أخرى تساعدك في تربية الأطفال، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات