أسباب الشعور بالخمول والكسل المصحوب بآلام الرأس والإجهاد البدني وإرشادات العلاج

0 647

السؤال

أعاني من خمول وكسل شديدين، وألم في الرأس، وسرعان ما أجهد لسبب بسيط وأحس كأني شيخ يبلغ من العمر مائة عام، فما هو سبب هذا الخمول؟

علما بأني أعاني من قليل من الاكتئاب وكذلك الرهاب، بحيث لا أغادر المنزل إلا نادرا، فهل هناك أدوية بإمكانها مساعدتي على التخلص من الخمول؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تعبان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هناك أسبابا كثيرة للشعور بالخمول والكسل والآلام العامة خاصة آلام الرأس وكذلك الإجهاد الجسدي، ولا شك أن الاكتئاب النفسي أحد هذه الأسباب، وعدم أخذ قسط كاف من الراحة أو أن يكون النوم ليس من النوع الصحي.

السبب الثالث هو عدم ممارسة الرياضة، ولدى بعض الناس أيضا قد يكون هنالك سبب رابع وهو عدم التوازن الغذائي، والسبب الخامس: ربما يكون هناك ضعف في إفراز الغدة الدرقية.

الذي أنصحك به هو أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، بالرغم من قناعتي أن أسبابك نفسية، خاصة أنك ذكرت أنك تعاني من القلق الرهابي وكذلك من القلق النفسي، ولكننا حتى نكون في الجانب الأسلم والأحوط عليك أن تقوم بفحص الدم، تتأكد من نسبة الدم، وتفحص أيضا وظائف الكبد ووظائف الكلى ونسبة الدهنيات، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، حتى نتأكد أنه لا يوجد عجز في إفرازها أو اضطرابها، علما بأنه إذا كان هنالك أي نوع من العجز فهذا إن شاء الله يتم علاجه بوسائل علاجية بسيطة جدا.

بالنسبة لحالتك أرجوك أن تدعو الله وتستعيذ به من الكسل، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال)، هذه يجب أن تكون البداية.

ثانيا: أنصحك بإدارة الوقت بصورة سليمة، هذا الخمول وهذا التكاسل وعدم الخروج من المنزل ليس أمرا صحيحا، الإنسان يجب أن يغير ما بنفسه، وإدارة الوقت بصورة صحيحة تجعلنا دائما نشعر بالحيوية وبالاندفاعات الإيجابية، وهذا بلا شك يحسن طاقات الإنسان النفسية والجسدية ويرفع من معنوياته، فأنا حقيقة أرجوك رجاء خاصا أن تحدد لنفسك وقتا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، تحدد وقتا للتواصل الاجتماعي، وقتا للعمل، وقتا للعبادة، وقتا للرياضة، وأقول لك: إن الرياضة تعتبر علاجا أساسيا في مثل حالتك، اتضح الآن -وبما لا يدع مجالا للشك- أن هنالك مواد كيميائية بيولوجية تفرز من أماكن معينة في المخ كاستجابة لممارسة الرياضة الجادة، وأقصد بالجادة ألا تقل فترة التمارين من أربعين دقيقة إلى ساعة يوميا.

وجد أن هذه المواد ترفع كفاءة الأجهزة الجسمية، وتقلل أو تزيل الإرهاق والشعور بالخمول، وتولد الحيوية، كما أنها تقضي على الطاقات النفسية السلبية وتستبدلها بطاقات نفسية إيجابية، فأرجو أن تأخذ هذا الأمر بجدية واعتبار، وهذه نصيحة نوجهها لك، ونحن على ثقة تامة أنك إن شاء الله سوف تسترشد بما ذكرناه لك.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وبفضل الله توجد أدوية فعالة وطيبة وسوف تساعدك إن شاء الله كثيرا، وهناك عقار يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، هو عقار مزيل للاكتئاب وللمخاوف، وإن شاء الله هو دواء مجدد للطاقات النفسية والجسدية، فابدأ في تناول هذا الدواء بجرعة عشرين مليجراما يوميا بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى أربعين مليجراما يوميا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الفلوكستين، علما بأنه دواء سليم وفعال وغير إدماني، نسأل الله تعالى أن يزيل عنك هذا الكسل، وأن يفرج عنك كل هم وغم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات