خوف الرياء أقعدني عن بعض العمل

0 461

السؤال

كنت أعمل في حلقة قرآنية مع شيخ كبير، وعندما انتقل ذلك الشيخ أدارها شخص آخر، وأشعر بالضيق من العمل معه، ولا أدري ماذا يحصل لي؛ لأن ذلك قلل من إبداعي واتخاذي للقرارات وعمل أمور أخرى.

وقد رأيت أن إبداعي وتميزي وتدربي على الإلقاء يكون في حلقة أخرى أقودها، فقال لي مدير الحلقة الجديد: أنت عندك حب رياسة وظهور؛ لأني أخبرته أني أذهب إلى مساجد كثيرة وألقي دروسا، وأريد أن أكون حلقة وحدي، فسبب ذلك لي ألما، لكنه اعتذر بعد ذلك.

علما بأني أحب إعطاء الدروس بشكل كبير، ويأتيني الشيطان ويقول: شهرة. فهل أنتقل إلى حلقة أخرى؟ وهل أكمل إعطائي للدروس أم أبقى حزينا في تلك الحلقة؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بمواصلة الدروس والمواعظ، مع ضرورة استحضار الإخلاص؛ فإن العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.

والمسلم لا يتوقف إذا قال له الشيطان أنت مرائي، ولكنه يعاند هذا العدو بمزيد من استحضار المراقبة لله، وإدراكك أن الناس لا يملكون لك نفعا ولا ضرا، فاجعل عملك لله وتذكر أن الله أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لله عملا أشرك فيه غيره فهو للذي عمله له.

وليس كل من يخبر بما عمل أو يظهر أعماله يعتبر من المرائين؛ لأن الله سبحانه يقول: ((إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير))[البقرة:271]، والإنسان على نفسه بصير، وأنت أعلم بنفسك في الناس، والله أعلم بنفسك منك.

وأرجو أن تجعل بعض الأعمال خبيئة (سر) بينك وبين الله، فإن أعمال السر تنمي عند الإنسان روح الإخلاص، والإنسان يتابع نيته قبل العمل ليتأكد أن المنطلق لله، ويتابع نفسه أثناء العمل ليتأكد أن النية الصادقة مستمرة، ويراجع نفسه بعد العمل حتى لا يسمع بعمله، فإنه من سمع سمع الله به، وعليك بمحاسبة نفسك، واسألها دائما لماذا؟ وكيف؟ فإن لماذا سؤال عن النية والإخلاص، وكيف سؤال عن المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء الله، كما أرجو أن تعامل المدير الجديد بأحسن معاملة، واستمع لملاحظاته، والإنسان ينتفع من نصح إخوانه، وقد ينتفع بكلام يبكيه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات