احتقار الإنسان لنفسه في جنب الله وأثر ذلك على سعيه في التقرب إليه

0 29

السؤال

أريد أن أتقرب إلى الله بأعمال صالحة كثيرة، ولكن تأتيني دائما هذه الفكرة وتقول: وما هي قيمة أعمالك هذه؟ وما قيمتك أنت أصلا في هذا الكون؟ وهل من المعقول أن شيئا صغيرا حقيرا مثلك سيصبح مقربا من رب العزة ومالك الملك؟! وفكرة أخرى تأتيني وهي: هل يهتم الله بحالي وبهمومي وماذا أكون ليهتم بي؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك إلى تحويل نيتك الصالحة إلى عمل، واعلم أنك لا تزال بخير ما نويت الخير وعملت الخير، وهنيئا لك برغبتك في الخير، وأرجو أن تتعوذ بالله من الشيطان الذي همه أن يحول بيننا وبين فعل الخير لأنه قال: ((لأقعدن لهم صراطك المستقيم))[الأعراف:16] فهو لذلك لا يقف في طريق السكارى والعصاة، ولكنه يعترض طريق من يريد فعل الخير.

وأرجو أن تعلم أن الله كرم الإنسان، وقد جاء ذلك في كتاب ربنا، قال تعالى: ((ولقد كرمنا بني آدم..))[الإسراء:70]، والمؤمن بالله يرتفع في ميدان التكرم والرفعة درجات عظيمة، فلا تحتقر نفسك ولا تحتقر العمل الصالح مهما كان صغيرا؛ لأن الله ينميه ويقبله، وقد جاء في الأحاديث ما يدل على أن الله ينمي صدقة المخلص كما ينمي أحدكم فلوه، وأن من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة، فسبحانه من يضاعف لمن يشاء، ويجازي على القليل والكثير والنقير والقطمير.

ولا يخفى عليك أن الله سبحانه يعلم السر وأخفى، وأنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وهو القائل سبحانه: (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله))[البقرة:284].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن فلاحنا يحصل بمخالفتنا لعدونا الشيطان الذي أخبرنا ربنا الرحمن أنه عدو بين، وأمرنا أن نتخذه عدوا، ولا تتحقق تلك المخالفة والعداوة إلا بفعل الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسموات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات