عدم الرغبة في الحياة وتقلب في المزاج وفقدان للثقة النفس وإدمان للعادة السرية

0 252

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدء: أود أن أشكركم على النصائح القيمة التي تقدمونها للشباب عبر هذا الموقع الجميل والهادف.

مشكلتي هي أنني مررت بمشاكل نفسية كبيرة منذ صغري، من حيث طريقة تربيتي والمشاكل الكبيرة التي كانت تحدث بين والدي، بالإضافة إلى تسلط الوالد، كل ذلك جعلني أنطوي وأصاب بإحباط ورهاب وكآبة شديدة تلازمني إلى اليوم، بالإضافة إلى فقداني للثقة بالنفس.

وأشعر بعدم الرغبة في الحياة والملل واختلاط الأفكار علي، وأصبحت أكره المنزل كرها شديدا ولا أتحدث في المنزل مع أحد، وصرت شخصا متقلب المزاج في العمل، ويصعب علي تكوين علاقات اجتماعية، حتى أصبح ينظر إلى أني متكبر، وأدمنت العادة السرية، وأشعر بكبت جنسي شديد.

علما بأني أفكر أحيانا في الزواج، ولكني أقول: من العاقلة التي ستتزوج بشخص منحط مثلي؟! بالرغم من أني وسيم وذو مستوى علمي مقبول، ولكني أصبحت أكره هذه الحياة، فالمجتمع لا يرحم، وأحلم بالعيش في أوروبا فلعل حالتي تتحسن، فوجهوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Morad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الذي لاحظته في رسالتك أن نظرتك نحو نفسك هي نظرة سلبية، وهذه النظرة السلبية لا شك أنها جعلتك تحس بالاكتئاب وعدم الفعالية وفقدان الأمل، فأنت لم تنظر لنفسك بمنظار حيادي وقسوت عليها كثيرا.

وهناك أمر آخر وهو أنك تعرف الأخطاء والعيوب في حياتك ولكنك لا تسعى لتصحيح المسار، فمثلا ذكرت أنك قد أدمنت العادة السرية، فيجب أن تسأل نفسك (لماذا أكون مستعبدا لهذا العمل الحقير؟ لماذا لا أنهض بنفسي، أعرف أنها مخلة بشخصيتي وبديني وبنفسي وبعلاقاتي الأسرية المستقبلية)؛ الإنسان حينما يدرك عيبه لابد أن يصححه، والحق عز وجل أعطانا الإرادة الداخلية التي إن سخرناها وحركناها سوف تخرجنا من السلوك السلبي، وأنت مطالب بذلك، وأعرف أنك أنت الذي بيدك أن تغير نفسك ولا يمكن لأحد أن يغيرك، وهذه قاعدة سارية فيك وفي غيرك ولجميع الناس، قال تعالى: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))[الرعد:11]، فكما ذكرت لك توجد لديك الطاقات النفسية المختبئة التي يجب أن تخرجها فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإن الله لا يكلف نفسا إلا ما آتاها.

أيضا نظرتك والطريقة التي تقيم بها الأمور ربما لا تكون صحيحة بالرغم من أن كثيرا من المؤشرات الإيجابية موجودة لديك ولكنك أيضا تقيم الأمور بصورة لا أعتقد أنها صحيحة، فمثلا أنت ترى أنك لا تستيطع الزواج لأنك محبط ووصفت نفسك بأنك منحط، وتأتي وتقول إنك وسيم وذو مستوى علمي جيد، المستوى العلمي الجيد هو من القياسات أو الشروط التي قد تطلبها الزوجة، ولكن الوسامة لا أعتقد أنها يجب أن تكون مقياسا، نعم أعرف أن بعض الفتيات هذا هو تقييمهن للأمور، ولكن هذه تقييمات سطحية، انظر إلى دينك، انظر إلى خلقك، انظر إلى علمك، وأنت نفسك عليك أن تبحث عن ذات الدين.

إذن مفاهيمك نحو الحياة يجب أن تكون أكثر انضباطا وأكثر جدية، وهذا في نظري يساعدك كثيرا، والذي أريده منك هو أن تخرج نفسك من حالة الإحباط التي أنت فيها، وذلك بأن تكون إيجابيا نحو نفسك، إيجابيا في تفكيرك وفي أفعالك، عليك بالقدوة وبناء الصدقات الصالحة، فالرفقة الخيرة تعينك على أمر الدنيا والآخرة، وتذكر أنك شاب وأنك في مقتبل العمر، يجب أن تكون لك آمالك، ويجب أن تكون لك طموحاتك، وعليك أن تدير وقتك بصورة صحيحة، فإدارة الوقت بصورة جيدة تجعل الإنسان يشعر بكفاءته ومقدراته الذاتية. لا تنظر إلى الحياة بهذه القتامة، الحياة جميلة وطيبة.

أود أن أصف لك أحد العلاجات الدوائية التي أراها سوف تساعدك في إزالة هذه الكآبة والإحباط بإذن الله، ومن أفضل الأدوية التي نصفها في مثل حالتك دواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - ويفضل أن تتناولها بعد الأكل -، يجب أن تستمر على هذه الجرعة بانتظام لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناولها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات