السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر عامين، يخاف من الألعاب والدمى المتحركة، وكذلك عندما نذهب به إلى مدينة الألعاب لا يريد ركوب الألعاب المتحركة التي تناسب عمره، مع أنه يوجد أطفال في مثل عمره لا يخافون من ركوبها، كما أنه يخاف من الظلام في الغرفة، فهل هذه الحالة تعتبر طبيعية؟
أرجو مساعدتي في حلها، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخوف لدى بعض الأطفال هو أمر طبيعي، والخوف من الظلام والخوف من الحيوانات والحشرات هي أكثر أنواع المخاوف التي نشاهدها ونراها، والطفل بصفة عامة يحتاج للقدوة التي يقتدي بها من أجل التعلم، ولإزالة مخاوف ابنك -حفظه الله- يمكنك أنت ووالدته أن تقوما بدور الطفل الذي يستمتع بألعابه والدمى المتحركة، مثل أنت كأنك طفل وتتفاعل مع أحد الألعاب التي تناسب عمره، واجعله يجلس بجانبك، ولا شك أن هذا الدور التمثيلي سوف يزيد من فضوله ويقلل من خوفه، وبالتدريج سوف تجده أنه قد اندمج مع الألعاب.
لا تطلب منه في المرة الأولى أو الثانية أن يندمج مع الألعاب، ولكن حاول أنت أن تتفاعل وتتحرك مع هذه اللعب حوله، وتدريجيا وتلقائيا سوف يبدأ في التفاعل معها.
أرجو أيضا أن تتاح له الفرصة بأن يكون مع الأطفال الذين في سنه، أنا أعرف أنه لازال صغيرا، ولكن قطعا حين يشاهد بقية الأطفال سوف يقل خوفه وتوتره ويندمج مع هذه الألعاب.
إذن الأمر يتطلب التعلم التدريجي، التعلم عن طريق تمثيل دور من جانب الوالدين، وحتى بالنسبة للخوف من الظلام، فكما ذكرت لك هو أمر طبيعي، لا تتركوه في الظلام لوحده، ولكن يمكن أن تخفض الإضاءة تدريجيا، وسوف يتعود على هذا الوضع، وبعد أن نطمئن أنه أصبح لا يخاف يمكن بعد ذلك إطفاء نور الغرفة لوهلة بسيطة ثم بعد ذلك تتم إضاءة الغرفة، وبعد أن يطمئن تقوم بإطفاء النور مرة أخرى.
هذا التدرج السلوكي يجعله إن شاء الله يتطبع ويتعود على الظلام، وعموما الطفل لا زال صغيرا، وهذه المخاوف في أثناء الطفولة عادية، فيجب أن لا تشغلك، ولكن لا بأس من تطبيق التمارين السلوكية التي ذكرتها لك، فهي إن شاء الله مفيدة أيضا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.