إضافة الحليب الصناعي بجوار حليب الأم لأنه لا يكفي

0 784

السؤال

السلام عليكم

ابنتي تبلغ من العمر أربعة أشهر، وهي ترضع رضاعة طبيعية، ولم أرضعها أي حليب صناعي، وأقوم بإرضاعها كل ساعتين، علما بأني موظفة، وقد انتهت إجازتي وعدت للعمل منذ ثلاثة أيام، وأقوم بشفط الحليب لها في الصباح، ولكن المشكلة أن كمية الحليب لا تزيد عن أربعة أرقام وأحيانا خمسة في أفضل الحالات، علما أن كمية الحليب خلال فترة أربعة أشهر لم تزد عن هذا القدر، وأحيانا كانت تقل.

قد كانت ابنتي تنام ليلا لمدة تزيد عن ست ساعات عندما كان عمرها شهرين، وكنت أوقظها لإرضاعها، ولكن عندما أتمت ثلاثة أشهر أصبحت تستيقظ كل ساعة ونصف أو ساعتين، وأقصى مدة تنام فيها هي ساعتان ونصف، سواء في الليل أو النهار ثم تقوم للرضاعة، والوضع بالنسبة لي صعب، حيث أستيقظ للعمل متعبة، ووالدتي وأخواتي يقلن لي أنها لا تشبع ويجب أن ألجأ إلى الحليب الصناعي وبسكويت الأطفال، فهل هذا صحيح؟

قد سمعت أيضا أن الرضاعة الطبيعية دون إشراك الحليب الصناعي هي التي تعطي المناعة، وأي خلط بين الاثنين لا يعطي نفس النتيجة، فما رأيكم؟ وإذا اضطررت لاستخدام الحليب الصناعي فكيف أبدأ معها؟!
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك، وخيرا فعلت بإرضاع طفلتك رضاعة طبيعية، ولعل قيامك بإرضاعها رضاعة طبيعية هو أجمل هدية تقدمينها لها لتستقبل بها هذه الحياة الجديدة، جعلها الله قرة عين لك ولزوجك إن شاء الله.

أبدأ بالتأكيد عليك أولا بأن تهتمي بنفسك وبتغذيتك، خاصة وأنك قد بدأت العودة إلى عملك، وسيكون عليك أعباء جديدة لم تعتاديها من قبل، وفي البداية ستواجهين بعض الصعوبات حتى تتأقلمي مع الوضع الجديد، وتتعلمي كيف تجمعين بين حياتك العملية وحياتك الأسرية.

يجب أن تتعود صغيرتك على النوم بشكل أفضل، وهذا من أجلك ومن أجلها بالتأكيد، وعلى ما يبدو أن كمية الحليب عندك في كل رضعة لا تكفيها، وهذا ما لا يقدر عليه جسمك، فكمية الإدرار تختلف من سيدة إلى سيدة، كل حسب طبيعة جسمها، ولكن من المتعارف عليه بأن السيدة العاملة وبمجرد التفكير بأنها ستعود إلى عملها يبدأ العامل النفسي بالتأثير على إدرار الحليب، حيث يبدأ الحليب يقل عندها أحيانا، خاصة إن ترافق مع قلة شفط الحليب وطول ساعات العمل، مع عدم الاهتمام الكافي بتغذيتها وعدم شرب السوائل بكثرة.

على كل حال هوني عليك الأمر، فأنت لست الوحيدة التي تضطر لترك وليدها والعودة للعمل، وأنت تبذلين ما بوسعك من أجل الاستمرار في إرضاعها، وأنا أشجعك على ذلك، ولكن أود أن أذكرك بأنها كلما كبرت كلما زادت حاجتها الغذائية، وبما أن صدرك لا يدر لها ما يكفيها، فقد انعكس ذلك على نومها، وأمك وأخواتك على حق، فهي تستيقظ الآن أكثر، لأنها تحتاج لكمية أكبر من الحليب، فلا مانع من إضافة الحليب الصناعي لها كي تشبع، ولا ضرر من ذلك أبدا، وإشراك الحليب الصناعي مع الحليب الطبيعي لا يؤثر على الفائدة التي تأخذها من الحليب الطبيعي، وما سمعتيه هو أمر خاطئ وغير صحيح أبدا.

لا مانع من أن تبدئي أيضا بإضافة بعض الحبوب المصنوعة للأطفال في مثل عمرها، وينصح في البدء بالحبوب المصنوعة من الأرز، وذلك لسهولة هضمها، ولأنها لا تسبب الحساسية عادة، وكونها أكملت أربعة أشهر فيمكن البدء بها بالتأكيد، ويمكنك مزج هذه الحبوب مع الحليب الصناعي، أو مع حليبك أنت، أو حتى مع الماء المعقم، واجعلي الخليط كالسائل وليس لزجا، وابدئي بملعقة طعام ممزوجة واحدة في البدء، وعندما تقوم طفلتك بأكل ثلاث ملاعق كبيرة في اليوم قومي بزيادة الكمية لتصل إلى نصف كوب تقريبا.

بعد ذلك يمكن أن تبدئي بنوع آخر من الحبوب، ويمكنك أن تختاري الوقت الذي يناسبك، وليس بالضرورة أن تكون الوجبة صباحية أو مسائية، وأنت إن كنت ترضعين بشكل نظامي فلن يؤثر ذلك على إدرار الحليب عندك بإذن الله.

أؤكد لك ولجميع أخواتي السائلات بأن الحليب -سواء الطبيعي أو الصناعي- يبقى هو الأساس في تغذية الأطفال في هذا العمر، حيث هو المصدر الرئيسيء للبروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو.
وختاما أتمنى لك ولطفلتك دوام الصحة والعافية.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات