القبول بالزواج من رجل يعيش مشاكل أسرية مع زوجته الأولى

1 503

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد:

أنا سيدة مطلقة وهذا منذ أكثر من خمس سنوات، مررت بتجربة قاسية في حياتي، طلاقي كان صدمة كبيرة .. لم أنجب، مشكلتي الآن أنني أخاف من تكرار تجربة الزواج، الحمد لله أنا راضية بقضاء الله، احتسبت أمري لله.

تقدم لخطبتي رجل أحسبه على خير، لكن هذا الرجل متزوج وهذا منذ 14 سنة له ولدان، حصلت مواقف كثيرة له مع زوجته وأهل زوجته جعل العلاقة بينهما تفتر ولا يوجد تفاهم بينهما ولا حتى مشاعر، وهذا بسبب أن الزوجة طلبت الطلاق، وحينما لم يرد الزوج تطليقها طلبت الخلع وهذا الشيء جعل هذا الزوج يعيش في ألم، أسباب الطلاق كانت تدور حول المال وأيضا بسبب أهل الزوجة.

بعدها وافق أن يطلقها وتم الطلاق، وبعد سنة عملت الزوجة على أن يرجعها إلى عصمته، وكان شرط الزوج أن لا تعمل وأيضا موافقتها على زواجه بثانية إن أحس أنه يريد الزواج بثانية، هي وافقت على هذه الشروط وتم الرجوع، وهذا كان بسبب خوف الزوج على أن يعيشا أولاده في جو غير سوي.

الزوج ـ والحمد لله ـ ملتزم بحدود الله، هو يعاني الآن من تعنت الزوجة وعدم قدرته على حبها، لا يجد نحوها أي عاطفة وهذا بسبب تعنتها والإخلال بالشرط، يريد الزواج بي كي يرتاح ويعيش في راحة واستقرار، لا يريد أن يظلم زوجته الأولى ويقول أنه سيخبرها بأنه يريد الزواج، فإن وافقت كان بها وإن لم توافق سيقبل بالطلاق؛ لأنه لم يعد يستطيع الاستمرار هكذا، وكثرة المشاكل بينهما أصبحت تؤثر على الأولاد.

كان دائما نقطة ضعفه في الأولاد.

أنا لا أدري كيف أعمل؟ هو إنسان طيب خلوق ومتدين وماديا مرتاح، فهل إذا وافقت على الزواج به أكون ظالمة لزوجته؟ وهل الزواج في هذه الظروف يمكن أن ينجح؟

يعلم الله أنني لا أريد أن أكون سببا من قريب أو بعيد في هدم هذه العلاقة والبيت، لكن هذا البناء مهدم أصلا والكل يعلم من أقاربه وأصدقائه كم هو يتعذب بهذا الزواج.

حاول إصلاحها أكثر من مرة لكنها لا تستجيب، علاقته بعائلتها منقطعة منذ وقع الطلاق بينهما أول مرة.

أنا أرتاح كثيرا لهذا الشخص ويعلم الله أنني لا أريد سوى إرضاء الله قولا وعملا.

أرجو أن تكون رسالتي واضحة وأن أجد عندكم الجواب الشافي.
تقبلوا مني خالص الاحترام والتقدير.

جزيتم عنا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن لزوجته الأولى رزقها وحظها الذي قدره الله، وكذلك لك رزق وحظ يقدره الله، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وإذا تزوج الرجل بثانية أو ثالثة أو رابعة فإن ذلك لا يعني بحال أنه يظلم الآخرين؛ لأنه يفعل شيئا أباحه الشرع الحنيف، والظلم قد يحصل من صاحب الزوجة الواحدة، وقد يحصل من صاحب الاثنتين والثلاث أو الأربع، وما تظنه كثير من النساء من أن قبولها بالارتباط برجل له زوجة سابقة هدم لذلك البيت أو عدوان على حق الزوجة الأولى خطأ كبير، بل أن تكرر عبارة لا أريد أن أهدم لا يخلو من المخالفة؛ لأن الأمر لله من قبل ومن بعد، ولكن الممنوع والمرفوض هو أن تطالب الزوجة الجديدة بطلاق الأولى أو تشترط الأولى طلاق الثانية أو الإساءة إليها.

من هنا فإننا ندعوك إلى القبول بذلك الزوج التقي واحرصي على تشجيعه على المحافظة على بيته الأول، واطلبي منه الإحسان إلى زوجته الأولى وعياله منها، وهذا هو المطلوب من كل مؤمنة تقية، وحاولي عدم التدخل السلبي في حياته تلك، وطالبي بحقوقك الشرعية دون المطالبة بالإخلال بحقوق أهله أو زوجته الأولى، وهذه نقطة في غاية الأهمية تغفل عنها كثير من الأخوات.

قد أسعدني رضاك بقضاء الله وقدره وأحسب أن هذا الأمر هو الذي جلب لك هذا الرجل الذي ننصحك بالحرص على الموافقة عليه.

أرجو أن تستخيري ربك وتشاوري العقلاء من محارمك، ولن تندم من تستخير ولن تخيب من تستشير وتتوكل على ربها القدير.

أرجو أن يكون أرحامك معك وأن يحاولوا التعرف على الرجل والسؤال عنه، فهذا دور محارم المرأة والرجال أعرف بالرجال، وما حصل مع زوجته الأولى لا يعطي رسالة سلبية إلا إذا كان التقصير من جانبه هو، وقد يكون من المفيد معرفة القصة من طرف محايد.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات