الخطوات المساعدة للتخلص من الكسل وكثرة النوم

0 584

السؤال

السلام عليكم.
أعاني من الخمول والكسل وأنام كثيرا، وبالتالي عندي مشاكل كثيرة في العمل بسبب ذلك، فأرجو وصف دواء فعال وقوي يزيد من النشاط الذهني والجسماني عندي، وأرجو وصف عدة بدائل من الأدوية قوية المفعول.
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نحرص على صحة الناس ونحرص على أن نسدي النصيحة بقدر ما نستطيع، ولا أريدك أبدا أن تعتقد أن هناك دواء سليما يزيد النشاط والطاقة الجسدية والذهنية، هذا هراء وليس بالصحيح أبدا، وما يسمى بمشروبات الطاقة والمركبات التي تستعمل لزيادة النشاط هي مرفوضة، ولا أقول أنها غير موجودة وغير معروفة بل هي موجودة تماما، ولا شك أنك قد سمعت عما يتعاطاه بعض الذين يمارسون الرياضة، وحتى الجهات المنظمة لهذه الدورات الرياضية التفتت تماما لذلك وجعلت الذين يتناولون هذه الأدوية المنشطة يفقدون حقهم في مزاولة الرياضة على المستوى التنافسي.

فلا أريدك أبدا أن تنتهج هذا المبدأ وهو تناول ما يسمى بالأدوية التي تزيد النشاط والطاقة الذهنية.
وأنا لا أنكر أبدا أنه يوجد بعض الفيتامينات مثلا كتركيز فيتامين E ربما يزيد من طاقات الإنسان، ولا ضرر منه، فمن هذا المنطلق تخير فقط أحد المركبات التي تحتوي على كمية زائدة من فيتامين E وتناوله لمدة شهر واحد وليس أكثر من ذلك، وبذهابك إلى الصيدلاني سوف ينصحك بما هو متوفر.

العلاج الأساسي لمثل حالتك هو:
أولا: أن تعرف ما سبب هذا الخمول وهذا الكسل؟ هل هو ناتج من مرض نفسي؟ هل هو ناتج من مرض عضوي؟ أم هو فقط نوع من التكاسل، ولكل علاجه، فإذا كان الكسل ناتجا مثلا من ضعف في الدم – وهذا قد يحدث – فلماذا لا تقوم بإجراء فحص على الدم وتتأكد من قوة الدم (الهيموجلوبين Hemoglobin) وهل توجد أنيميا أم لا؟ وإن وجدت فهي سهلة العلاج جدا وبعلاجها سوف يزيل الخمول والكسل، أيضا تأكد من وظائف الغدة الدرقية، تأكد من وظائف الكبد والكلى، هذه فحوصات بسيطة وحقيقة يجب أن تكون هي نقطة البداية.

ثانيا: نعرف أن بعض الناس إذا أصيبوا بنوع من الاكتئاب أو الإحباط هذا قد يقلل من طاقاتهم النفسية، لكني لا أرى أن هنالك مؤشرا حقيقيا يشير إلى أنك تعاني من الاكتئاب النفسي مثلا.

ثالثا: بعض الناس بكل أسف أطلقوا لأنفسهم العنان بأن لا يديروا وقتهم بصورة جيدة، لأنهم لا يعرفون قيمة الأوقات، كما أنهم يفتقدون للصحة النومية الحقيقية، تجدهم يسهرون وتجدهم ينامون في أثناء النهار، وتجد أن وجبات الطعام غير منتظمة، حقيقية هذا النوع من الحياة الفوضوية في رأيي يؤدي إلى الكثير من الإضرار بالصحة النفسية والجسدية، وينتج عنه الخمول والكسل.

أنا أحترم مشاعرك ولم أقصد مطلقا أن ما ذكرته ينطبق عليك، ولكن رأيت من الواجب أن أذكره وأن أنبهك لهذه الحقيقة، والذي أرجوه منك هو أن تحرص حرصا شديدا على ممارسة الرياضة، وجد أن الرياضة الآن هي من أكبر ومن أفضل ما يبعث الطاقات النفسية والذهنية لدى الإنسان، الرياضة تؤدي إلى إفرازات بيولوجية داخلية، وهذه المواد التي تسمى بالأفيونات الداخلية الطبيعية وجد أنها أحسن علاج وأحسن مقوي وأحسن منشط، فعليك أن تعتمد على ذلك بممارستك الرياضة.

الأمر الآخر هو يجب أن تدير وقتك إدارة جيدة، الإدارة الجيدة للوقت في أن تذهب إلى النوم مبكرا -هذا ضروري جدا- استفد من الصباح لأن البكور فيه خير كثير، حافظ على صلواتك في وقتها لأن الصلاة في وقتها هي المرتكز الذي نستطيع أن ندير من خلاله أوقاتنا بصورة جيدة وفاعلة.

إذن الصحة العامة والترتيب الاجتماعي من الأمور الضرورية لأن يعيش الإنسان حياة مفعمة بالنشاط، والقوة، والدافعية والأمل والرجاء، فهذا هو الذي أود أن أقوله لك، ولا أعتقد أن الأدوية القوية التي تزيد من النشاط الذهني والجسدي هي أمر مطلوب فيه، نعم، قد تكون بها نتائج إيجابية ولكن أضرارها بليغة وخطيرة، تسبب أمراض القلب، تسبب السكر وارتفاع الضغط وأمراض الكلى، وأنت في هذا العمر من الشباب لا أريدك أبدا أن تكون مستعبدا لهذه العقاقير التي بكل أسف روجت لها الكثير من الشركات، وبالرغم من الضوابط الكثيرة التي تقوم بها السلطات المنظمة، إلا أن بعض الثغرات لازالت موجودة ويدخل من خلالها مروجوا هذه الأدوية، وعليه يجب أن تحفظ جسمك؛ لأنه أمانة في عنقك، نسأل الله لك العافية والصحة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات