السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني من القلق والتوتر، وأفادني دواء ريمارون كثيرا، وأظن أن ما عندي من قلق وتوتر وعصبية وراثية، وقد رزقني الله مولودة لاحظت أنها ستكون عصبية، فهي دائما ما تشد عضلات فخذها، وكثيرا ما يظهر عليها بوضوح آثار عصبية، وهذا بحكم الآخرين أيضا.
علما بأن عمرها سبعة أشهر، وأريد تربية ابنتي تربية سليمة، وأعلم أن العصبية والتوتر تؤثر كثيرا على سلوك وتحركات الطفل وعلى شخصيته، فهل يوجد دواء يعالج العصبية عند الأطفال؟ ومن أي سن يبدأ هذا الدواء؟ وهل الأمر طبيعي؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النظرية الوراثية فيما يخص الأمراض النفسية ليست نظرية قاطعة، ونحن نرى أن الذي قد يورث هو الميول لبعض الحالات النفسية كالوساوس والقلق والاكتئاب، ولكن ليس من الضروري أن تكون هذه الوراثة نافذة، إذن الموروثات الجينية فيما يخص الأمراض النفسية هي تقريبا مثل أمراض الضغط وارتفاع السكر لدى بعض الناس وهو مجردة ميول، ويعتبر عاملا واحدا فقط إذا تهيأت العوامل الأخرى وهي التي تسميه بالعوامل المهيأة أي المعتمدة على الظروف الحياتية وعلى شخصية الإنسان هذه قد تتضافر مع بعضها البعض وتؤدي إلى الحالة النفسية.
إذن الذي أرجوه هو أن تصحح مفاهيمك حيال هذا الأمر ليس من الضروري أبدا أن هذه الطفلة حفظه الله تأخذ أي من الموروثات التوترية والعصبية التي تعاني منها أنت.
ثانيا: ليس ما ذكر من شدة في العضلات في فخدها هذا دليل على أنها تعاني من قلق أو عصبية هذا ليس صحيحا يا أخي، الأطفال لديهم مثل هذه الحركات وهي في مرحلة التسنين وهذه قد تسبب بعض الألم لدى الأطفال وارتفاع بسيط في درجة الحرارة قد لا يلاحظه الأبوان وهذا يؤدي إلى مثل هذه الأشياء.
ولا أريدك أبدا أن تحكم هذا الحكم القاسي على هذه الطفلة أن آثار العصبية ظاهرة عليها، ولا يجب أن تقلق حيالها، وأنا أقدر مشاعرك تماما، وأسأل الله لابنتك الحفظ، وحاول أن تنشئها النشأة الصالحة وهذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وهي لازالت صغيرة، وإن شاء الله سوف تمر بالمراحل التطورية والارتقائية التي يمر بها الأطفال، وكل مرحلة لها مطالبها، والمهم هو أن يستمع الطفل برعاية والديه دون أن تكون هنالك حماية شديد أو مظلة قابضة على الطفلة اجعلوها تستمتع بالألعاب وحين تكبر دعوها تلعب مع بقية الأطفال وهكذا، وهذا أعتقد أنه المبدأ السليم والأفضل يا أخي الكريم.
وبإمكانك أن تتحصل على كتب تربوية جيدة، منها كتاب لأخينا وصديقنا الدكتور مأمون مبيض، وهذا الكتاب اسمه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب)، وهو كتاب جيد من الناحية التربوية والناحية السلوكية.
وعموما لا تنزعج ولا يوجد أي دواء، ولا ننصح باستعمال الأدوية مطلقا في مثل هذه الحالات، وحتى الأطفال الذين يأتون باكتئاب نفسي وخلافه بعد عمر السابعة والثامنة نكون حريصين على أن لا نعطي الأدوية إلا في نطاق ضيق وتحت إشراف لصيق، فلا تفكر في إعطاء ابنتك الأدوية، وابنتك كل الذي تحتاجه الآن هو الرعاية وأن تتعامل مع الأمور بصورة طبيعية، نسأل الله أن يجعلها قرة عين لكما.
وبالله التوفيق والسداد.