السؤال
السلام عليكم
تقدم لأختي رجل مريض بالسكري فوافقنا وقلنا لا يعيبه شيء، ولكننا سمعنا أنه يؤثر على الحياة الزوجية مستقبلا، فأرجو أن توضحوا لي تأثير ذلك على الأزواج؟ وهل تستمر حياتهم بشكل طبيعي ولا ينتقل المرض للأطفال؟ علما بأنه مصاب به من الصغر.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنتحدث في البداية عن تأثير الإصابة بمرض السكر على الحياة الزوجية من حيث تأثيره على القدرة الجنسية للرجل، فمرض السكر من أشهر وأكثر الأسباب تأثيرا على القدرة الجنسية للرجل، بحيث إنه يسبب - في حال عدم التحكم فيه وعدم السيطرة على مستواه في الدم وإهماله - مشاكل في الشرايين المغذية للذكر والأوردة وكذلك الأعصاب والأنسجة الخاصة بالذكر، خاصة إذا كان من النوع الأول الذي يصيب الشخص في سن مبكرة من العمر.
ولكن في حال التحكم في مستواه من خلال العلاج وتنظيم الغذاء والرياضة فيكون التأثير على القدرة الجنسية قليلا، ويمكن العيش بشكل جنسي سليم بإذن الله؛ لذا يحتاج الأمر إلى وعي عال من الزوجين من خلال التحكم في نظام الغذاء بحيث يتم تجنب الحلويات، وكل ما يرفع مستوى السكر بالدم وذلك للحفاظ على القدرة الجنسية، وكذلك تجنب المضاعفات الكثيرة للسكر على بقية الجسد غير القدرة الجنسية.
لذا فالسكر يؤثر على القدرة الجنسية كما وضحنا، وكذلك يمكن تجنب هذا من خلال التحكم في السكر بالدم.
وأضيف أمرا آخر أننا قد نتزوج من شخص سليم ويصيبه هذا المرض بعد ذلك
ونحتاج إلى نفس العناية؛ لذا فيجب التفكير جيدا قبل رفض هذا الشخص من أجل مرض السكر خاصة إذا كان صاحب دين وخلق.
وفي حال الإصابة بالضعف الجنسي في المستقبل، فبفضل الله هناك العديد من الحلول العلاجية لهذا الأمر سواء من خلال الأقراص أو الحقن الموضعي أو تركيب دعامة داخل الذكر في حال الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
والله الموفق.
===========================================
انتهت إجابة المستشار د. إبراهيم زهران، أخصائي الأمراض التناسلية، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. محمد حمودة، أخصائي الأمراض الباطنية، فأجاب قائلا:
إن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤثر على الأوعية الدموية المغذية للأعصاب وبالتالي تؤثر على الدورة الدموية، والدورة الدموية هي المسئولة عن دفع الدم في القضيب لإتمام عملية الجماع (بما فيها الانتصاب والقذف).
وإن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤدي إلى زيادة لزوجة السائل المنوي مما يعوق حركة الحيوانات المنوية.
ولتفادي حصول هذه المضاعفات يجب أن يقف الزوج أو الزوجة بجانب شريك حياته ويزيل أي ضيق نفسي قد يشعر به، ويجب ضبط نسبة السكر في الدم بالمتابعة مع الطبيب، ويجب ضبط ضغط الدم (إن كان هناك خلل)، ويجب معالجة أي التهابات في الجهاز التناسلي (إن وجدت).
وأما بالنسبة للوراثة في مرض السكري فإنه بعكس كثير من الأمراض الوراثية فإن مرض السكر لا ينتقل بما يعرف بالوراثة البسيطة، والتي تعني أنني إذا حصلت على الأسباب الوراثية فإن احتمال إصابتي بالمرض تعتبر أمرا حتميا، ولكن في نفس الوقت فإن الكثير من الناس لديهم قابلية أن يصابوا بمرض السكر منذ أن ولدوا.
ويوجد عدة تصنيفات لمرض السكر، حيث أنه بشكل عام ينقسم إلى:
1- النوع الأول من مرض السكر Iddm: وهذا النوع هو الذي يصيب الأطفال، ومن علاماته انخفاض كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، وفي العادة يكون ناتج عن هجوم ذاتي من الجسم (عادة خلايا دم بيضاء لمفاوية) على الخلايا التي تفرز هرمون الأنسولين في البنكرياس، ويعالج هذا النوع عن طريق إعطاء الأنسولين تحت الجلد؛ ولذلك فإن هذا النوع أيضا يطلق علية مرض السكر المعتمد على الأنسولين (Insulin-dependent diabetes mellitus) هناك عوامل وراثية وبيئية لها علاقة بالإصابة بهذا النوع من مرض السكري، والعلماء بصدد اكتشاف العوامل الوراثية وقد اكتشف بالفعل بعض الجينات المسببة لهذا النوع.
2- النوع الثاني من مرض السكر Niddm: وهذا النوع يصيب في العادة البالغين، وعادة يحدث بعد سن الأربعين، وقد يكون مصحوبا بالسمنة، وهو يمثل 55 - 75% من مجموع المصابين بالسكر، ويتميز هذا النوع من المرض بأنه يستجيب للأدوية المخفضة للسكر عن طريق الفم؛ ولذلك يطلق عليه مرض السكر غير المعتمد على الأنسولين (Non-insulin-dependent diabetes mellitus).
3- مرض السكر للبالغين الذي يصيب الشباب: (Mody (maturity onset diabetes of youth: وهذا النوع هو مشابه للنوع الثاني من مرض السكر، ولكنه يحدث لمن هم في سن الشباب، وهناك عوامل وراثية قوية في حدوث هذا المرض.
4- مرض السكر الناتج من أسباب ثانوية (Secondary): وتعني كلمة ثانوية أن مرض السكر حدث بأسباب أخرى، وأن ارتفاع السكر حدث نتيجة لذلك المرض، ويدخل تحت هذا النوع الرضوض التي تصيب البنكرياس مباشرة أو ناتجة عن أمراض وراثية أخرى، وسوف نتطرق إليها لاحقا.
والنوع الأول من مرض السكر -وعلى الأكثر هو ما يعاني منه خاطب أختك- حيث يصيب هذا النوع تقريبا 1 من كل 200 فرد في المجتمع، وهو أشهر الأمراض التي تصيب الأطفال والمراهقين، وإحصائيا فإنه عند البلوغ وسن المراهقة فإن 1 من كل 600 مراهق سوف يصاب بهذا المرض.
هناك دلالات كثيرة على وجود عوامل وراثية في هذا النوع من السكر؛ ولذلك ففي بعض الأحيان نشاهد بعض الأسر لديهم أكثر من طفل مصاب بهذا النوع من السكر، ولكن العوامل الوراثية ليست قوية؛ ولذلك فإن حدوث إصابة لطفل في العائلة أو في أحد الأقارب لا يعني بأي حال أن هذا المرض سوف يصيب الآخرين، وإليك بعض النسب الحسابية التي تتحدث عن احتمال الإصابة بهذا النوع من مرض السكر:
- إذا كانت الوالدة مصابة بالنوع الأول من مرض السكر فإن احتمال إصابة أحد الأطفال بنفس المرض هي 3%.
- إذا كان الوالد مصابا بالنوع الأول من مرض السكر فإن احتمال الإصابة بنفس المرض هي 9% أي أنه فقط واحد من 11 طفل للمصاب يحصل عندهم السكري (وهي النسبة التقديرية لحصول السكري عند أولاد خاطب أختك).
- إذا كان الوالدان مصابين بالنوع الأول من مرض السكر فإن احتمال أحد الأولاد بنفس المرض هي 30%.
- إذا كان الأخ أو لأخت مصابا أو مصابة بالنوع الأول من مرض السكر فإن احتمال الإصابة بنفس المرض هي 10%.
- إذا كان الأخ التوأم (غير المتطابق) مصابا بالنوع الأول من مرض السكري فإن احتمال إصابه أحد الأولاد بنفس المرض هي 20%.
- إذا كان الأخ التوأم (المتطابق) مصابا بالنوع الأول من مرض السكر فإن احتمال إصابة التوأم بنفس المرض هي 35%.
هذه النسب توحي أن هناك عوامل وراثية وغير وراثية تلعب دورا في الإصابة بهذا المرض؛ ولذلك فإن مرض السكر يصنف وراثيا على أنه من الأمراض التي تنتقل بما يسمى بالوراثة المتعددة الأسباب (Multifactorial inheritance).
النوع الثاني من مرض السكر: يصيب النوع الثاني من مرض السكر تقريبا 3 - 15% من كل 100 فرد في المجتمع، ولكن هذه النسبة تختلف على حسب الشعوب والأعراق، كما أنها تزيد مع تقدم العمر.
تلعب العوامل الوراثية دورا أكبر في هذا النوع من مرض السكر، وقد يتركز المرض بشكل واضح في بعض الأسر، ولكن حتى ولو حدث أن أصيب أحد الأقارب أو الأخوة بهذا النوع من المرض فهذا لا يعني على الإطلاق أن احتمال الإصابة أمر حتمي.
وإن نمط الحياة (العوامل البيئية) يلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بهذا المرض، فنوع الطعام والسمنة وقلة الحركة لها دور مهم في زيادة أو تخفيض احتمال الإصابة بهذا المرض، كما أنها أيضا تلعب دورا في تخفيض أو رفع مستوى السكر في الدم في المصابين بهذا المرض.
إذا كان الوالد أو الوالدة مصابين أو أحدهما مصابا بالنوع الثاني من مرض السكر فإن احتمال إصابة الأولاد بنفس المرض هي (30%)، وإذا كان الوالدين مصابين بالنوع الثاني من مرض السكر فان احتمال حدوث السكري بنفس المرض هي (75%).
إذا كان الأخ أو الأخت مصابا أو مصابة بالنوع الثاني من مرض السكر فإن احتمال إصابة أحد الأفراد بنفس المرض هي (40%).
وبالله التوفيق.