لدي ألم في فروة الرأس لم يجدِ معه الدواء نفعاً

0 924

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ سنتين ونصف تقريبا من ألم في فروة الرأس، بعض أطباء الجلدية شخصوها بالتهاب جلد دهني، والبعض الآخر شخصها بالتهاب في نهاية الأعصاب لفروة الرأس، على كل الأحوال استخدمت العلاجات الموصوفة لالتهاب الجلد الدهني من شامبوهات نيزورال وايونيل تي بالقار واليكوم لوشن وسكالب لوكويد لوشن وبيتنوفيت ومضادات الفطريات مثل روزكس جل وغيرها من مضادات الفطريات على مدار عامين ولم أحصل على أي نتيجة، وكذلك استخدمت الأدوية الموصوفة لعلاج التهاب أعصاب فروة الرأس مثل نيورنتين ولاريكا وامتريبتيلين على مدار عام ونصف ولم يتغير أي شيء.

هناك ألم مزعج جدا في فروة الرأس، ويزيد الألم عند تسريح الشعر أو لمس الشعر وعند فرك الشعر وفروة الرأس، ما هي هذه الحالة وما هو علاجها؟ لأني بدأت أتخوف منها، فعامين ونصف وما زالت مستمرة.

فالرجاء الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إن البيانات المذكورة في السؤال كلها تشير إلى تشخيصات وعلاجات، ولكنها لا تصف المرض ولا تحدد التغيرات الموجودة على الفروة ولا تركز على الموجودات السريرية مما يجعل الجواب صعبا واحتماليا.

إن الألم في فروة الرأس قد يكون بسبب مرض جلدي، وقد يكون بسبب مرض عصبي، وقد يكون بسبب نفسي.

أما الأسباب العضوية فلها تظاهرات مثل الاحمرار والانتفاخ والقشور والوسوف، أو يكون لها جسم كالكيسة الدهنية أو الأورام أو الدمامل أو تكون مترافقة بعلامات أخرى مثل فقد الشعر البقعي أو العام.

وبما أنكم لم تذكروا أي تغيرات سوى عرض واحد وهو الألم لذا نجد أنفسنا مضطرين لمراجعة سريعة تشمل الاحتمالات المذكورة أعلاه ومع ذلك فإننا ننصح بمراجعة أطباء متخصصين وذلك لأخذ قصة مفصلة ولإجراء فحص سريري شامل وإجراء التحاليل والإجراءات الاستقصائية اللازمة، وذلك للوصول إلى التشخيص الوحيد أو المتعدد.

ويرجى مراجعة الاستشارة ذات الرقم (276137) التي تناقش التهاب الجلد الدهني، ولكن قد يكون هناك مرض الصدف على الفروة والذي يشبه التهاب الجلد الدهني وإن الاستشارة رقم (18604) تقارن بين الصدفية والتهاب الجلد الدهني على الرأس بينما الاستشارة رقم (261468) تناقش الصدفية على الرأس.

وأما إن كان هناك دمامل في الرأس وجب البحث بداية عن السبب المهيء لظهورها، والذي قد يكون زيادة الإفرازات الدهنية أو الرضوض أو أكزيما بسبب الصبغة والتقيحات التالية لها، أو غيرها من الظروف التي أنتم أدرى بها من خلال معرفة ما حول المشكلة.

ويجب أن لا نتغافل عن احتمال وجود الأورام الدهنية أو الكيسات الدهنية، والتي تشبه الدمامل، ولكنها تكون مغلقة وأثبت، بينما الدمامل تكون مفتوحة ونازة ومتبدلة المكان، أي: تخف في موضع وتظهر في آخر.

بعد معرفة السبب وعلاجه والتأكد أنها دمامل يمكن للمضادات الحيوية عن طريق الفم إنهاء المشكلة، وننصح بأخذ مادة (الأزيثرومايسين 250 مغ) كبسول، وذلك اثنتان مع بعض، بعد الطعام بساعتين، مرة يوميا لمدة ثلاثة أيام، وتكرر أسبوعيا لمدة أسبوعين أو ثلاثة حسب الاستجابة - أي فقط ست حبات أسبوعيا.

ويجب عدم تناول أي نوع من الطعام بعد هذه الكبسولات، وذلك لمدة ساعة بعد أخذها، ويجب غسل الرأس يوميا بلطف وتجفيفه بلطف، واستعمال مادة (اريثرومايسين) سائل فوق الدمامل بمعدل مرتين يوميا وإلى أن تنتهي.

ويجب عدم اللعب بالدمامل ولا فتحها ولا خدشها، وإن لم تكن دمامل وكانت أورام أو كيسات دهنية، فالعلاج جراحي عند جراح التجميل أو جراح الجلدية.

كما وأن للألم في فروة الرأس أسبابا متعددة، منها: وجود مرض في الشعر أو سبب في الشعر أو وجود مرض في الفروة أو بسبب عضلي أو بسبب داخلي أو بسبب نفسي، وإن القصة المفصلة والفحص السريري يساعد في معرفة ذلك كما ذكرنا أعلاه.

وتفصيل ذلك أن الشعر الجاف المتقصف والمعامل بقسوة أو الشعر المسحوب والمشدود والمرضوض كل ذلك قد يؤدي إلى ألم في الفروة، وكذلك الموديلات التي فيها شد الشعر، وعلاجه يكون بمنع السبب واستعمال البيبانثين كريم كمرمم عند اللزوم.

وأكرر بأن المرض في الفروة مثل الفطريات والتهاب الجلد الدهني والصدفية والأكزيما - ويمكن التمييز بينها من الفحص السريري بعين طبيب خبير - فهذه الأمراض لها تبدلات واسمة، وأما إن كانت الفروة لا تبدلات فيها فعندها لا داعي لذكر هذه الفقرة، وأما إن وجدت تبدلات فيعالج كل مرض بعلاجه.

وأما إجهاد العضلات في فروة الرأس فقد يؤدي إلى الألم، ويكون السبب هو وضعية معينة لفترة طويلة مثل الجلوس للقراءة أو الكمبيوتر لفترة طويلة أو بسبب وضعيات خاطئة أو إجراء حركات تؤدي لهذا التشنج، وعلاجها يكون بمرخيات العضلات بعد تجنب السبب.

وأما السبب الداخلي من الأمراض فإنه قد يكون بسبب الصداع، وهذا بحث كبير، ولكن معرفة وجود مرض معين ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار، ونفي وجود أمراض عامة مثل الشقيقة والتهاب الجيوب وغيرها ينفي وجود السبب الداخلي وهذا يحتاج قصة مفصلة وفحصا سريريا بيد خبيرة متخصصة.

وفي حال عدم توافق كل ما ذكرنا فقد يكون هناك سبب نفسي، وهو لا يشخص إلا بمشورة طبيب الأمراض النفسية بعد نفي الأسباب العضوية.

وختاما: يجب معرفة التفاصيل المحيطة بالحالة والموجودات السريرية لنفي أو إثبات أي من الأسباب المذكورة والوصول إلى الحل والعلاج بإذن الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات