السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن استشيركم بشأن موضوع نفسي حصل لي، وهو أنه حصلت لي مشاكل في حياتي، فأصبح عندي إغراق في الخيال العقلي والتفاعل مع المشاهد الجديدة والقديمة التي في تفكيري، فأصبحت أكلم نفسي، وبعض الأوقات أضحك بصوت مرتفع أمام الناس، وبعض الأوقات يمر علي وقت يتقطب جبيني من موقف حصل قديما من ذاكرتي أو مشاكل، أصبحت حالتي يرثى لها، وأصبحت أفكر كثيرا حتى أثر على مستوى عملي، وحتى شكوا في وقالوا: إن هذا الرجل يضحك بمفرده فهو مصاب بالجنون، أريد طبيبا نفسانيا بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ويا أخي إن كثيرا من الناس قد يسترسل تفكيرهم في أحداث حياتية سابقة، وهذه الأفكار حتى وإن كانت بسيطة تقتحم خيال بعض الناس لدرجة وسواسية، ولا شك أن التفكير القلقي يولد كثيرا من القلق، وهذه من طبيعة النفس البشرية، وتحمل الناس يتفاوت ويختلف تماما في هذا السياق.
نحن نقول لك: حاول بقدر المستطاع أن تحقر هذه الظاهرة، أنت الذي بيدك الأمر وأنت الذي يجب أن تقيم الحالة ويجب ألا تعطيها أي اعتبار، وهذا يأتي من خلال المحاورة الذاتية النفسية الداخلية، فالإنسان لابد أن يخاطب خياله ولابد أن يخاطب نفسه ولابد أن يخاطب ذاته، وذلك بتحليل ما يعتريها من أفكار أو ما يصدر منه من تصرفات، هذه ضوابط شخصية يستطيع الإنسان أن ينميها حتى يقوم فكره وتصرفاته.
وبالنسبة للضحك بصوت مرتفع أمام الناس، فلا شك أن هذه ظاهرة غير طبيعية وغير مستحسنة أبدا، وإذا كان الأمر تحت تصرفك فلابد أن تتحكم فيه، وتعرف أن هذا التصرف ليس تصرفا مقبولا من الناحية الاجتماعية، هنالك بعض الناس ربما يصدر منهم الضحك بصورة قهرية وغير تحكمية، وهؤلاء غالبا يكون لديهم اضطراب في الفص الصدغي في المخ، وهنا ننصح بإجراء تخطيط للدماغ، وإذا اتضح أن هنالك ظاهرة غير طبيعية فيمكن إعطاء بعض الأدوية التي تنظم الوضع الكهربائي بالنسبة للدماغ عامة وللفص الصدغي خاصة.
هذه حالات نادرة، ولكن ربما يكون من المستحسن أن تقوم بإجراء هذا الفحص، وبعض الناس قد يستجيب أيضا للأدوية المضادة للقلق؛ لأن الاسترسال في التفكير والانغماس في أحلام اليقظة حتى وإن كانت مبنية على خبرات وتجارب سابقة - أيا كانت نوعية هذه التجارب سلبية أو إيجابية – فهي تدل على وجود قلق داخلي يمكن أن نسميه بالقلق المقنع، وهنا قد تكون الأدوية المضادة للقلق جيدة، ونحرص أن يكون هذا الدواء يغطي أيضا الجانب الوسواسي، لأني كما ذكرت لك في بداية هذه الإجابة أننا لا نستبعد أبدا أن تكون هذه مجرد ظواهر وسواسية تسيطر على كيان الإنسان.
ولذا أرى أن استعمالك لعقار ما يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) سوف يكون جيدا، فيمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، ويفضل تناولها بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والفعالة، والتي أسأل الله أن يجعل لك فيه نفعا كثيرا، وأرجع وأقول لك مرة أخرى: من المستحسن تماما أن تقابل طبيب الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية، والحمد لله هنالك الكثير من الأطباء المقتدرين حتى يقوموا بإجراء تخطيط للدماغ للتأكد من أنه لا يوجد أي نشاط غير منتظم في الفص الصدغي من المخ.
وبالله التوفيق.