السؤال
السلام عليكم
أعاني من فوبيا السفر والسيارة (خوف) وأنا تناولت الحبوب ولكن ما زلت أعاني، حتى أصبحت حبيسة البيت، لا سفر ولا شيء، لا أحب أن أبعد عن بيتي، علما أني متزوجة وأخاف أن يخرب هذا الأمر بيتي وزوجي، أخذت سيروكسات وزناكس ولم أستفد منهما، حاولت السفر ولو بمشوار نصف ساعة، أحس أنني سأموت، أحس باختناق وأحس بآلام، تعبت والله، تعبت ومللت الحياة، وأنا أحب زوجي لكن مشكلتي لم تتحسن، وإن أقدمت على طريق سفر أحس بالموت والاختناق والكآبة، حتى أنني أحس أنني سأموت.
والآن زوجي يريدني أن أحمل لأن ولدي عمره 9 سنوات، والكل يمسكه ويقول: لماذا زوجتك باقية على ولد وبنت؟ لكنني لا أدري ماذا أفعل، وهو -أي زوجي- يريد أن يتزوج علي ويقول: أريد امرأة تسافر معي، منذ 5 سنوات وأنا حدي مشوار 5 دقائق حتى بالعلاج، وزرت أكثر من شيخ فيقولون لي عين، علما أني أعاني من آلام في جسمي، وتأتيني فجأة، وأعاني من خوف وضيق في الصدر وتنميل في جسمي.
إذا جلست أفكر تحرم عيوني النوم، حتى أني أجلس باليومين دون نوم من كثرة خوفي من السفر، وأصبحت تأتيني أفكار أتعبتني في حياتي، أتمنى أن تردوا علي، ساعدوني فأنا سمعت عنكم كثيرا، ولا تنسوني من نصحكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعوومي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ولا بد أن نوضح لك أولا أن المخاوف أيا كان نوعها -وتشمل نوعية المخاوف التي تعانين منها- هي شيء قد اكتسبه الإنسان، بمعنى أنها ليست أمرا غريزيا أو فطريا أو أن الإنسان قد ولد هكذا، فهي مكتسبة، ونستطيع أن نقول أن الأشياء المكتسبة يمكن أن يفتقدها الإنسان، هذا هو المنطق الرئيسي.
الشيء الآخر: أنت التي تستطيعين أن تغيري نفسك، ولا أحد يستطيع أن يغيرك.
ثالثا: أنا أريدك أن تتأملي في هذه المواقف، في هذا القلق، وما جلبه عليك من مضار، فقد حرمك من الخروج، وجعلك تعيشين في قلق، وجعل زوجك يقول أنه يريد أن يتزوج بامرأة أخرى، هذه مضار كبيرة جدا نتجت من أمر بسيط ونستطيع أن نقول أنه لا يستحق كل هذا العناء.
قارني ما بينك وبين الآخرين، الناس يسافرون دون خوف ودون وجل، الناس يركبون الطائرات والبواخر، وهؤلاء الذين يعملون في الطائرات ويسافرون لساعات طويلة لماذا لا يخافون؟ أنت مطالبة جدا بأن تتفكري وأن تتأملي، وهذا نسميه التحليل الذاتي؛ لأن التحليل الذاتي يفيد الإنسان كثيرا.
هنالك علاجات أخرى يجب أن تطبقيها، وهي أن تجلسي مع نفسك وتتخيلي هذه المخاوف، ومن خلال هذا التأمل تبدئي في أن تعرضي نفسك لهذه المخاوف في الخيال، ولكن انقلي هذا الخيال كأنه حقيقة، تصوري أنك في السيارة مع زوجك، وهذا أمر بسيط جدا، تأملي أنك تسافرين في الطائرة مثلا، عيشي هذه الأفكار بجدية، وبعد ذلك عليك بالتطبيق، لا أحد يستطيع أن يطبق لك، أنت التي تستطيعين أن تطبقي، وأرجو أن تقتنعي أنه لن يحدث لك أي شيء، وهذا الشعور بالاختناق والإحساس بأن الموت سوف يقع في هذه اللحظة هو شعور قلقي وليس أكثر من ذلك، فأقدمي على المواجهة لأن المخاوف تعالج عن طريق المواجهة وليس أكثر من ذلك.
العلاج الدوائي يساهم في تحسين حالتك، ولكنه ليس هو الحل لكل شيء، والعقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) يعتبر الآن هو الأفضل مقارنة بالزيروكسات وبقية الأدوية، فأرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء لمدة ستة أشهر، بعدها لا مانع أن تتوقفي عنه، وتبدئي في مشروع الحمل -بإذن الله تعالى-.
ابدئي السبرالكس بجرعة عشرة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر ونصف، ثم إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو من الأدوية المفيدة والفعالة جدا.
أيضا توجد تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة وتقلل هذا الشعور بالاختناق وتبعث شيئا من الطمأنينة، فإذن عليك أيضا بتطبيق هذه التمارين، وهذه التمارين في أبسط صورها يمكن أن تطبقيها باتباع الآتي:
(1) اجلسي في غرفة هادئة على كرسي مريح.
(2) أغمضي عينيك وتأملي في حدث سعيد مر في حياتك.
(3) خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف.
(4) اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء واقبضي عليه قليلا.
(5) أخرجي الهواء عن طريق الفم ويجب أن يكون بكل قوة وبطء.
كرري هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات صباحا ومساء، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كبير جدا لك.
أنت تعيشين في المملكة العربية السعودية، -وبفضل الله تعالى- يوجد الكثير من المختصين المتميزين في المملكة، فأعتقد أنك إذا تواصلت مع أخصائية نفسية -وليس من الضروري أن تتواصلي مع طبيب نفسي- سوف تساعدك كثيرا؛ لأن العلاج السلوكي كثيرا ما يحتاج للمعالج الذي يكون قدوة للشخص، فهذا الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
=======
ولمزيد من العلاجات السلوكية للمخاوف راجعي هذه الاستشارات:
(262026 - 262698 - 263579 - 265121).