ما طبيعة الآلام التي تصيب الحامل ذات الرحم الحساس أثناء الجماع؟

0 625

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أسأل عن حملي، فأنا حامل بالطفل الثالث وأقوم بجميع التحاليل المطلوبة كل شهر، علما بأنني قبل حملي قمت بتحليل أخذ عينة من عنق الرحم ـ والحمد لله ـ كانت النتيجة جيدة.

علما أنني الآن حامل في الشهر السادس ولقد قالت لي الطبيبة بأن الحوض لدي رطب، ومشكلتي هي أنني بعد كل جماع مع زوجي أشعر بعدها بألم كبير في الحوض، كما لو أنني قمت بعملية الولادة لا أستطيع حتى الوقوف.

علما بأن الولادات السابقة لي كانت طبيعية، وأيضا لقد ظهر لدي في منطقة العانة بجانب الشفرتين لا أدري ما هي هل هي حبوب متورمة أم ماذا؟

شكله كأنه عرق منتفخ وتشكل منه حبوب متصلة ببعضها زرقاء اللون وهي كبيرة في الحجم.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

وهل هناك أضرار صحية لتناول الفحم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Souad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أن كل ولاداتك السابقة طبيعية ومكتملة، وأن كل تحاليلك سليمة، وأنت الآن في الشهر السادس وتحدث لك مثل هذه الآلام بعد كل جماع، وهذا أمر غير جيد بالطبع؛ لأنه يعني بأن الرحم لديك حساس جدا ولديه قابلية لأن يتقلص وينقبض بسرعة ويحدث اتساع في عنق الرحم.

بالتالي هنالك خوف من حدوث الولادة المبكرة وما تعنيه من مشاكل لك ولجنينك، وسبب هذه الآلام هو أن السائل المنوي عند الرجل يحوي على مادة كيميائية تشبه في تركيبها المادة الدوائية التي نستخدمها في تحريض الولادة (الطلق الصناعي)، ولكن بكميات قليلة بالطبع، وليست كل السيدات الحوامل يستجبن لهذه المادة بنفس الدرجة، لذلك نرى سيدات لا يتأثرن بالجماع ولا يعانين من أية آلام بينما سيدات أخريات يعانين من آلام شديدة قد تؤدي إلى الولادة.

لذلك ننصح السيدات ذوات الرحم الحساس واللواتي يعانين من آلام بطنية بعد العلاقة الزوجية بأن يمتنعن عن العلاقة مؤقتا خوفا من حدوث الولادة المبكرة، أو أن يلجأ الزوج إلى استعمال الواقي الذكري لمنع دخول السائل إلى عنق الرحم ومن ثم إحداث التقلصات، فأنصحك أن تتفاهمي مع زوجك بشأن هذا الموضوع كنوع من الوقاية -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة للرطوبة في الحوض فهذا أمر طبيعي ويزيد كثيرا في فترة الحمل ليسمح بانزلاق وخروج الجنين وقت الولادة، وليسمح لجدران المهبل بالتمدد بدون أن تتمزق، فهو تشرب بالسوائل في جدران المهبل هدفه تسهيل الولادة، وسيخف كثيرا بعدها -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لما وصفتيه من حبوب متورمة بجانب الأشفار، فيبدو أنها عبارة عن دوالي الفرج، وهي عبارة عن توسع في الأوعية الدموية التي في منطقة الفرج، وهي تحدث بالفرج كما تحدث في أماكن أخرى في الجسم عند النساء والرجال مثل دوالي الساقين ودوالي الخصية.

سبب هذه الدوالي هو استعداد وراثي في الجسم، وكذلك الحمل وما يحدثه من ضغط على الأوعية الدموية في الحوض، وكذلك هرمونات الحمل التي من شأنها أن ترخي جدران الأوعية الدموية عامة ليسهل مرور الدم إلى الجنين، وأنصحك بعدم الوقوف لفترات طويلة، كما يفيدك النوم والاستلقاء على الجانب الأيسر قدر الإمكان، وأحيانا قد تفيدك الكمادات الباردة على منطقة الفرج.

أنصحك أن تجعلي الطبيبة تكشف عليها في زيارتك القادمة لتحديد شدتها، كما يجب أن تتم ولادتك تحت إشراف الطبيبة لمراعاة عدم رض الدوالي وجرحها عند الولادة.

كما لا أنصحك بتناول الفحم ولا غيره من المواد التي تباع بدون معرفة تركيبها الكيميائي بشكل واضح، فكثير من هذه المواد قد تحوي في تركيبها موادا أخرى ضارة، وأفضل لك أن تأخذي الأدوية التي تصرفها لك الطبيبة فقط.

أتمنى أن تتمي حملك على خير وسلامة -إن شاء الله تعالى-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات