المخاوف الوسواسية من المرض والعدوى وكيفية التخلص منها؟

0 401

السؤال

في البداية أنا أعاني من الوسواس من فترة طويلة، فكنت أتأكد من قفل أنبوبة الغاز مرات عديدة ليلا، وقصتي بدأت عندما ذهبت إلى أحد الأطباء المقربين لي لكي أجري تحليل السفر إلى السعودية، ولأنه صديق لطبيب التحاليل أجريت التحليل عند صديقه، وقال لي سأخبرك بالنتيجة ليلا، وبالفعل أخبرني بالنتيجة ليلا عن طريق التليفون، وقال لي: أن صديقه الدكتور قال إن التحليل فيه نسبة بسيطة، ولكن لا تحول دون السفر، فأحسست بالتشاؤم والخوف، ليس من عدم السفر ولكن من المرض، فذهبت إلى طبيب كبير في التحاليل وحللت عنده فأخبرني بأني سليم وسلمت الأمر.

أجريت تحاليل السفر في الوزارة والمستشفى الخاص وأظهرت أني سليم، وليس عندي فيروس ولكن انتابتني مشاعر خوف غير مفسر من الحلاق وطبيب الأسنان، وحاليا زاد الأمر حيث أني حاليا في السعودية، ولكن زادت المخاوف وأشعر بالخوف من كل شيء، لدرجة أنني أخاف من السلام على الناس، آسف على الإطالة، ولكن ما هو الحل أفيدوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وقد ذكرت أنك تعاني من بعض الأفعال أو الطقوس الوسواسية، مثل التأكد من قفل أنبوبة الغاز مرات عديدة، وهذه القابلية للتوتر والقلق جعلت أعراضا جديدة أخرى تظهر عندك، ونحن حين نتحدث عن الوساوس القهرية نربطها دائما بالقلق النفسي، بل يعتبرها الكثير من العلماء على أنها من صميم القلق النفسي، بعد ذلك تعرضت أنت لهذه الحادثة فيما يخص نتيجة التحاليل الطبية وما ذكره الطبيب بأنه توجد نسبة بسيطة غير طبيعية كان له مردود سلبي جدا عليك، وجعلك تحس بالتشاؤم والخوف، وبالرغم من التأكيدات اللاحقة أن التحاليل سليمة إلا أن التجربة الأولى لا شك أنها تركت أثرا سالبا عليك، وذلك لأنه لديك في الأصل الاستعداد أو العوامل المهيأة لأن تقلق وأن تتوتر وأن تصاب بالمخاوف والوساوس.

هذه الحادثة -أي حادثة التحاليل الطبية الأولى- نسميها بالرابط النفسي، أي أنها أصبحت رابطا نفسيا أساسيا حرك لديك المخاوف، وبعد ذلك أصبحت تخاف من الفيروس وتتجنب الروابط الأخرى وهي الحلاق وطبيب الأسنان؛ لأن هذه هي المدخلات أو الوسائل الرئيسية التي من خلالها ربما تنتقل بعض الفيروسات، إذن حالتك هي حالة قلق مخاوف، وقلق المخاوف الذي لديك فيه الجانب الوسواسي وليس أكثر من ذلك.

العلاج يتمثل في أن تحقر هذه الأفكار؛ لأن الوساوس والمخاوف أيا كان نوعها على الإنسان أن يتجاهلها، عليه أن يحقرها، وأن يقوم بأفعال مضادة لها، ولا بد لك من التعريض أو التعرض، وهذا يتم بأن تذهب إلى الحلاق وتجبر نفسك وتقنعها أنه -الحمد لله- لن يصيبك أي مكروه، وكذلك بالنسبة لأطباء الأسنان، وكل هذه الروابط لا بد أن تقتحمها، فالتجنب يزيد من المخاوف ويزيد من الوساوس، وبالطبع على الإنسان أن يتخذ التحوطات، هذا مرغوب ومطلوب جدا ومندوب أن يتحوط الإنسان، لا يذهب إلى حلاق يعرف أنه لا يهتم بنظافة مكانه والأدوات التي يستعملها، وهكذا، ولكن عموما لا تتجنب، التجنب مشكلة كبيرة ومشكلة تؤدي إلى تعقيد الأمر وإلى مزيد من المخاوف.

بقي بعد ذلك أنه توجد علاجات كثيرة جدا، علاجات دوائية للمساعدة في هذه المخاوف، ومن الأدوية الطيبة التي تساعد دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى أيضا تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا -أي حبة واحدة- واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة ومن الأدوية الممتازة جدا، -وإن شاء الله- بتناولك للدواء وتطبيقك للإرشادات السابقة سوف تجد أن هذه المخاوف قد قلت وتلاشت -بإذن الله تعالى-.

عليك أيضا أن تتواصل وأن تتفاعل اجتماعيا، ركز في عملك، كن حريصا على صلواتك وأذكارك، وأكثر من الدعاء، وسل الله تعالى أن يحفظك، ومن جانبنا نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والعفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات