السؤال
أولا: أود أن أشكركم على الموقع الرائع وعلى آرائكم السديدة، وأدعو الله أن يعينكم على إفادة التائهين مثلي في الحياة.
حكايتي تتلخص في أنني مخطوبة منذ 3سنوات، لشخص يكبرني بـ 11عاما، هو طيب ومحترم ويحبني جدا، ولكن المشكلة تتلخص في أنه أكثر من مرة يحدد موعدا لزفافنا ويخلفه أكثر من ثلاث أو أربع مرات، أبي في كل مرة يصبر عليه لأنه هو الذي سيزوج نفسه ولن يساعده أحد، ولكن حدث ومرضت أمه بمرض خبيث -حفظنا وحفظكم الله- واضطر أن ينفق عليها كل ما لديه من مال وتعب السنين، ولكن أنا كنت حزينة عليها جدا، وكذلك حزنت على حالي، بمعنى
أوضح: كلما اقتربت الفرحة مني تذهب وكأنني ليس لي نصيب في السعادة في هذه الحياة.
لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أحبه وهو يحبني، ودائما يقول لي: أنا ممكن أضحي بحياتي من أجل شفاء أمي، هو عنده حق في كل كلمة، ولكن أنا مللت من الانتظار، وكذلك أهلي نفد صبرهم منه، لا أعرف ماذا أفعل؟
أرجوكم ردوا علي في أسرع وقت ممكن، فأنا لا أجد من يسمعني، وشكر لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك أيتها الأخت في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، وستجدين فينا إن شاء الله الآباء والإخوان الذين يبذلون لك النصح، ويقدمون لك ما يظنونه سديد الرأي.
لقد أحسنت في تفهمك لظروف هذا الخاطب وتقديمه لبر أمه على الزواج، وهذا الرجل أدى ما عليه، ونسأل الله تعالى أن يخلف عليه ما أنفقه في دواء أمه، إنه جواد كريم.
وكم نتمنى أن تكون تكاليف الزواج سهلة ميسرة، ليتمكن هذا الرجل وأمثاله من إعفاف أنفسهم بيسر، فتعاليم ديننا السمحة تحث المرأة وأولياء أمورها على تيسير المهر، والتواضع في طلبات الزواج، ليتسنى بناء البيوت المسلمة العفيفة، وأعظم النساء بركة أيسرهن مهرا.
فوصيتنا أيتها الأخت الكريمة أن تحثي أهلك على تيسير الزواج من هذا الرجل ما دام رجلا طيبا، ولو بالتغاضي عن بعض الطلبات والتواضع في وسائل الحياة، وسيجعل الله تعالى لك في ذلك خيرا كثيرا.
وإن لم يمكن هذا وكان الرجل عاجزا بالكلية عن الزواج، فإننا ننصحك بفسخ هذه الخطبة، ولعل الله عز وجل يقدر لك خيرا منه، ولا ننصح بإطالة مدة الانتظار، وإذا أيسر الرجل قبل أن تتزوجي فإنه سيجد الباب أمامه مفتوحا.
ووصيتنا أيها الأخت الكريمة أن لا تيأسي من رحمة الله تعالى، وأن تحسني ظنك بربك وتتوجهي إليه بالدعاء، لاسيما في أوقات الإجابة، كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وآخر الليل، فهو سبحانه قادر على أن يرزقك زوجا تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، فاسأليه أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
يسر الله أمرك وقدر لك الخير حيث كان.