السؤال
السلام عليكم.
أعاني الآن من عدم الشعور بالرضا، والكسل والخمول، والأهم من ذلك اهتزاز الثقة بالنفس، وأيضا بعض من الرهاب الاجتماعي، فعندما أخرج أنا وأصدقائي وأقابل الغرباء أبدأ بالتوتر والخوف، وأتمنى بأن أخرج من هذه اللحظة في أسرع وقت، وكل هذه الأعراض بدأت تدريجيا بعد أن تركت دواء البروزاك، ولا أدري هل الحال الذي عليه الآن من الأفكار السلبية، وهي لأني دائما كنت متخوفا من الرجوع إلى الرهاب الاجتماعي والاكتئاب بعد أن تركت الدواء، فبعد أن كنت طموحا جدا وحريصا على الوقت واجتماعيا، وفي الحقيقة كنت أشعر بالسعادة وبالحب لكل من حولي، وهذه فترة استخدام هذا الدواء، ولكن بعد أن تركت الدواء حصل لي العكس، وذلك بأن أصبحت غير طموح أبدا وغير اجتماعي، ودائما حينما أرى أي إنسان أمامي أحدث نفسي وأبدأ باستحقاره وأستهزأ بشكله، وأيضا أصبحت مرتبكا جدا بالمشاركة في المنتديات أو التحدث مع الجنس الآخر، سواء على الماسنجر أو من خلال المنتديات، وكلها أعتقد بأنها ترجع لاهتزاز الثقة بالنفس.
فهل أرجع للطبيب وألتزم بالدواء؟ ففي الحقيقة يا دكتور أنا جدا متخوف من أدوية الاكتئاب، لأني سمعت أنه من الممكن بأن يؤثر على خصوبة الرجل، ولأني متخوف بأن يؤثر على عقلي وأن أتعود عليه دائما، فقد رأيت بأني عندما تركت الدواء بدأت أعاني من الأعراض مجددا، وأرجو يا دكتور بأن تذكر لي كل السلبيات لهذه الأدوية حتى أكون على علم بهـا.
وشكرا جزيلا لك يا دكتور، والله يجزيك الجنة يا رب على ما تفعله لمساعدتنـا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).
أما رجوع الحالة بالصورة التي وصفتها فإنه يدل على أن لديك درجة عالية من الاستعداد لهذه الانتكاسات البسيطة، وهذا الاستعداد ربما يكون منشؤه بيولوجيا، أي أن التركيبة الداخلية لك من جوانبها العضوية والنفسية والبيولوجية تجعلك مهيأ لأن تتعرض مرة أخرى للمزاج الاكتئابي والمخاوف الاجتماعية.
هذا لا يعني مطلقا أنك سوف تظل طول حياتك على هذا المنوال، فالإنسان يتطور نفسيا مثلما يتطور بدنيا، ويلاحظ أن كثيرا من الناس وبصورة تلقائية ودون أخذ أي نوع من العلاج ربما تتبدل أحوالهم نحو الأحسن وتختفي الأعراض المرضية، فالنضوج النفسي مثل النضوج الفكري والجسدي مرحلة قد يمر بها الإنسان.
أرجو ألا تتخوف حيال تناول الدواء والرجوع إليه مرة أخرى، فالدواء قد ساعدك مساعدة كبيرة، وأنا أود أن أطمئنك تماما أن البروزاك - والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) – هو دواء ممتاز ودواء فعال وسليم جدا، وما ذكرته بأن الدواء يؤثر على خصوبة الرجل فهذا ليس صحيحا، وهذا الكلام لا أساس له من الناحية العلمية أو البحثية أو التجارب التي مر بها الذين تناولوا هذا الدواء لسنوات طويلة.
إذن أنصحك بأن ترجع وتتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، ومهما طالت المدة فلا تنزعج لذلك، وأنا أعتقد أنك في هذه المرة في حاجة لتناول الدواء لمدة ثلاث سنوات متواصلة، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، وجرعة كبسولة واحدة في اليوم هي جرعة وقائية أكثر من أنها جرعة علاجية، ولكنها سوف تفيدك كثيرا.
من ناحية سلامة البروزاك، فكما ذكرت لك: هو مضمونة بإذن الله تعالى، وهذا الدواء ليست له سلبيات مطلقا، غير أنه قد يؤدي إلى نقص بسيط في الوزن في الأسابيع الأولى لتناول الدواء، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر القذف المنوي لدى بعض الرجال، والتأخر في القذف مرتبط بالجرعة، فالذين يتناولون جرعة كبيرة مثل كبسولتين أو ثلاث أو أربع في اليوم يحس الواحد منهم بهذا الأثر الجانبي أكثر من الشخص الذي يتناول كبسولة واحدة في اليوم.
إذن ليس هنالك ما يدعوك أبدا للقلق، وأنا أؤكد لك بصورة قاطعة ومرة أخرى أن الدواء لا يؤثر أبدا على خصوبة الرجل، وهذا الدواء أيضا يعتبر دواء سليما جدا حتى لمرضى الكبد والقلب والكلى، فتناوله على بركة الله، وسل الله أن ينفعك به، والذي أرجوه منك فقط هو أن تتناول الدواء بعد تناول الأكل؛ لأنه في بعض الأحيان ربما يؤدي إلى شعور بالحموضة بدرجة بسيطة، وهذا الأثر الجانبي أيضا يلاحظ حدوثه بصورة أكبر في بداية تناول العلاج، وبعد ذلك يختفي تماما، فأرجو أن تداوم عليه بصورة صحيحة، وتكون منتظما عليه.
نصيحتي لك أيضا أن تكون حريصا جدا بالأخذ بآليات العلاج الأخرى، مثل الإكثار من المواجهة في المواقف الاجتماعية التي تحس فيها بالخوف والقلق، حيث إن التجنب يزيد من هذه الأعراض، والمواجهة تقلل منها، وأرجو أيضا أن تمارس الرياضة وتتفاعل وتتواصل اجتماعيا بصورة أكثر فعالية، وعليك بالدعاء والإكثار منه والإلحاح فيه، والتيقن بأن الله تعالى سوف يستجيب لك.
وبالله التوفيق.
وللاستفادة أكثر يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن علاج قلة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).
وأيضا علاج الخجل والتحرج من الفتيات: (259955).