السؤال
حملت بتوأم، وعند ولادتي قررت ألا أذهب إلى المستشفى وولدت في البيت، الأول خرج بعد ثلاث طلقات من الولادة، وكان بأحسن حال، والثاني خرج بعد ساعتين من الولادة الأولى، تعبت من كثر الطلق ومن النزيف بعد ولادة الأول، وأيضا نزيف بعد ولادة الثاني، سؤالي هو: أن بطني كبر جدا بعد الولادة وتشوه، هل السبب عدم تنظيف الرحم؟ وهل صحيح أنها تنظف بعد المولود الجديد؟ علما أنني نحيفة جدا وكان عمري 19سنة.
والسؤال الثاني: هل أحتاج خياطة تجميل؟ لأني أشعر أني متغيرة، مع العلم أني لم أعرض نفسي على طبيبة، وأولادي أعمارهم الآن 6 سنوات، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المعتصم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد أخطأت يا عزيزتي بقرارك أن تتم ولادتك بالبيت بدون إشراف طبي وفي عدم الذهاب إلى المستشفى، لأنك بذلك عرضت نفسك وطفليك إلى خطورة عالية وقتها، وخاصة بأنك كنت حاملا بتوأم، والحمد لله بأن الأمور قد تمت على خير، ولا أنصحك بأي حال بتكرار الولادة بالبيت، حتى لو كان كل شيء لديك طبيعيا؛ لأنه في ظروف الولادة قد يحدث أي طارئ يحول الولادة الطبيعية إلى حالة طارئة تستدعي المداخلة الطبية في خلال دقائق، من أجل سلامة الأم أو سلامة الجنين أو كليهما.
والآن جوابي على سؤالك الأول هو كالتالي: من الطبيعي جدا أن يكبر بطنك ويتهدل، وأحيانا يتشقق، وهذا ليس بسبب الولادة بالبيت أو لعدم نظافة الرحم، بل هو بسبب التمدد والتمطط الذي يحدث في عضلات البطن وفي جلد البطن، وهو يحدث في الحمل المفرد، وفي الحمل التوأم يكون الأمر أكبر، وعند من هي نحيلة مثلك يكون الأمر أشد من المرأة الغير نحيلة، لآن مساحة الجلد المتوفرة لتمدد الحمل محدودة، فيتمدد الجلد ويتمطط ليتماشى مع كبر البطن، ولقلة الألياف المرنة الموجودة فيه يتفسخ ومن ثم لا يعود إلى طبيعته السابقة بعد الولادة، وكان عليك بعد الولادة إجراء بعض التمارين الرياضية لشد عضلات البطن، فهذا قد يساعد في تخفيف الترهل، ولكن لن يزيله تماما، وأؤكد لك بأن ترهل البطن لا علاقة له بنظافة الرحم بعد الولادة أبدا، وليس صحيحا بأن الرحم تنظف بعد الحمل بمولود جديد، بل إن الحمل لا يحدث إن لم تكن الرحم أصلا نظيفة، والرحم الغير نظيفة قد تقود إلى العقم، وأهم علامة على نظافة الرحم بعد الولادة هي أن السيدة تطهر على الأربعين.
وبالنسبة لسؤالك الثاني: فيصعب يا عزيزتي بدون فحص نسائي دقيق التأكد من وجود هبوط تناسلي لديك، أو من وجود توسع غير طبيعي، والأمر يستدعي أن تذهبي لطبيبة نسائية مختصة، وعن طريق الكشف النسائي ستخبرك إن كان ما تشعرين به هو توسع أم هبوط؛ لأن التوسع يتم إصلاحه بعملية خياطة بسيطة، أما الهبوط فعلى حسب درجته، فهو يحتاج إلى عملية أدق نصل فيها للمثانة أو المستقيم أو الاثنين معا.
وفي كل الأحوال ننصح عادة بأن تتم السيدة ولادتها قبل أن تجري أي عملية إصلاح، بسبب أن الحمل والولادة ثانية تتسبب في عودة الهبوط أو التوسع ثانية، ويكون الإصلاح ثانية أصعب ونسبة نجاحه أقل.
أتمنى لك كل التوفيق ودوام الصحة والعافية إن شاء الله تعالى.