السؤال
السلام عليكم.
أكتب اليوم هذه المشاركة وأنا نادم على كل فعل فعلته يغضب الله، وأسأل الله العظيم أن يغفر لي ولكل مسلم ومسلمة.
قصتي امتدت فترة من الغياب عن ذكر الله، مع ارتكاب المعاصي والذنوب في غياب الواعظ الخير، ومع عدم مراعاة ظروف الانطوائية أصبحت غريبا في نفسي!
وفي يوم من الأيام وأنا أرتكب نفس المعصية تذكرت الموت، ولكني فعلتها ولكن بعدها قررت أن أتوب إلى الله، وأن أتخلص مما كنت فيه.
والآن تغير حالي بعد هذه التوبة فأصبحت متفوقا في دراستي وأحافظ إلى حد ما على الصلاة في المسجد، ولكن ترهقني بعض المسائل التي أبحث لها عن إجابة، كيف أسير على طاعة الله؟ خاصة أني لا أعرف أحدا كي يرشدني إلى الخير، كالقراءة وحضور الدروس، وحفظ القرآن، وما إلى ذلك.
مع معاصرتي بعض الظروف النفسية التي صاحبت توبتي مثل الخوف من الموت حتى لا أعذب كما أنني موسوس دائما، حتى إن حيلتي تقل من زيادة هذه الضغوط على تفكيري.
فأنا دائما أفكر في الماضي، أرجو من الإخوة الرد على رسالتي بسرعة، حيث أنني أحتاج وبشدة للنصيحة في الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد أحسنت بتوبتك مما فعلت من معصية، ورجوعك إلى الله تعالى.
قال تعالى: (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ))[النور:31]، فاحمد الله تعالى وأكثر من شكره على توفيقه لك، وكن على يقين بأن التوبة إذا صحت بأن استكملت أركانها فإن صاحبها موعود بمغفرة الذنب والتجاوز عن السيئة.
فقد قال تعالى: (( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))[النساء:110]، وقال جل شأنه: (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ))[الشورى:25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجة، وقال صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
فنصيحتنا لك أيها الأخ الحبيب أن تحسن توبتك، وذلك بأن تندم على ما فات من المعصية، وتقلع عنها وتعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل، فإذا فعلت هذا فلا تلتفت للماضي، وأحسن الظن بالله أن يتقبل توبتك ويبدل سيئاتك حسنات، فقد قال تعالى: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ))[الفرقان:70].
وإذا جاءك الموت بعد التوبة فإنك ستنتقل - بإذن الله تعالى – إلى مثوبة الله تعالى وحسن جزائه ودار كرامته، فاجعل خوفك من الموت باعثا على الزيادة من العمل الصالح والاستعداد للقاء الله تعالى.
فذكر الموت بهذا الشكل نافع ومفيد في الدنيا والآخرة.
وإننا نستبشر بتحسن أحوالك بعد التوبة وتفوقك في الدراسة، ولعل هذا من عاجل ثواب الله لك، فأكثر من شكره سبحانه، ومن الشكر أن تكثر من الطاعات، ولذا فإننا نوصيك بما يلي:
1- حافظ على الصلوات المكتوبات في جماعة المسجد ولا تستجب لداعي الكسل.
2- تعرف على الصالحين في المسجد لاسيما طلاب العلم الشرعي، واطلب منهم أن يرشدوك ويعينوك على طلب العلم.
3- أكثر من حضور حلقات العلم والمحاضرات الدينية في المساجد، وحاول الاستفادة من المواقع المفيدة كموقع إسلام ويب، فإن فيها خيرا كثيرا يفيد في شتى الجوانب.
وفقك الله للخير ويسره لك.