السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حكايتي هذه ربما عرضت عليكم العديد من المرات، ولكن كلي أسى وحسرة، وعندي كل الثقة في نصحكم لي والتخفيف عني.
حكايتي هي أني على علاقة بشاب منذ 2007، كنا دوما معا ، وكنت له الوفية وكنت له سندا وعونا، ولكن المشاكل والخصومات عديدة وذلك لأني لا أثق به كثيرا.
المهم أن هذا الشاب بعد كل ما قمت به معه وكل ما تحملته من معاناة وقسوة، وأشياء لا أستطيع ذكرها أصبح يتهرب مني منذ شهرين، وعندما جن جنوني وأصبحت أحس بقهر شديد في نفسي أصررت على مواجهته، فكان عذره أن عمري وعمره لا يتناسبان! مع العلم أن عمري أقل من 34 سنة، وعمره 36 سنة؛ وذلك بحجة أنه يخاف أن لا أنجب أطفالا، وأنا أحس بالقهر والأسى، فهل يعقل هذا؟ هل له الحق أن يحكم علي هكذا؟ فما لي إلا أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dorad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه لا خير في رجل يبدأ حياته بهذه الأوهام، ويحترف التردد، ونسأل الله أن يرزقك خيرا منه، وأن يلهمك رشدك والسداد، وكم تمنينا أن تكون عند بناتنا يقظة وفهم لحقيقة أمثال هؤلاء الذين لا يملكون في الغالب قراراتهم، ولا هم لأحدهم إلا قضاء الأوقات مع الفتيات.
ونحن في الحقيقة لا نعفي الفتيات من المسؤولية، والسعيدة توعظ بغيرها، وعلى كل حال فالمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، واحمدي الله الذي خلصك منه قبل أن يلحق بك مزيدا من الأذى.
وأرجو أن تعلم كل فتاة بأن هذا الدين أكرمها، فجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فلا يستطيع أعظم الرجال أن يقبلوا إلى الفتاة المسلمة إلا بعد أن يطرقوا الأبواب، ويقابلوا أهلها الأحباب، بل ويقدموا صداقا يدل على صدقهم.
كما أرجو أن تعلم كل فتاة أن الرجل يجري خلف المرأة التي تأبى عليه وتلوذ بعد الله بحيائها وحجابها وترفض تقديم التنازلات، لكنه سرعان ما يهرب من التي تجامل وتتنازل.
ونحن ندعو كل فتاة شعرت أن هناك رجلا يميل إليها أن تطالبه بمخاطبة أهلها، وهذا يرفع من قدر الفتاة عند خطيبها وعند أهلها، ويجلب لها قبل ذلك رضا ربها، وإذا سارت الدرة على هذا المنهج فإنها تحمي نفسها وتجبر الآخرين على احترامها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ونسأل الله أن يعوضك بمن هو أفضل وأحسن، واعلمي أن كلامه ليس في مكانه، وعليك بالتوبة الصادقة، وتجنبي ما يغضب الله، ولا تتعاملي مع أي رجل إلا وفق الضوابط الشرعية حتى لا يقع المحظور.
وبالله التوفيق والسداد.