السؤال
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكر لكم اهتمامكم بخدمة الشباب المسلم ومساعدته، ولعل أكثر من لمس الفائدة من استشاراتكم هي زوجتي بفضل ما وجدت لدي من معلومات عن الحياة الزوجية بأدق تفاصيلها كانت استشارتكم للأعضاء هي مصدرها.
لقد عقدت على فتاة ذات خلق ودين وجمال -بفضل الله- ومضى على العقد شهر ونصف.
طبعا من خلال نقاشاتنا يظهر لي أمور هي ترغب بها وأنا أرفضها (مثلا زيارة بعض الصديقات)، ومن خلال الحديث تبين أن هناك أكثر من موضوع هي ترغب به وأنا لا أميل إليه.
وفي نفس الوقت أنا أرغب بأمور هي لا تميل إليها مثل مشاهدتها بالملابس الداخلية مثلا، أو لمس أعضائها الجنسية، ولو من فوق الملابس الداخلية.
وأثناء النقاش توصلنا لاتفاق أن أوافق أنا على أمر هي تريده مقابل أن تسمح هي لي بأمر أنا أريده (أمر جنسي).
فهل هذا الأسلوب صحيح، وهل له تأثيرات أخرى على حياتنا بعد الزواج؟
أرجو الإفادة بالسرعة الممكنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نشكر لك ولزوجتك هذا الاهتمام بما نشر في موقع إسلام ويب، ونبشرك بأننا سوف نظل في خدمة شبابنا وفتياتنا الذين هم أغلى ما تملك هذه الأمة بعد إيمانها، ونسأل الله أن يبارك لكما وأن يبارك عليكما وأن يجمع بينكما على الخير، ونكرر الترحاب بك.
ولا شك أن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على التنازلات المباحة، ليكون الملتقى في منتصف الطريق، ومن الطبيعي أن يلاحظ الأزواج الجدد هذا الاختلاف في وجهات النظر، وقد يكون الاختلاف حتى في طريقة النوم والأكل والاهتمامات، والنجاح يتحقق بزيادة القواسم المشتركة وتضخيم الأشياء التي يحيها الجميع.
وأرجو أن نذكر فتاتنا بقول عائشة رضي الله عنها للنبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أراد أن يخرج من لحافها وفراشها ليصلي لله حيث قالت له: (والله إني لأحب قربك ولكني أوثر هواك)، وهذه كلمات قليلة ولكن يمكن أن تؤلف فيها مؤلفات، والصديقة بنت الصديق من أئمة البلغاء والفصحاء وكلماتها هذه تداوي الجراح رضي الله تعالى عنها.
وقديما قالت الناصحة العاقلة لفتاتها يوم البناء بها: (وإنك لن تنالي رضاه حتى تؤثري هواه على هواك).
ومن المفيد جدا أن نذكر لك ما قاله ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: (إني لا أحب أن أطالب زوجتي بكل حقوقي حتى لا تطالبني بكل حقوقها)، وهذا يؤكد مبدأ التنازلات، ولذلك فنحن لا نريد أن تكون المسألة واحدا بواحد، ولكن نريد واحدا بخمسة أو بثلاثة، لدرجة نلغي معها طريقة التجار في الحسابات.
وأرجو أن توافق على ذهابها للصديقات الصالحات، ولا مانع في إبقاء شعرة من العلاقة مع الأخريات، كما أرجو أن تكون أنت صديقها الأول والأخير بحسن الاستماع إليها والاهتمام بمشاعرها، ويجب عليها أن تشبع كل رغباتك الجنسية التي لا تصادم الشرع وخاصة ما ذكر في السؤال؛ لأن تحقيق العفاف يعتبر من أكبر أهداف الزواج، وعليك بالثناء على جمالها ومفاتنها.
كما أرجو أن تكون الطلبات بالتفاهم مع ضرورة مراعاة التدرج في كل ذلك، وأرجو أن ترتفع الكلفة والخجل بينكما، وأحسب أن هذا يحتاج لبعض الوقت، ونسأل الله أن يديم بينكما مشاعر الود والمحبة، وسوف نكون سعداء باستمرار التواصل مع الموقع.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه وشكره على التوفيق لتنالوا بذلك المزيد، ونسأل الله لكم السداد والرشاد.