القلق والميول للمشاجرات عند الأطفال

0 414

السؤال

عندي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وهو سريع الغضب ويرفع يده للمشاجرة في حال لمسه لإبعاده عن شيء ويقوم بالصراخ على والديه إذا قاما بنهره، وأراه دائم الاعتلاء إلى الأماكن المرتفعة في المنزل والنقز، وأحيانا يكون مائلا كثيرا إلى المسدسات ولغة القتل والقنص مما يسبب لي الخوف والقلق على طفلي وعلى مستقبله، وبه صفات حسنة أحبها فيه أنه إذا أعلمته بأن الكذب وأذية الناس حرام وتدخلك النار تراه يبتعد عنها ولا يتطرق إلى تلك الأشياء، وبه نوع من الحنان والإحساس بوالديه إذا كانا في حالة من المرض، ويقوم أحيانا بخدمتهم في الأشياء البسيطة مثل جلب الماء وما شابهه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن نوبات القلق والانفعال والميول للمشاجرات والتعانف لدى الأطفال قد تكون أمرا طبيعيا جدا، وهذا الطفل لازال صغيرا، ونعتقد أن هذا السلوك بالطبع قد اكتسبه أو تعلمه من خلال التعامل معه بشيء من الحدة من جانب الأسرة.

أرجو أن تعذريني في هذا القول ولكنه حقيقة الأمر، فالطفل ما دام عقله مكتملا وذكاؤه جيدا ومرتفعا ولا توجد لديه أي إصابات دماغية أو شيء من هذا القبيل أو أنه يعاني من تشنجات صرعية، فمثل هذا السلوك يكون سلوكا مكتسبا، وهذا الابن – حفظه الله تعالى – نعتبره سليما من الناحية العضوية، ولذا أقول: إن العلاج المهم جدا هو تجاهل كل هذه التصرفات السلبية.

أعرف أن ذلك ربما يكون صعبا بعض الشيء على الأسرة، ولكن تجاهل غضبه وتجاهل رفع يده للمشاجرة...وهكذا، سوف -إن شاء الله- يساعد على القضاء على هذا السلوك.

بالطبع يجب أن يوبخ بصورة بسيطة إذا كان هنالك تماد من جانبه، وحين يرفع يده على سبيل المثال لضرب طفل آخر أو إنسان آخر هنا تقابليه بابتسامة وتأخذيه وتحضنيه، وهكذا، وتلفتي نظره إلى سلوك آخر مخالف.

بالنسبة للعلب بالمسدسات وغيرها فربما يكون هذا هو الشيء الذي وجده الطفل أمامه، واستساغه أكثر من غيره.

لا يوجد هنالك خوف -حقيقة- أساسي من مثل هذه التصرفات، ولكن يفضل أن تستبدل ألعابه بألعاب حركية أخرى، ألعاب ذات قيمة تعليمية، وهذا إن شاء الله يساعد الطفل كثيرا.

بالنسبة لتطبيقك لمبدأ التهديد والتخويف له بالنار أو قولك له بأن الكذب يدخل النار، فقد لا يكون منهجا طيبا، فلا تلجئي للأساليب التهديدية والتخويفية والترهيبية للطفل في هذا العمر، لأني لا أعتقد أنه يستوعب مفهوم الكذب والصدق في هذه المرحلة، فقط أن تكونوا صادقين معه، وبعد أن ينمو ويكبر حاولوا أن تغرسوا فيه هذه القيم وهذه الفضائل بالتشجيع، بأن تحكوا القصص له القصص التي تدل على الأمانة وعلى الصدق وعلى الشجاعة.

هنالك مجالات تربوية جيدة جدا متخصصة في المادة التي نحتاجها في تربية الأطفال، وهنالك قنوات فضائية أيضا تقدم برامج جيدة جدا من خلالها يستطيع الطفل أن يكتسب الكثير من القيم الإيجابية.

أنا لست بمنزعج حقيقة لهذا الابن حفظه الله لأنه لازال صغيرا، وتطبيق مبدأ التجاهل مع التوبيخ البسيط وكذلك التشجيع والتحفيز أعتقد أنه سوف يقضي على كل سلوك سالب ويأتي باستبداله بسلوك إيجابي.

نسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله من النجباء والصالحين، وأن يجعله قرة عين لكما، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات