علاقة العادة السرية بالصداع

0 826

السؤال

عمري 17 سنة، أعاني من صداع شديد منذ 7 أشهر، ذهبت إلى طبيب أنف أذن حنجرة فقال: إنني سليم، فحللت الدم والنتيجة سليمة وضغطي سليم، والحمد لله.

ذهبت إلى طبيب أعصاب فقال: إن عندي توترا عصبيا فأعطاني بعض الأدوية:
أنديرال – موتيفال – باروزون – لكسوتين – مرتابين - اكسدرين عند الحاجة.

وصار لي أكثر من شهرين ولم أتحسن فما السبب؟ وبم تنصحونني؟
علما أن الصداع موجود 24 ساعة في اليوم ويزداد عند الاحتلام، هذا الصداع صار له 9 أشهر، وبدأ خفيفا ثم بدأ يقوى، وهو يزداد خمسة أضعاف عند انتصاب القضيب وإلى 10 أضعاف عند القذف.

- ليس لدي أمراض أخرى.
- لا أحد من أفراد عائلتي عنده هذا الصداع أو ما شابهه.
- هنا بعض الأشياء الذي أريد ذكرها:
كنت أمارس العادة السرية عندما كان عمري 10 سنوات إلى 5 مرات يوميا، فهل هذا له علاقة؟

نوع الألم في رأسي:
أشعر كأن شيئا يضغط على رأسي، وأحيانا كأن شيئا يحرقني، وعندما أشرب الماء أشعر كأنني أطفىء نارا في رأسي، مع أنه لا يوجد حرارة.

ثانيا: أشعر بدوخة خفيفة وخاصة عند القراءة والتركيز.

ثالثا: هنا طنين مستمر لا يذهب أبدا ولا يخف أبدا، بالنسبة للضغط في البداية كان عندي ارتفاع بسيط ولكنه الآن طبيعي.

كان معي أوساخ في الأذن، وقام الدكتور بتنظيفها وكان طبعا رأسي يؤلمني قبل أن ينظفهم، وقال لي يجب أن أتحسن، ولكن لم أتحسن إلى الآن، والموضوع صار له سنة فقال لي أنه من الأوساخ، تعطلت قليلا الدورة الدماغية وأنا أحس بوجع رأس شديد + دوخة + طنين في الأذن، وكل ذلك لمدة 24 ساعة في اليوم، وهذه الحالة صار لها أكثر من سنة.

أرجو أن تساعدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أدهم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن الصداع في مثل عمرك لا بد أن نأخذه بكل جدية وانتباه، وعليه يجب أن تقوم بفحوصات معينة، وقد قابلت طبيب الأذن وأكد لك أنه لا توجد مشكلة، لكن بقي بعد ذلك أن تقابل طبيب العيون، وطبيب الأذن أيضا من المفترض أن يتأكد من وضع الجيوب الأنفية.

الشيء المثالي أيضا هو أن تقوم بعمل صورة مقطعية للدماغ، هذا من أجل التأكد، وبقي بعد ذلك أن أقول لك إنه بجانب هذه الفحوصات يجب أن تتأكد إذا كانت هنالك أي أطعمة تثير هذا النوع من الصداع.

أنت ذكرت أن الصداع مرتبط عند الانتصاب وكذلك يزداد مع القذف، هنالك نوع من الشقيقة أو صداع النصفي له هذه الخاصية، أي أنه مرتبط بالمثيرات، ولا شك أن الانتصاب والقذف المنوي هو واحد من تلك المثيرات.

إذن احتمال أنك مصاب بصداع نصفي أو شقيقة هذا احتمال وارد كثيرا، وهنالك أيضا نوع من الصداع المختلط، بمعنى أن انقباضات وكذلك توسعات في الأوعية الدموية مع وجود انقباضات عضلية في فروة الرأس هي التي تؤدي إلى هذا النوع من الصداع.

إذن: الاحتمالات كثيرة ومفتوحة، وكما ذكرت لك إجراء الفحوصات هو من أجل الاطمئنان والتأكيد، وأنا أكثر ميولا إلى أنك تعاني من نوع من الصداع النصفي أو الشقيقة، وأعتقد أن الأمر يجب أن يتم التعامل معه عن طريق طبيب الأعصاب، وهو الطبيب الذي سوف يقوم بإجراء الصورة المقطعية للدماغ.

الجانب النفسي لا شك أنه مهم وضروري في مثل هذا النوع من الصداع، ونحن نكتفي غالبا بإعطاء بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق مثل عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، يعطى بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين أيضا، ثم يمكن التوقف عنه.

الطبيب الذي أعطاك عقار إندرال أعتقد كان تحت الانطباع أن هذا النوع من الصداع النصفي أو الشقيقة؛ لأن الإندرال يعرف أنه من الأدوية الجيدة جدا للعلاج وكذلك الوقاية من الصداع النصفي.

إذن: هذا هو الذي أود أن أنصحك به فيما يخص الصداع، وأما ما يخص العادة السرية فلا شك أنها عادة قبيحة محرمة، تضعف الإنسان نفسيا وجسديا، وبكل أسف أنت قد مارست هذه العادة منذ كنت طفلا، وهذا أمر يؤسف له تماما، إلا أنه قد نقول لك في ذات الوقت: إنك لم تكن مدركا لخطورة الأمور بصورة كاملة، أما الآن فأنت رجل ومسئول، ويجب أن تتدارك الأمر ويجب أن تفكر بصورة أكثر إيجابية.

فعليك حقيقة أن تتوقف فورا عن ممارسة هذه العادة القبيحة، هنالك أشياء جميلة في الحياة يمكن أن يدمنها الإنسان، ركز على دراستك، مارس الرياضة، واعرف أن هذه العادة سوف يكون لها تأثيرات قبيحة جدا على شخصيتك وعلى نموها، فهي تؤدي إلى الانطوائية، والشعور بالذنب، وافتقاد الكفاءة النفسية، ويعرف عنها أنها أيضا تؤدي إلى صعوبات جنسية كثيرة جدا في المستقبل.

وبما أن ممارسة العادة السرية غالبا ترتبط بخيال جنسي مريض فهذا أيضا شيء لا يحمد مطلقا، فأرجو أن تحرر نفسك منها، وأقول لك إنها تؤدي إلى القلق والقلق قد يؤدي إلى الصداع، ويعرف عنها أيضا أنها تؤدي إلى ضعف التركيز، فلا خير فيها أبدا، فعليك أن تصحح مسارك.

أنصحك أيضا بصفة عامة أن تمارس التمارين الرياضية وكذلك تمارين الاسترخاء، كلها إن شاء الله مفيدة جدا.

وبالنسبة لهذا الصداع أيضا أنصحك ألا تكثر من استعمال المسكنات، حيث إنها تزيد من هذا الصداع، هذا أمر قد يبدو غريبا من الوهلة الأولى ولكنه مثبت علميا ومجرب، فالذين يكثرون من استعمال المهدئات والمسكنات تزداد لديهم الآلام.

إذن: اذهب وقابل طبيب الأعصاب، وأجر بقية الفحوصات التي ذكرناها لك، وركز على دراستك، واستثمر حياتك ووقتك بصورة إيجابية، ولابد أن تحافظ على صلواتك، وتلاوة القرآن بهذا تطمئن القلوب، والدعاء والذكر، هذه إن شاء الله معينات أساسية ورصينة لحفظ النفس وحفظ العقل.

وحول كيفية الرقية الشرعية يرجى الاطلاع على: (237993- 236492-247326).

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد والهداية والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات