السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لي صديق قام بإنشاء منتدى على الإنترنت، وهناك وجد ما يسمى بغرفة الدردشة (الشات)، ونحن كأصدقاء وقفنا لجميع أعضاء هذا المنتدى، وقلنا: إما أن تغلق الدردشة أو يخصص يوما للبنين ويوما للبنات، هذا لأننا كطلبة في كلية عملية تطبيقية نحتاج إلى أن نتناقش في بعض الأوقات في أمور معينة، ولكن قلنا: إن النقاش بين البنين وبعضهم أو البنات وبعضهن، وإلا فعدمه أفضل من وجوده، وإن البنين لهم يوم والبنات لهن يوم، وقد احتج البعض بأنه يريد الاختلاط من أجل الاستفادة المتبادلة.
هم يحتجون بأنه من باب العلم والاستفادة، ونحن نقول: لا استفادة مع شبهة، ونرى أنه لن يتم عمل محاضرات أو ما إلى ذلك على الشات، بل مجرد كلام وإبداء وجهات نظر، أو تعليق أو توضيح شيء معين، ونحن نقول: إن الشبهه هنا هي الاختلاط أولا، وما قد ينتج عنه من تقارب بين المتحدثين، ونعلم أن الله فطر الإنسان على الانجذاب إلى الجنس الآخر، ونحن نخشى الوقوع في أي فتنة.
فما تعليق سيادتكم على ذلك؟
نأسف للإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها -الأخ الحبيب-، ونشكر لك غيرتك على دينك ودين زملائك، وحرصك على اجتناب أسباب الفساد والريبة، ونسأل الله تعالى أن يكثر من شباب المسلمين من أمثالك.
وقد وفقت للصواب في هذا الرأي، وهو ضرورة سد أبواب الفتنة، ومنع أسباب التواصل بين الجنسين ما دام أنه يمكن أن تجر إلى فساد، وهذا هو الغالب في غرف الدردشة.
وغير خاف عليكم مدى تأثر الشاب بمراسلة الشابة له وحديثها معه، وكذلك العكس، وإن لم يكن ما يجري في غرف الدردشة اختلاط لكنه مؤد لمعناه، إذ يتمكن الشاب من التكلم مع الشابة بما يشاء أو كتابة ذلك لها.
وإن كان المقصود في أول الأمر هو الاستفادة العلمية، لكن الشيطان لهم بالمرصاد، وله أساليبه في إغواء بني آدم، وقد حذرنا الله تعالى من استدراجه وإغوائه فقال: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)) [النور:21].
وليس هناك فتنة أعظم من فتة الرجل بالمرأة والعكس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، فالعاقل لا يخاطر بدينه، والسلامة لا يعدلها شيء، والحذر الحذر من أن يتسبب أحدكم في وقوع زملائه في شيء من المحرمات؛ فيلحقه من الإثم مثل إثمهم.
وفقكم الله لكل خير، وأجرى على أيديكم نفع عباده.