عادة شد الجبهة والحواجب.. وآثارها السلبية

0 461

السؤال

يا دكتور! أسأل الله أن أجد على يديك المشورة إلى العلاج.

سيدي! أنا قمت وأنا مراهق بإجهاد منطقة الجبهة ورفع حواجبي والتحديق بشكل مستمر ظنا مني وقتها تغيير شيء في وجهي!

استمريت طوال الوقت وأنا أشد جبهتي وحواجبي إلى الأعلى، برغم الألم الذي كنت أشعر به، ولكني واصلت وتحملت الألم، استمرت الحال إلى أكثر من 8 أشهر ليل نهار ما عدا وقت النوم، بعدها أحسست بألم في منتصف رأسي شديد فتركت هذا الوضع وعدت كما كنت.

ولكني لم أستطع؛ لأني وجدت نفسي تحت ألم فظيع من مؤخرة رأسي إلى وسطه إلى الجبهة بشكل دائم، ومرة يخف ومرة يشتد، وعدم قدرة على التركيز وعدم قدرة على النوم بشكل عميق!

وكل شيء تغير بحياتي، لم أعد كما كنت، لم أستطع أن أتكلم كما كنت وفقدت القدرة على تحليل الأمور وعلى المبادرة، انعزلت تماما عن الناس حتى أخرج مما أنا فيه، حتى حواجبي لم أعد أستطيع تقطيبهما ولا حتى رفعهما كما أريد.

يا دكتور! طبعا هذا التعب وعدم قدرتي من الخروج منه قادني إلى الاكتئاب ونقص الوزن، يا دكتور أرجوك ساعدني ودلني إلى من أذهب وما هو علاجي؟

ملاحظة: الألم الذي في مؤخرة ووسط رأسي ليس صداعا لأني أعرف ألم الصداع، وإنما ألم شديد كما لو أن أحدا غرس سكينا في منتصف رأسي وتركها.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن الغامدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

فإنا نعتقد أن ما كنت تقوم به من رفع لحواجبك والتحديق بشكل مستمر جعلك تتعود على هذا الوضع، وهذا لا شك نتج عنه انشداد مستمر في عضلات هذه المنطقة وكذلك الأربطة التي تثبت هذه العضلات، وأصبح يجعلك تحس بالألم في مؤخرة ووسط الرأس والذي وصفته بأنه ليس بالصداع ولكن أعتقد هو كله ناتج من الانشدادات العضلية.

بقية الأعراض التي ذكرتها في رأيي كلها تدل وتشير إلى أنك تعاني من قلق نفسي، وهذا القلق مرتبط بالحالة (النفسوجسدية) التي تعاني منها.

الذي أراه هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، ومعظم الأطباء النفسانيين - بفضل الله تعالى – لهم مقدرات عالية جدا في معرفة الأمراض العصبية، بالرغم من قناعتي التامة أنك لا تعاني من أي مرض عضوي، ولكن سوف يكون من المستحسن إذا تم عمل صورة مقطعية للرأس وذلك لمجرد الاطمئنان.

أنا أرى أن علاجك يتمثل في التدريب الدقيق على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تفيد كثيرا في مثل هذه الأعراض، والأخصائي النفسي الذي يكون ملحقا دائما بالعيادات النفسية سوف يقوم بتدريبك على هذه التمارين.

وهنالك أشرطة وكتيبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، ولكن من وجهة نظري أن حالتك تتطلب الاسترشاد بالمدرب الملم بكل فنيات هذا النوع من العلاج.

هذا هو الجزء الأول، والجزء الثاني أرى أنك في حاجة إلى الأدوية المضادة للقلق والمخاوف وربما أيضا الوساوس؛ لأن حالتك بالرغم من أنها (نفسوجسدية) ولكنها أيضا لا تخلو من الطابع الوسواسي، وأنت ذكرت أيضا أنك أصبحت الآن تعاني من الاكتئاب ونقص في الوزن، لذا الأدوية المضادة للاكتئاب سوف تكون ذات فائدة كبيرة جدا، وبفضل الله تعالى الأدوية هي نفس الأدوية التي تستعمل لعلاج القلق والوساوس والمخاوف.

الدواء الذي أرشحه في حالتك وأراه مفيدا هو عقار يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat).

ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – ليلا، واستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب الزيروكسات هنالك أيضا دواء مساعد نعتبره من الأدوية الجيدة والمفيدة، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أيضا أن تتناوله، وجرعته هي خمسين مليجراما – أي كبسولة واحدة – في الصباح لمدة شهر، ثم كبسولة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرى أيضا أن ممارسة التمارين الرياضية – أيا كان نوعها – سوف يكون أيضا أمرا مفيدا بالنسبة لك.

أرجو ألا تنزعج للحالة، فهي بسيطة إن شاء الله، وإن شاء الله باتباعك للخطوات التي ذكرناها لك سوف تتحسن حالتك بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

وللفائدة يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن العلاج السلوكي للاكتئاب:
(237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121)

مواد ذات صلة

الاستشارات