السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ فترة من حالة من عدم التركيز وصداع، وأشعر بعدم الاتزان وعدم الاستيعاب لما أراه وكأنه حلم أو لا أشعر به كما كنت، وقد قمت بتغيير النظارة، وأعاني من حساسية بالعين، ووصف الطبيب قطرة لذلك، وأنا أعاني من حساسية الجيوب الأنفية وأستخدم بخاخا ودواء للحساسية، ولكن هذا الصداع ليس شديدا ولكن حالة عدم الاتزان والتركيز والاستيعاب تجعلني أخاف الخروج لوحدي، حيث أشعر أنني سوف أتوه أو أنسى مكاني، علما بأنني مررت بفترة مرضية حوالي 3 شهور بسبب التهاب المعدة، وحالتي النفسية ليست جيدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأنت لك أسباب عضوية واضحة وهي التهاب الجيوب الأنفية والحساسية وكذلك حساسية العيون، كما أنك تستعلمين نظارة طبية، هذه كلها عوامل تؤدي إلى انشداد في عضلة الرأس مما يجعل الإنسان يحس بصداع أو ألم أو عدم ارتياح في منطقة الرأس.
في بعض الأحيان يضاف إلى ذلك وجود قلق، حتى وإن كان القلق من درجة بسيطة، وهذا يؤدي إلى زيادة الشعور بهذا الصداع، وأعتقد أن هذا ينطبق على حالتك، أي وجود الأسباب العضوية السابقة وهي أسباب بسيطة، وبعد ذلك ربما يكون لديك نوع من القلق والتوتر الداخلي، وهذا في حد ذاته بالطبع يزيد مع وجود الحالة العضوية، والشعور بعدم الاتزان هو شعور أستطيع أن أصفه بأنه سخيف ومخيف للإنسان، وهذا بالطبع يؤدي أيضا إلى المزيد من القلق والخوف والصداع، ووجود التهاب المعدة كثيرا ما يكون أيضا مرتبطا بحالات القلق، وما وصفته بأن حالتك ليست جيدة أعتقد أن ذلك أيضا جزءا مما تعانين من القلق أدى إلى عسر بسيط في مزاجك.
ضعف التركيز في مثل عمرك يكون القلق عاملا رئيسيا فيه، لا تكون هنالك مشكلة حقيقة في الذاكرة من ناحية استقبال المعلومة وتسجيلها وتخزينها وتشفيرها ثم إخراجها واستعمالها عند الحاجة، لا يكون هنالك خلل أساسي في هذه المحددات التي تحدد الذاكرة، ولكن القلق هو الذي يؤدي إلى ضعف الاستيعاب، والتشتت في التفكير.
أنا أنصحك بعمل صورة مقطعية للرأس إذا كان ذلك ممكنا، هذا فقط من أجل التأكد، ولا أعتقد أنه يوجد أي شيء في داخل الرأس، ولكننا حقيقة دائما ننصح بإجراء مثل هذه الصور، لأنها أصبحت بسيطة بالرغم من أنها قد تكلف ماديا أكثر من غيرها من الصور العادية، ولكنها أيضا تكلفة بسيطة وهي فحص يمكن إجراؤه في وقت قصير، ويطمئن كثيرا، لأننا حينما نتأكد أنه لا يوجد أي التهاب داخلي في المخ أو خلافه، فهذا حقيقة يجعلنا نعتمد على الحالة النفسية كحالة أساسية، وفي مثل هذه الحالات ننصح ببعض الأدوية البسيطة.
هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (بيتاسيرك Betaserc) ويعرف علميا باسم (Betahistine dihydrochloride) يحسن من التوازن كثيرا، والجرعة التي ننصح بها هي ستة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم ثمانية مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن هذا الدواء.
إضافة إلى البيتاسيرك فإني أنصح لك تناول عقار يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، وهو موجود في مصر، وقليل التكلفة جدا، تناوليه بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهر، وإذا كان القلق والصداع لا زالا موجودين فارفعي الجرعة إلى حبة صباحا ومساء، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين آخرين، ثم خفضيها إلى حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، أما إذا خفت الأعراض أو اختفت مع جرعة حبة واحدة من الموتيفال يوميا فاستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.
أنصحك أيضا بأن تقومي بعمل تمارين رياضية بسيطة في داخل المنزل، وكوني حريصة جدا أن تنامي على وسادة خفيفة، واحذري المخدات (الوسادات) المرتفعة، فهذه تؤدي إلى انشدادات عضلية، وأنصحك أيضا ألا تأكلي الأجبان بكميات كبيرة، وكذلك الشكولاتا؛ لأن هذه قد تحوي على بعض المواد التي يعرف عنها أنها قد تثير الصداع لدى الأشخاص الذين لديهم القابلية لذلك.
أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.