هل تشققات الجلد والسمنة عيب في المخطوبة

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 26 عاما، من أسرة طيبة، وعلى قدر من الجمال ظاهريا، حيث إني أعاني من مشكلة لا يعلمها أحد وهي ترهلات وتشققات في الجلد بسبب السمنة.

يتقدم لخطبتي الكثيرون، إلا أني كنت أرفض حتى الآن، حيث إني أخاف أن أرفض أو تجرح مشاعري إن أخبرته بمشكلتي، وإن لم أخبره أخاف أن أكون بذلك أظلمه وأغشه، فهل أستمر في الرفض أم أوافق ولا أخبره؟

هلا أرشدتموني إلى الصواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة صبحي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه لمن الأمانة أن يخبر كل من الخطيب والخطيبة الآخر بما لديه من مشكلة خافية قد تؤثر مستقبلا على الزواج أو العلاقة الزوجية، ولكن الإفراط أو المبالغة في ذلك قد يؤديان إلى مشاكل غير متوقعة، ولذلك علينا أن نكون واقعيين وأن لا نضخم الأمر ولنعلم أن الكمال لله وحده، وأن الخاطب يتقدم لزوجة مكونة من روح وتعامل وإنسانية قبل أن يتقدم إليها جسدا.

وكم من عالم ضرير أو مقعد تزوجته من تعلم مشكلته وأخذت بذلك الأجر لأنها تعلم أن الزواج هو رسالة عامة شاملة وليس شهوة جسد فقط، ولذلك بودي أن أركز على النقاط التالية:

1- استشارة طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل (مؤتمن وثقة من الناحية المهنية والدينية والأخلاقية) وأخذ رأيه هل فعلا أن ما تعانين منه هو تشوه يمنع الدخول في علاقة زوجية مقدسة؟ وهل هو إلى الحد المرفوض من أغلبية الناس وغير قابل للعلاج أم أنه في حدود المعقول والمقبول وأنه قابل للتداخل البسيط والعلاج الإصلاحي ويمكن التعايش معه؟ وبمعنى آخر تقدير المشكلة بحجمها الطبيعي لا أكبر ولا أصغر والتصرف بعدها بناء على حجمها دون تهويل ولا تصغير .

2- إن التعامل والعلاقة الإنسانية الراقية المتعلقة بالأخلاق والتربية والتفاهم المؤدي إلى الاحترام والإعجاب يفوق علاقة الشكل ويتجاوزها إلى الفعل فنحن من خلال أخلاقنا وسلوكنا نستطيع أن ننال إعجاب الناس وحبهم واحترامهم حتى ولو كانت فينا مشكلة حقيقية.

وإن الرجل العاقل ينظر بنظرة واسعة تشمل التقييم العام، وأما الرجل الذي لا ينظر إلا بمنظار الجمال فإنه يكون مخطئا، فالجمال والمال قد يزولان، ولكن الدين والأخلاق يزكوان مع الزمن. وبالتالي فإن الخطوة الأولى في الزواج هي ليست النظر في النواقص والتركيز عليها ونسيان الأساسيات الأخلاقية والسلوكية وحسن التعاون بل نبدأ بالتعارف وفهم كل من الخطيبين الآخر وبعدها تنكشف الأمور تباعا فلربما إن حصل الإعجاب بالدين والخلق يتم التغاضي عن ما سواه صغيرا كان أم كبيرا ولكن على بينة.

3- الكمال لله وحده، ولا يوجد الرجل الكامل كما أنه لا توجد المرأة الكاملة، وعلى الرجل أن يضع في الميزان الميزات وليس عليه أن يضع مكبرا أو مجهرا على السيئات ويكتفي بذلك، فكم من جميلة سيئة الخلق، وكم من غنية المال متكبرة وكم من فائقة الجمال ولكنها فاسدة أخلاقيا، وبالعكس كم من المتواضعات الدينات من ذوات الجمال المتوسط اللواتي يسعدن أزواجهن بخلقهن وسلوكهن، ولنعلم أن كل إنسان يبحث عما يريده فمن يرفضنا للشكل نحن نرفضه لأولوياته ومن يبحث عن السلوك والدين والعائلة نكن له عونا على مواجهة الحياة.

4- يمكن للخاطب من خلال المقابلة توقع الشكل العام من خلال النظرة العامة ولا داعي للدخول في تفاصيل يوحي الشكل العام بها، فمثلا لو كان وزنك 120 كج وتقدم لك خطيب فهو سيعلم من الوهلة الأولى أنك بهذا الوزن، فمن الطبيعي والمتوقع أن يعلم توابع هذا الوزن ليس فقط من الناحية الشكلية فقط بل من الناحية الطبية وتوابعها وهنا لا حاجة للدخول في تفاصيل الشكل الخفي أو المستور وهناك ما يشير إليه من الشكل العام المكشوف أو المرئي أو الواضح حتى من فوق الحجاب.

ختاما يجب أن نكون صادقين وواضحين وأن نبدأ بالأولويات وأن نركز على الأشياء الكبيرة التي يمكن أن تشوه العلاقة وألا نبدأ بالسلبيات وأن نأخذ رأي طبيب مؤتمن لتحديد حجم المشكلة وإمكانيات إصلاحها وأن يكون الأصل هو اللقاء لا الفراق.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات