دواء (الفافرين) هل له آثار جانبية؟

0 933

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

فقد شخص حالتي طبيب نفسي: بأنني أعاني من وساوس قهرية وقلق وأعطاني فافرين 50 ملغ حبتين يوميا واحدة صباحا وواحدة مساء، ولكني عندما شعرت بتعب خفض لي الجرعة إلى حبة واحدة بعد الإفطار، ولكني أشعر أحيانا بفائدة الدواء، وأحيانا لا أشعر أنني أريد أن أوقفه، لكنه أخبرني أيضا أنه يجب أن يوقف تدريجيا وأنني في فترة ضغط، وعلي التمهل في إيقافه الآن، ولدي رغبة شديدة في إيقافه وأن أكمل حياتي طبيعيا من غيره، فكيف أستطيع أن أوقفه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فلابد أولا أن أوضح لك أن عقار فافرين – والذي يعرف علميا باسم فلوفكسمين Fluvoxamine – هو من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية، والذي قد لاحظته أنك أعطيت جرعة صغيرة، فأنت كنت تتناولين مائة مليجرام في اليوم، وذكرت أنك لم تتحملي هذه الجرعة، وأنا أقول لك: أن هذه هي أقل جرعة لعلاج الوساوس القهرية؛ حيث إن البعض قد يحتاج إلى ثلاثمائة مليجرام من هذا الدواء في اليوم، ومعظم مرضى الوسواس لا تكون استجاباتهم استجابات جيدة إلا إذا أخذوا الجرعة الكاملة، وأنا لا أقول لك أنك في حاجة إلى جرعة ثلاثمائة مليجرام، ولكن إذا كان فعلا لديك وساوس قهرية وشخصت على هذا النمط لابد أن تكون جرعة الدواء هي مائتا مليجرام، وتبنى الجرعة تدريجيا، وبدايتها هي خمسون مليجراما، وهذه أقل جرعة، وبعد ذلك تضاف خمسون مليجراما كل أسبوعين إلى أن تصل الجرعة إلى مائتي مليجرام في اليوم والتي يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا أو مائة مليجرام ظهرا ومائة مليجرام ليلا.

عموما هذا الذي ذكرته لك هو فقط من أجل إدراك المعلومات الصحيحة على العلاج الدوائي للوساوس القهرية، أنت ذكرت أنك الآن قد توقفت عن مائة مليجرام، وخفضت الجرعة إلى خمسين مليجراما، وهذه نفسها تودين أن تتوقفي عنها تدريجيا.

أنا أقول لك أن الخمسين مليجراما لا تحتاج أبدا لأي توقف تدريجي، فيمكن إيقافها مباشرة، والفافرين عموما ليس له أي آثار انسحابية مثل بقية الأدوية المشابهة، وجرعة خمسين مليجراما هي جرعة صغيرة، وأقول لك توقفي عنها مباشرة، وإذا أردت أن تكوني أكثر اطمئنانا: تناولي خمسين مليجراما مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الفافرين.

الذي أخافه حقيقة هو أنه لديك تخوف وسواسية حول هذا الدواء، هذا الذي استشعرته، فقد ذكرت أنك لديك رغبة شديدة في إيقافه، وفي نفس الوقت لديك نوع من التخوف حول التوقف المفاجئ، وفي نفس الوقت أنت تمرين في فترة ضغط وقد نصحك الطبيب ضرورة التمهل.

أنا أعتقد أن القلق الوسواسي هو الذي دفعك نحو كل هذا، وعموما أقول لك: من الأجدر ومن الأفضل أن تستمري على العلاج، وهذا دواء سليم وسليم جدا وفعال جدا والجرعة التي تتناولينها هي صغيرة جدا، وإذا أردت التوقف بالطبع نحن لا نستطيع أن نجبر الناس على أي شيء، فسوف تكون الطريقة التي ذكرتها لك هي الطريقة المثلى.

وإذا كان لديك تحفظات معينة حيال الفافرين كدواء في حد ذاته فهنا يمكن بعد التشاور والتواصل مع طبيبك أن تنتقلي إلى دواء آخر مثل عقار يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، فهو يعرف أنه دواء ممتاز وسليم ولا يسبب أي آثار جانبية.

فالذي أود أن أصل إليه هو ضرورة ألا تحرمي نفسك من العلاج، التزمي بالمدة الصحيحة لتناول الدواء، وهذه الأدوية حقيقة هي نعم من نعم الله علينا، يجب أن نحسن التعامل معها.

ونصيحتي لك أيضا أن تحددي نوعية هذه الوساوس، وتقومين أيضا بعلاجات سلوكية لأنها أيضا مفيدة وتمنع الانتكاسة، ولا شك أن طبيبك سوف يقوم بتوجيهك في هذا السياق.

نحن نشكر لك تواصلك معنا هنا في إسلام ويب، ونبارك لك عيد الفطر المبارك، نسأل الله تعالى أن يعيده علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.

وحول العلاج السلوكي للقلق يرجى الاطلاع على: (261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات