مخاطر عدم مداواة الطفل المصاب بداء الحركة الزائدة وعلاقة ذلك بالتبول اللاإرادي

0 730

السؤال

ابني ما زال يرطب في الفراش، عمره 8 سنوات، يعاني من (هيباراكتيب) حركة زائدة، صعوبة تركيز، أخاف أن أعطيه الرتالين بسبب الإدمان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، فإن هذا الابن - حفظه الله تعالى – قد بلغ عمر ثمان سنوات، وهذا عمر يجب ألا نتجاهل أمر التبول اللا إرادي في الفراش، كما أن إفراط الحركة وضعف التركيز يجب أيضا أن يتم علاجه.

إذا كان الطفل طبيعيا من ناحية الذكاء لا أعتقد أنه سوف تكون هنالك أي مشاكل في علاجه عن طريق الأدوية وكذلك العلاج السلوكي، وحتى إن كان لديه درجة بسيطة من التخلف فيمكن أن يساعد كثيرا، فقط يجب أن يكون الجهد العلاجي -خاصة السلوكي- مضاعفا.

زيادة الحركة المفرطة لا تعالج الآن إلا عن طريق الأدوية، والتي منها الـ (ريتالين) وأنا أقول لك أن هذا الدواء (ريتالين) لا يسبب الإدمان في الأطفال، ولا يسبب الإدمان في الذين لديهم زيادة في إفراط الحركة، هذه حكمة عظيمة، فنحن نعرف أن الريتالين ينتمي إلى (مجموعة الأنفتاميز) وهذه الأدوية هي أدوية تعودية وإدمانية في المقام الأول، ولكن من رحمة الله بنا اتضح أن الإدمان لا يحدث في الذين يعانون من داء فرط الحركة، إنما يحدث للأشخاص الطبيعيين إذا تناولوا هذا الدواء.

الريتالين فقط قد يؤدي إلى ضعف في الشهية لدى الطفل، كما أنه ربما يؤدي إلى زيادة في السهر أو ضعف في النوم، وهذه الأعراض تلاحظ في بداية العلاج وبعد ذلك تختفي.

إذن أنا أقول لك - أيتها الفاضلة الكريمة – يجب أن تعطي ابنك الريتالين تحت الإشراف الطبي؛ لأن زيادة الحركة مزعجة وفي نفس الوقت تكون دائما مرتبطة كضعف في التركيز، ولا شك أن هذا سوف يخل بمقدرات الطفل المعرفية ويضعف أداءه الأكاديمي والدراسي.

هنالك دراسات أيضا تشير أن تجاهل علاج هؤلاء الأطفال في هذه السن ربما يؤدي إلى إصابتهم بأمراض نفسية أخرى عند سن البلوغ أو بعدها، ومن أهم هذه الأمراض هو المرض الوجداني الذي يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية والذي ينتج عنه أيضا نوع من الهوس النفسي.

إذن أرجوك ألا تحرمي ابنك أبدا من الدواء، والريتالين به الآن مستحضرات أخرى جيدة جدا مثل عقار يعرف تجاريا باسم (كونسيرتا Concerta)، وهو نوع من الريتالين ولكنه يبقى في الدم لفترة أفضل وأطول، فهذا ربما يكون بديلا جيدا للريتالين العادي.

توجد الآن أدوية أخرى، هنالك دواء يعرف (ستيراتيرا Strattera)، وتنتجه شركة (ليلي)، هذا الدواء يستعمل أيضا لعلاج فرط الحركة، وهو دواء جيد جدا ومفيد جدا، فقط هو بطيء الفعالية، بمعنى أنه يتطلب الصبر حتى يؤدي فعاليته الجيدة، ويقال أنه لا يؤدي إلى أي نوع من التعود ولا يؤثر على النوم أو الطعام، هذا ذكر، بمعنى آخر: أن الشخص الذي يتخوف من الريتالين عليه أن ينتقل للستيراتيرا، وإن كنت لا زلت أرى أن الريتالين دواء فعال وجيد جدا.

بالطبع الطفل أيضا يحتاج للتدريبات السلوكية بجانب الدواء، التدريبات السلوكية تقوم على أساس الترغيب وتحفيز الطفل، وإثابته بجميع الوسائل، ولفت طاقاته وتوجيهها نحو ما هو أفيد كممارسة الرياضة مثلا.

بالنسبة للتبول اللا إرادي في الفراش فأعتقد أن كثرة الحركة حين يتم التحكم فيها هذا العرض أيضا سوف يتحسن، وأنصحك بالطبع أيضا بأن يذهب الطفل للحمام قبل النوم، ولابد أن يجعل مثانته خالية تماما من البول - هذا مهم جدا – وأنصح ألا يعطى أي مشروبات مثل الحليب والبيبسي والكولا والشاي والقهوة بعد الساعة السادة مساء، وأيضا لابد أن يمارس رياضة تقوي من عضلات البطن، وإذا كان الطفل جيد الاستيعاب يجب أن تنصحيه بأن يحاول حصر البول في أثناء النهار، بمعنى ألا يذهب إلى الحمام كثيرا إلا بعد أن يحس بألم نتيجة حصر البول، والهدف من ذلك هو أن يتجمع البول بكميات كبيرة سوف يزيد من سعة الاستيعابية للمثانة، وحين تزيد هذه السعة لا شك أن التبول الليلي سوف يقل كثيرا.

هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine) ننصح به أيضا في مثل هذه الحالات، وأعتقد أن هذا الابن يمكن أن يتناول هذا الدواء بجرعة عشرة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم تخفض إلى عشرة مليجرامات ليلا لمدة ثلاثة أشهر.

التفرانيل لا يعارض مع الريتالين أو الستيراتيرا، وهي الأدوية التي تستعمل تخفيف النشاط أو فرط الحركة، كما أن التفرانيل أيضا يستعمل أحيانا لعلاج زيادة الحركة، ولكنه بالطبع أضعف وأبطأ من الأدوية الأخرى، ويعرف عنه أنه يحسن مزاج الطفل، فإن شاء الله تعالى يكون في ذلك فوائد جمة.

أرجو أن تكوني قد اطمأننت وأرجو ألا تحرمي ابنك فرصة العلاج، وعليك أن تتواصلي مع الطبيب من أجل وصف الريتالين أو أحد الأدوية المشابهة، وكذلك من أجل التوجيهات السلوكية، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات