حركات لاإرادية في الوجه والرأس والرقبة وارتعاش في اليدين

1 746

السؤال

أنا عمري 25 سنة وأعمل كيميائيا، أعاني منذ 8 سنوات من أعراض ولم أجد من يشخص حالتي تشخيصا دقيقا وصحيحا، فأنا أعاني من ارتعاش في اليدين، وبعض الوقت أجد حركات لا إرادية في وجهي ورقبتي ورأسي، وكذلك فإني ألاحظ منذ بداية تعبي زيادة في معدل ضربات القلب وشدتها في معظم الأوقات، وأشعر بهذه النبضات القوية برقبتي ورأسي ويدي، وكذلك ألاحظ ضعف وهوان جسدي وأعصابي كلها وخاصة عند عمل أي مجهود، فأشعر بضعف في أعصاب فخذي وبطني ورجلي عند التحميل عليهم، حيث أنني أشعر بارتعاش فيها أيضا، وقد كشفت عند عشرات الأطباء فمنهم من يقول: توتر عصبي أو نفسي، وآخر يقول: مرض عصبي وراثي، وآخر يقول: لا يوجد أي شيء، مع العلم أنني عملت أشعة مقطعية على المخ ورسم مخ فلم أجد أي شي وأخذت الكثير من أنواع الأدوية التي لا فائدة منها، فيأست من ترددي على الأطباء بدون فائدة، فآثرت أن أتعايش مع مرضي وسألت الله أن يصبرني على مرضي وأن يسترني وأن يعينني على عملي.

منذ شهرين زادت حركات الرأس اللا إرادية، حتى أنني أشعر بتحرك رأسي يمينا ويسارا بشكل واضح جدا، خاصة في وقت الشعور بالفرح أو الحزن، فلا أستطيع التحكم في مشاعري وقت الفرح أو الحزن الشديدين، وشعرت أنها تتماشى مع نبضات قلبي إلى حد ما، فذهبت لأكشف مرة أخرى فقال لي استشاري المخ والأعصاب: أعصابك ليس بها شيء، مع العلم أنه نظر بدون تمعن وقال: اكشف عند دكتور القلب، فكشفت عند دكتور القلب فطلب مني عمل رسم قلب ثم تحليل Tsh والذي كان 6.6 وحدة / مل، وقال لي الدكتور: هذا لا يعد زائدا، ثم أشعة على القلب فلم أجد أي شيء، فما الحل؟ هل سأظل هكذا؟ وهل عجز الأطباء عن تشخيص حالتي؟ فماذا أفعل؟ وهل يستطيع أحد أن يحدد ما بي؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وإن شاء الله تعالى نبذل كل جهدنا لأن نسدي لك النصيحة، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما هو صواب.

قد أحسنت وصف حالتك، وأنا حقيقة أقول لك فيما أستطيع أن أستنتجه وأستنبطه مما ورد: أنك تعاني من نوع من القلق النفسي البسيط، يسمى بالقلق النفسي المقنع، بمعنى أن الأعراض تكون ظاهرة ولكنك لا تعاني من توتر حقيقي، وهذه الرعشة وهذه الحركات اللا إرادية التي تأتي هي نتيجة لانقباضات عضلية، ويتم هذا من خلال عملية فسيولوجية، هنالك مادة تسمى بالأدرانيل حينما تفرز مع القلق تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب، هذه الزيادة تتفاوت من شخص إلى آخر، قد تكون شديدة جدا مع البعض، وقد تكون أقل شدة لدى البعض.

كما أن الرجفة معروفة جدا أنها مرتبطة بإفراز هذه المادة، وحتى حركات الرأس والرقبة هي في نظري أيضا مرتبطة بهذه التغيرات الفسيولوجية التي هي من صميم القلق.

القلق ليس من الضروري أن يكون له سبب، فنحن نعيش الآن في عصر وزمان كثرت فيه الصعوبات وكثرت فيه المشاكل وهنالك ضغوطات كثيرة على الناس، فينا من يتحملها وفينا من يصبر عليها وفينا من لا يستطيع ذلك، وهكذا، نسأل الله الستر ونسأل الله الثبات، وأقول لك: يجب ألا تعيش أي نوع مما نسميه بالمراء أو التوهم المرضي.

أنا أعرف أن هذه الأعراض مزعجة ولكنها ليست خطيرة، ونصيحتي لك ألا تتردد على الأطباء كثيرا، وأنا حتى لا أستطيع أن أقول أنك تعاني من مرض نفسي حقيقي، هي مجرد ظاهرة وليست أكثر من ذلك.

أنا سأقوم بوصف أدوية أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرا كثيرا، ونصيحتي لك هي أن تلتزم بتناولها، وإن شاء الله سوف تجد فيها خيرا كثيرا كما ذكرت لك، الدواء الأول الذي أريدك أن تتناوله عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

هنالك دواء ثالث يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما في الصباح وأخرى مثلها ليلا، الإندرال يوجد في عبوة عشرة مليجرام أو أربعين مليجراما، إذا تحصلت على عبوة الأربعين مليجراما تناول نصف حبة في الصباح ونصف حبة في المساء، ومدة العلاج هي شهرين، ثم بعد ذلك تناول عشرين مليجراما فقط في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، ولكن يمكن أن تستعمله عند اللزوم، وهو الشعور برعشة اليدين، أو تسارع في ضربات القلب، وإذا لم تجد الحبة من فئة الأربعين مليجراما يمكنك أن تتناول حبتين من فئة العشرة مليجرام.

هذه أدوية بسيطة وسليمة ويعتبر السيرترالين هو الدواء الأساسي، والدوائين الآخرين هما أدوية مساعدة.

أريدك أيضا أن تمارس تمارين الاسترخاء، وهذه مهمة جدا، الكثير من الناس لا يعرفون أهميتها، أريدك أن تتحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات من أحد المكتبات الكبيرة مثل مكتبة جرير، وحاول أن تطبق هذه التمارين بكل دقة، واجعلها نمطا لحياتك لفترة من الوقت وسوف تجد إن شاء الله فيها خيرا كثيرا.

ممارسة الرياضة أمر ضروري جدا وسوف يفيدك جدا، على الأقل مارس الرياضة مرتين أو ثلاثة في الأسبوع لمدة لا تقل عن ساعة، وحاول أن يكون الغذاء لديك متوازنا، فهذا يفيدك، ولا تكثر من شرب الشاي والقهوة، حيث إن الكافيين ربما يكون أيضا من مثيرات الرعشة والحركات اللا إرادية لدى بعض الناس.

في نهاية المطاف أدعو الله تعالى أولا وأخيرا أن يعافيك وأن يشفيك، وأنا أقول لك أن موضوعك إن شاء الله بسيط جدا، ونسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا في أن نفيدك، ونسعى لطمأنتك، وبارك الله فيك، وحفظك الله، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات