السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا حامل في الشهر الرابع، ومنذ أربعة أشهر شعرت بحالة خفقان (شعور بضربة زيادة) من حين لآخر، فذهبت إلى أخصائي قلب وأخبرني بأن لدي ارتخاء بسيطا جدا (Mini) في صمام القلب الميترالي، ولا يحتاج أي علاج أو مراقبة؛ حيث أنه بسيط جدا وأعطاني دواء إندرال ولم آخذه بسبب حصول الحمل بعدها.
أنا يا دكتور منذ عرفت عن هذا الارتخاء، ومنذ تلك اللحظة أصابتني نوبة من الهلع والخوف والقلق على مستقبلي، وبدأت أقلب جميع الاستشارات وأطبقها على حالتي، وأقول: إن قلبي سوف يتأثر.
أصابني الخفقان بشكل مستمر وشبه دائم يوميا، وأنا حامل ولا أستطيع أن أفعل شيئا، ذهبت إلى الطبيب نفسه وكشف علي مرة أخرى، وأخبرني أن كل شيء على ما يرام، وأن هذه النبضات غير الطبيعية لا خوف منها وأنها تزيد في الغالب في الحمل.
أعيش في حالة قلق وخوف من أمراض القلب في المستقبل أهملت صحتي مع أنني حامل وجلست أركض بين الأطباء لعلهم يطمئنوني.
وأخيرا: سألت الدكتور هل يوجد في ارتخاء الصمام إرجاع؟ فقال لي: لا يوجد ارتخاء بدون إرجاع وتكون بنسبة بسيطة جدا.
وأنت قلت في إحدى الاستشارات: إن هذا الإرجاع وعدم انتظام ضربات القلب سوف يؤثر في المستقبل على المريض.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، الله أعلم بحالتي الآن، وأني أعيش في دوامة: هل ضربات القلب غير الطبيعية سوف تؤثر على حالتي وعلى الولادة؟ وهل سوف يزيد معي الارتخاء في المستقبل ويؤثر على صحتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sahar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ارتخاء الصمام الميترالي هي علة معروفة جدا، وهي تعتبر من الحالات الحميدة غير الخطيرة، والذي أود أن أؤكده لك وأنا لست بطبيب للقلب، أن تسعين (90%) من الذين يعانون من هذه العلة يتم اكتشافهم في العيادات النفسية؛ لأنها أحد أعراض القلق، ونحن أي حالة تأتينا تعاني من قلق نفسي دائما نضع في الاعتبار وجود ارتخاء في الصمام المايترالي أو زيادة في إفراز الغدة الدرقية، هذه من الأمور الطبية التي نركز عليها؛ لأن الطبيب أيضا يجب أن يكون متسع الأفق ولا يحصر نفسه في أمر واحد.
أنا حقيقة لا أذكر أنني قلت بأن الإرجاع وعدم انتظام ضربات القلب سوف تؤثر في المستقبل على المريض، لا أذكر أنني قلت ذلك، ولكن عموما الذي أود أن أؤكد الآن أن ارتخاء الصمام المايترالي حالة حميدة موجودة، حوالي (10%) من الناس يعانون منها، معظمهم لا يعرفون أنهم يعانون من هذه الحالة، وكثيرا ما يتم اكتشافهم عن طريق الصدفة، وبعض الأطباء يرى أنه لا داعي لإخطار وإبلاغ الشخص الذي يعاني من هذه الحالة؛ لأن ذلك سوف يزيد من قلقه وسواسه، ولكن في ذات الوقت الأصول الطبية الأخلاقية تشير إلى أن الإنسان من حقه أن يعرف ما يعاني منه.
فأرجو أن تطمئني اطمئنانا كاملا أن هذه الحالة حالة بسيطة وحميدة، وما ذكره لك الطبيب من أن تسارع ضربات القلب يزيد في أثناء الحمل، هذه معلومة صحيحة مائة بالمائة؛ لأن الدورة الدموية تكون في حالة دينامكية أكثر، حركة الدم تزيد بشكل واضح في أثناء الحمل، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، فأرجو أن تطمئني.
وأنا أقول لك لا مانع أبدا من أن تستعملي الإندرال في هذه المرحلة من الحمل، فيمكنك تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء، وهذا أمر طبيعي جدا ويعرف أن الإندرال يساعد في مثل هذه الحالات، وأنصحك أيضا بألا تكثري من تناول الشاي والقهوة، خففي منها لأن الكافيين أيضا من المثيرات أو ما يسمى بعوامل المخاطرة، فقللي منها، وأرجو ألا تتنقلي بين الأطباء مطلقا، الطبيب الذي قام بفحصك من الواضح أنه مقتدر وما قاله كلام منطقي جدا.
في بعض الحالات قد نصف أدوية مضادة للمخاوف مثل عقار يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) أو (ديروكسات Deroxat)، ولكني حقيقة لا أرى أنه يوجد أي داع لأن نصف لك أحد هذه الأدوية. الإندرال في رأيي سوف يكون كافيا جدا، وأنا أعتقد أنه - بإذن الله تعالى - هذا الارتجاع لن يؤثر عليك مستقبلا، ولكن بالطبع كشيء من التحوط يمكنك أن تراجعي الطبيب مرة واحدة كل سنة أو سنتين، وذلك فقط من أجل عمل الإيكو أو الموجات الصوتية للقلب، وهذه إن شاء الله تكون مطمئنة جدا بالنسبة لك.
ضربات القلب غير الطبيعية كثيرا ما تكون غير منتظمة أو متسارعة، وهذا في معظمه يعتبر أمرا فسيولوجيا طبيعيا، أنا لا أعتقد أنه يوجد أي أثر سلبي على الولادة إن شاء الله.
وأسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الوضع، وأن ترزقي الذرية الصالحة، وأقول لك: فقط كوني أكثر طمأنينة، وسلي الله تعالى أن يحفظك وأن يسهل أمرك، وبارك الله فيك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وللمزيد من العلاجات السلوكية للخوف من الأمراض والهلع راجعي هذه الاستشارات:
(278994 - 263760 - 265121 - 263420 - 268738).