الإحباط الدائم غير المبرر

0 503

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي أني أحبط بسرعة شديدة، أو ربما لأنني حساسة جدا، أحيانا أشعر بذلك في العمل، في البيت، من زوجي، من أولادي.

وهكذا إذا سمعت كلمة قاسية من أحد ويبقى هذا عندي لمدة أيام، مع الخمول النفسي والجسدي في هذه الحالة، فما هي نصيحتكم لي جزاكم الله خيرا؟

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن في مثل هذا العمر بعض النساء قد يصبن بشيء من الإحباط، وهذا الإحباط يكون دون مبرر، وكما تفضلت فقد يكون بسرعة شديدة ولأسباب بسيطة وليست منطقية، وأتفق معك تماما أن الحساسية الشخصية لها علاقة وأيضا إذا كان الإنسان لديه الميول أو الاستعداد للقلق، وهذا قد يرجع لأسباب تكوينية في الشخصية أو ربما يكون لأسباب وراثية.

حقيقة الإحباط في مثل عمرك نعامله كما نعامل الدرجات البسيطة من الاكتئاب النفسي.

أرجو ألا تنزعجي مطلقا لما ذكرته لك، فحقيقة أنا حريص أن أقدم لك العلاج الدوائي الوقائي، ولذا أنصحك بتناول العقار الذي يعرف باسم علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، وربما يكون له مسمى آخر في ألمانيا.

هو دواء فعال وسليم جدا، ويفيد كثيرا في الشعور بالإحباط وتقلب المزاج، خاصة إذا كان الإحباط مرتبطا بالشعور الإجهاد الجسدي والنفسي والخمول.

أرجو أن تتناولي الفلوكستين بجرعة عشرين مليجراما – أي كبسولة واحدة في اليوم – لمدة شهرين، ويفضل تناوله بعد الأكل، ويمكن أن يكون تناوله صباحا أو مساء. تناولي كبسولة واحدة لمدة شهرين، ثم ارفعيها إلى كبسولتين في اليوم، يمكن أن تتناوليها كجرعة واحدة، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبدا.

قسمنا الدواء لمراحله المعروفة: مرحلة البداية، مرحلة العلاج، ثم مرحلة الوقاية. البروزاك غير إدماني غير تعودي لا يؤثر على الهرمونات الأنوثية أبدا.

بجانب العلاج الدوائي أرجو أن تمارسي شيئا من الرياضة، أي نوع من الرياضة تستطيعين أن تقومي به كالمشي مثلا، سوف يكون مفيد جدا بالنسبة لك.

عليك أيضا أن تكوني إيجابية في تفكيرك، فأنت الحمد لله لديك البيت، ولديك الزوج والذرية، هذه نعم عظيمة، وعليك دائما بالدعاء، عليك بالاستغفار، تلاوة القرآن، الصلاة في وقتها، التواصل مع الخيرات من المعارف أو الصديقات في المنقطة التي تعيشين فيها، وعليك بحسن إدارة الوقت؛ لأن حسن إدارة الوقت دائما تزيد من الطاقات النفسية والجسدية.

بقي أن أقول لك أيضا من المهم جدا ألا تكتمي ما لا يرضيك خاصة، عبري عن ذاتك أولا بأول في حدود الذوق؛ لأن السكوت والصمت على الأمور البسيطة يؤدي إلى تراكمها، والنفس تحتقن مثلما تحتقن الأنف، فعليك بالتفريغ في حدود المعقول.

هنالك أيضا تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرج، يمكنك أن تمارسيها أيضا، استلقي على السرير في الغرفة في مكان هادئ، أغمضي عينيك قليلا، استمعي إلى شريط من القرآن الكريم بصوت خفيف، خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء أيضا ببطء وبقوة.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة شهر، ثم مرة واحدة في المساء لمدة شهر أيضا، ثم يمكن أن يكون عند اللزوم.

بقي أن أقول لك: حين تقومين بفحوصات روتينية شاملة اطلبي من الطبيب بأن يفحص لك الغدة الدرقية؛ لأنه من المستحسن أن تتأكدي من مستوى إفراز الغدة الدرقية، وذلك لأن عجز أو ضعف إفراز الغدة الدرقية يؤدي في بعض الأحيان إلى تقلب في المزاج وميول للإحباط والاكتئاب وشعور بالخمول، وهذا يكثر لدى النساء، أي عجز الغدة الدرقية، وإن وجد فعلاجه بسيط جدا، ولا تقلقي لهذا الموضوع، هذا مجرد التأكد.

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات