تجاهل سلبيات الطفل

1 421

السؤال

لدي طفل عمره سنة وسبعة أشهر، وهو ولدي الوحيد، هو حركي وعندما يرى شيئا معي يصرخ لكي يأخذه، وعندما أمنعه يبكي ويضربني أو يعضني، وعندما أذهب إلى أقاربي ويرى مع أطفالهم لعبة أو أي شيء يأخذه منهم بالقوة، وإذا رفض الطفل الآخر يضربه ويعضه، كم أحرجني بهذا أمام أقربائي، مع العلم أنه أول ولد لنا، فنحن نشتري له كل ما يريد وندلعه، وأنا عندما أغضب منه إذا صب العصير أو كسر شيئا ما أصرخ عليه وأضربه، وبعض المرات ألعب معه وأعضه للضحك، فهل هذا هو السبب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن -غ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الابن – حفظه الله – ينقل كل الخبرات التي تعلمها منك، فأنت ذكرت أنه هو الطفل الأول والوحيد، وأنت وفرت له كل شيء، نسأل الله تعالى أن يديم الخير – وبعد ذلك من الواضح أن الطفل أصبح يحتج ويطالب بالمزيد، وكما ذكرت لك اكتسب خبرات الصراخ والضرب والعض منك، فأنت تقومين بعضه للضحك، ولكنه اكتسب هذه الخبرة وبدأ يضعها في مكان غير مكانها، والطفل مهما كان صغيرا إلا أنه يتمتع بذكاء ويستطيع أن يقلد ويستطيع أن يحاكي، الطفل له منهجه وأسلوبه لأن يجعل الآخرين يرضخون لطلباته، وهذا هو الوضع الذي أنت فيه الآن.

الذي أرجوه هو أن تتجاهلي تصرفاته، هذا مهم جدا، فإن كل السلوكيات التي ذكرتها هي سلوكيات مكتسبة، ويقول علماء السلوك أن السلوك يمكن أن يعدل إلى ضده بالتجاهل وبالتعليم المضاد، أنا أعرف أن التجاهل قد لا يكون سهلا في كل وقت، ولكن الأمر يتطلب منك الصبر، فأرجو أن تتجاهلي ما يقوم به طفلك من بكاء ومن ضرب وعض وهكذا، تحملي ذلك مرة ومرتين وثلاثة، وبعد ذلك سوف يتوقف الطفل عن ذلك.

وفي ذات الوقت ومع التجاهل حاولي أن تلفتي نظر طفلك لنشاط آخر، فإذا قام بعضك قومي أنت فجأة بتقبيله مثلا والابتسامة في وجهه، لا تصرخي في وجهه، أعطيه لعبة تجذب انتباهه، وهكذا، إذن التجاهل هو الأساس لتعديل السلوك مع شيء من التشجيع والتحفيز والإثابة للطفل.

سلوكه مع الأطفال الآخرين هو سلوك منقول ومتعلم ومكتسب من البيت، وإن شاء الله حين يتلاشى السلوك السلبي في داخل المنزل ويبدأ الطفل في تعديل السلوك هذا سوف يمتد أيضا إلى تعامله مع الأطفال الآخرين، وعموما لا تحملي هما لهذا الأمر، فإن هذه مراحل ارتقائية تحدث في حياة الأطفال.

أسأل الله أن يحفظه لك، وأن يجعله قرة عين لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات