السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوجة منذ سنة، ومنذ البداية عانيت من آلام مبرحة مع اللقاء الجنسي، استمر هذا الحال إلى اليوم، مما يجعلني خائفة فعلا منه، وفي كل مرة يرافق ذلك خروج دم ليوم أو يومين بعد اللقاء.
أصبحت غير راغبة في اللقاء الجنسي، وزوجي يحس بذلك، وبرغبته بعدم الضغط علي أصبح يتجنبه هو الآخر.
أنا وزوجي نحب بعضنا كثيرا بالرغم من ذلك، ولكن لا أريد أن أظلمه معي، وقد سمعت أن المرأة التي تمتنع عن زوجها تبيت الملائكة تلعنها ولا أريد أن أكون كذلك.
أرجو الإفادة بأسرع ما يمكن عن حالتي وكيفية علاجها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إن شكواك بدأت منذ الليلة الأولى من الزواج، وهي ما زالت مستمرة للآن، وهذا أمر هام، ولكنك لم تذكري لنا يا عزيزتي هل حدث أي حمل عندك في خلال هذه السنة من الزواج أم لا؟
على كل حال إن شكواك حقيقية ويجب عدم إهمالها، والسبب هو وجود الدم مع الألم، ورغم أنه من الطبيعي أن تحدث بعض الآلام ونزول الدم في اللقاء الزوجي الأول، وأحيانا بعده بمدة ولكن لا يجب أن يستمر الأمر حتى الآن، لذلك يا عزيزتي فلابد من أن هنالك سببا لذلك، وبدون الكشف الطبي لا يمكن معرفة السبب، والاحتمالات التي سأقولها لك هي بعض وليس كل الاحتمالات، ولكنها الأكثر مصادفة في مثل هذه الحالة، وهي كالتالي:
أولا: قد يكون غشاء البكارة عندك من النوع السميك والذي لا يتمزق بسهولة، وتمزق جزء بسيط من الغشاء وغير كاف، وعند كل علاقة جنسية وإيلاج يحدث الألم والنزف من جديد، وكأنك ما زلت بكرا؛ لأن الغشاء لم يتمزق كاملا، هذا احتمال.
والاحتمال الثاني هو: أن يكون وبعد الجماع الأول ليلة الزفاف قد حدث تمزق في المهبل أو مدخل الفرج ولم يتم تشخيصه في حينه والتأم الجرح بشكل خاطئ، وهذه الحالة كثيرة الحدوث وتمر بدون أن تشخص في كثير من الأحيان؛ لأن السيدة تعتقد دوما بأن سبب الألم أو النزف في ليلة الدخلة هو ناتج عن تمزق الغشاء فقط، ومع أن هذا صحيح في غالب الأوقات تقريبا إلا أنه وأحيانا عند خروج دم كثير ليلة الدخلة مع حدوث الألم الشديد قد يكون حدث تمزق في جدار المهبل ومدخل الفرج ولم يتم الانتباه له، وإن لم تتم خياطته بالطريقة الصحيحة فسيلتئم ولكن قد يخلف وراءه ندبة مؤلمة تنزف مع أي رض أو جماع لفترة طويلة، وهذا احتمال آخر.
والاحتمال الثالث هو: أن يكون لديك حاجز خلقي في المهبل، وهو عبارة عن قطعة لحمية تفصل جوف المهبل إلى جزئين، وقد يكون الحاجز كاملا وقد يكون غير كامل، وهنا يكون الجماع في جزء من المهبل وبالطبع يكون المكان ضيقا، فيحدث الألم وبعض التمزق فيه مع كل جماع.
وهنالك احتمال رابع هو: أن تكون لديك التهابات نسائية مهبلية مزمنة وغير مشخصة أو معالجة حتى لو لم تشتك الآن من إفرازات أو حكة.
وهنالك احتمالات أخرى لا مجال لذكرها الآن، وبدون الكشف الطبي لا يمكن الحكم على الأمر عندك، فاذهبي إلى الطبيبة وستجري لك كشفا نسائيا وستأخذ مسحة للتأكد من عدم وجود التهابات، وأريد أن أقول لك في حال إن وجدت الطبيبة بأن كل شيء طبيعي لديك، ولا يوجد سبب ظاهر لهذه المشكلة فهنا قد يكون هنالك عدم تناسب بين حجم العضو الذكري عند زوجك وبين سعة المهبل عندك، فيحدث الألم وبعض النزف أيضا مع كل علاقة، وهي حالة كثيرة الحدوث، إلا أنها لا تشخص إلا بعد استبعاد الأسباب العضوية الأخرى، وفي هذه الحالة يجب اعتماد طريقة الإيلاج التدريجي والبطيء والجزئي في كل جماع، مع استخدام المزلقات الطبية مثل K-y gel، والتوقف عن الإيلاج فور حدوث الألم، ومن ثم تكرار الأمر عدة مرات حتى نصل إلى مرحلة الإيلاج الكامل، حتى نعطي فرصة للمهبل للتوسع والتمدد التدريجي، وهذا سيحدث بإذن الله بعد فترة؛ لأن جدران المهبل مؤلفة من انثناءات كثيرة جدا قادرة على التمدد والتمطط بالتدريج، حتى إنها قادرة على تمرير رأس الجنين، ويحتاج الأمر هنا إلى بعض الصبر والتفهم والتعاون من قبل الزوج، ولكن يجب أن لا تتأثر علاقتكما الزوجية بسبب أمر قابل للعلاج بسبب الخوف أو الخجل من مراجعة الطبيبة.
أتمنى لك كل التوفيق ودوام الصحة والعافية إن شاء الله تعالى.