هل بعض الآلام الجسدية سببها نفسي؟

0 390

السؤال

أعاني من ألم في المستقيم بسبب ألم نفسي شفيت منه، وهذه الالتهابات منذ حوالي أربع سنوات، وذهبت إلى حوالي 50 طبيبا ما بين جراحة ومسالك ونفسية، وعملت كل التحاليل وأشعة بالصبغة على القولون كله سليم، الألم موجود باستمرار ويزداد عند عملية التغوط ولا يوجد تقيح أو دم.

أتمنى أن أجد عندكم حلا لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى أن كل الفحوصات قد أشارت إلى أن هذا الألم الذي تعاني منه في المستقيم ليس مؤشرا على الإطلاق على وجود أي مرض عضوي، فالحمد والشكر لله على هذا، والتفسير الأقرب والذي يجب أن تقتنع به هو أن هذه الآلام في أغلب الظن هي نفسية المنشأ، أي أن السبب الذي وراءها هو مؤشر على وجود حالة نفسية، والإنسان قد يستغرب ما العلاقة بين ألم على هذه الشاكلة والأمراض أو الحالات النفسية والعصبية؟

وأنا أقول لك: إن أبحاثا كثيرة جدا قد أشارت إلى وجود علاقة وطيدة بين الألم بصفة عامة والمرض النفسي أو الحالة النفسية للإنسان.

يوجد تشخيص علمي في التشخيص العالمي للأمراض النفسية، هنالك التشخيص الأمريكي الرابع، وهنالك التشخيص العالمي العاشر، كلها أشارت إلى حالات ما يسمى بالألم النفسي الذي يظهر على جزء أو عضو معين لدى الإنسان.

فيا أيها الفاضل الكريم: دعنا أن نعتبر هذا الألم هو أحد هذه المكونات النفسية، وأول ما أطلبه منك بهدف العلاج هو أن تقتنع بهذا التفسير؛ لأن هذا ضروري جدا، وحقيقة التردد بين الأطباء هي إشكالية أخرى، وهذه لا تحل إلا بأن تصبر وأن تقنع نفسك أن التنقل من طبيب إلى طبيب لن يكون أمرا جيدا أو مجديا، بل على العكس تماما ربما يضعك في حالة من التوهم المرضي.

بالطبع من حقك أن تتأكد حول صحتك، وهذا دائما يكون عن طريق التواصل مع طبيب واحد، تثق به، طبيب الجهاز الهضمي في رأيي هو الذي سوف يكون أنسب، وكذلك التواصل مع الطبيب النفسي من وقت لآخر.

وهنالك من يعتقد من الباحثين والأطباء النفسيين أن وجود مثل هذه الأعراض، أي هذا الألم في هذه المنطقة ربما يكون مؤشرا إلى وجود نوع من الاكتئاب النفسي الخفي، أي أن أعراض الاكتئاب الأخرى مثل الشعور بالكدر وعسر المزاج واضطرابات النوم والأكل قد لا يكون واضحا، ولكن الألم في حد ذاته هو مؤشر ومرتكز أساسي يمكن الاعتماد عليه من أجل تشخيص الاكتئاب، ولذا أنا أنصحك حقيقة بتناول بعض الأدوية النفسية السليمة جدا، والدواء الذي أنصحك بتناوله يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ستة أشهر، ثم يخفض إلى خمسين مليجراما في الصباح لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه.

والدواء الآخر تجاريا باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine)، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وسبعين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرام ليلا واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تناول خمسة وسبعين مليجراما مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم خمسة وسبعين مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
هذه الأدوية أدوية ممتازة وفعالة وسليمة جدا.

الإفكسر يجب أن تتبع فيه التدرج الذي ذكرته لك، خاصة حين تود التوقف عن تناوله، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع بالجرعة لأن هذا يفيد كثيرا إن شاء الله.

ممارسة الرياضة أيضا تنفع كثيرا في إزالة مثل هذه الأعراض، والتفكير الإيجابي وجد أنه أيضا يضيف إلى التحسن، كما أن تجاهل الأعراض بقدر المستطاع والاجتهاد في أن تجعل حياتك مليئة بالنشاطات الاجتماعية والعملية والعلمية، هذا إن شاء الله سوف يصرف انتباهك من التركيز على هذا العرض الذي كما ذكرت لك هو نفسو جسدي في المقام الأول.

نسأل الله لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات