السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا في فترة النفاس وقد مات طفلي مع الولادة، وحاليا أعاني من أعراض أرجو تفسيرها:
- رعشة خفيفة في اليدين منذ أن كنت حاملا وإلى الآن.
- غثيان.
- فقدان في الشهية.
- عصبية.
- تلعثم في بعض الأحيان أثناء الكلام.
- خوف من المستقبل.
أتمنى أن تصنفوا حالتي، وما هو العلاج الأمثل؟
مشكورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحمد لله على سلامتك يا أختي، وعوضك الله بكل خير إن شاء الله، وبالتأكيد أن ما مررت به من تجربة الحمل وفقدان الجنين قد أثر عليك كثيرا، وما عليك إلا أن تحمدي الله عز وجل على أنك أنت بخير، واقبلي بالقضاء والقدر، وأيقني بأن لله حكمة فيما حدث، ولكن قد لا ندركها نحن كبشر، وإرادة الله عز وجل فوق كل شيء، وابتلاؤه هذا امتحان لك، فصممي على أن تجتازي هذا الامتحان بنجاح.
وبالنسبة لما تشتكين منه من أعراض حاليا، فيبدو بأنها مختلطة وغير وصفية لمرض معين، ولكن إن كانت قد ظهرت بشدة بعد الولادة والظروف التي حدثت لك، فقد تكونين وبسبب شدة تأثرك وحزنك تمرين الآن بما نسميه بمرحلة (التأقلم بعد الصدمة النفسية) التي حدثت لك بسبب وفاة الجنين، أما إن كانت أغلب هذه الأعراض موجودة عندك من قبل، فالأفضل أن يتم فحصك من قبل طبيب أمراض باطنية أو عصبية الآن وقبل كل شيء، ولكن في كل الأحوال وحتى لو ظهرت هذه الأعراض عندك حديثا أو كانت موجودة مسبقا، فيجب عليك إجراء تحليل لوظائف الغدة الدرقية؛ لأن هذه الأعراض أحيانا قد تظهر في حالة اضطراب عمل الغدة الدرقية، وخصوصا حينما يكون هنالك زيادة في نشاطها، أي زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، فيجب التأكد أولا.
فأنصحك الآن بمراجعة طبيب الأمراض الباطنية وبإجراء تحاليل اسمها:
Tsh free t3 Free t4
Cbc .
وإن كان فحص الطبيب لك طبيعيا والتحاليل كانت طبيعية، فأنت يا عزيزتي تمرين (بمرحلة التأقلم بعد الصدمة) وهي حالة نفسية يمر بها الإنسان بعد أن يفقد إنسانا عزيزا عليه، يحدث في خلالها أعراض كثيرة مختلطة هدفها في النهاية أن توصل الإنسان إلى التأقلم مع ما حدث له، ومن ثم الاستمرار في ممارسة حياته القادمة، ولها مراحل:
تبدأ برفض الإنسان وعدم تصديقه لما حدث له، ثم تمر بمرحلة الغضب وإلقاء اللوم على الآخرين فيما حدث، ثم المرور بمرحلة التمني والتخيل لو أن الأمور لم تحدث، ومن ثم قد تحدث مرحلة من أعراض الكآبة للشخص وعدم إحساسه بقيمة نفسه أو بقيمة الحياة حوله، وفي النهاية تأتي المرحلة الأخيرة بقبول الشخص لما حدث له، والتعامل بشكل طبيعي مع نفسه والآخرين، ومن ثم النهوض ثانية ليمارس حياته الطبيعية.
بعض الناس قد لا يمر بكل هذه المراحل، والبعض الآخر قد تطول عنده مرحلة ما لفترة طويلة، والبعض قد تتكرر المراحل هذه عنده.
والمهم يا أختي إن كان الفحص والتحاليل طبيعية عندك، واستمرت هذه الأعراض عندك لأكثر من فترة النفاس ( حتى تعود هرمونات الحمل إلى طبيعتها )؛ فهنا يجب أن تراجعي طبيب أمراض نفسية، فقد تحتاجين في هذه الفترة إلى بعض الأدوية التي تساعدك على تجاوز هذه الحالة، ويجب ألا تهملي حالتك إن طالت أكثر من فترة النفاس، بل يجب أن تطلبي المساعدة بنفسك من زوجك ليأخذك إلى الطبيب، فالعلاج سيكون لفترة محدودة وليس لفترة طويلة إن شاء الله تعالى.
أتمنى من الله العلي القدير أن يؤجرك في مصيبتك وأن يخلفك خيرا منها، وأن يمدك بالصحة والعافية إنه على كل شيء قدير، ويمكنك مراجعة الاستشارات ذات الصلة عن اكتئاب ما بعد الولادة، ففيها الدواء الشافي بإذن الله تعالى.
والله الموفق.