السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مقبل على الزواج من شابة في ال 29 من عمرها، وهي مصابة بداء السكري (النوع الأول، أي بحقن الأنسولين تحت الجلد) منذ حوالي 15 سنة.
فلهذا أطلب منكم جزاكم الله خيرا أن تنصحوني بما أفعله، وما هي خطورة هذا المرض أثناء الحمل والولادة على الزوجة والجنين (في حالة الولادة العادية أو القيصرية) وما بعد الولادة على كليهما؟
وما هو احتمال إصابة الأولاد بالداء إذا كان في علمكم أن لها أخا وابن عم مصابان بنفس الداء؟
جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ز- أحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بشكل عام تبلغ نسبة الإصابة بين الناس بمرض السكري من النوع -1- ما يقارب حالة من كل 200 شخص ـ والحمد لله ـ ومع تقدم الطب أصبح علاجه متوافر وسهل أكثر من أمراض كثيرة أخرى، وإن كان مستوى السكر تحت السيطرة أي إن كان الشخص المصاب يتناول الجرعة الصحيحة من الأنسولين ومستوى السكر عنده طبيعي فعادة تسير حياته عادية.
وبالنسبة للفتاة يحدث البلوغ عندها بنفس الوقت مثل بقية الفتيات وتستطيع أن تحمل وتلد كأي سيدة، وقبل أن أجيبك أود أن أؤكد على كل من لديه مرض سكري أن يقوم بفحص دوري عند طبيب الأمراض الباطنية للتأكد من أن السكري لم يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة وأهمها العينين، والكليتين والقلب مع الأوعية الدموية، والأعصاب (وهذا ينطبق على هذه الفتاة ). وعادة وإن كان السكري منضبطا والعلاج صحيحا فيكون كل شيء سليما بإذن الله تعالى.
أما عن تأثير السكري على الأم الحامل فهو: قد يزيد احتمال ارتفاع الضغط عندها في الحمل، وبالتالي تزداد نسبة الإصابة بتسمم الحمل، وكذلك تزداد نسبة حدوث الالتهابات المختلفة عندها مثل التهابات الجهاز البولي وغيره، وأيضا تزداد نسبة حدوث النزف بعد الولادة بسبب كبر حجم الجنين وزيادة السائل الأمنيوسي، وتزداد نسبة الولادة بالعملية القيصرية لأن الجنين يكون حجمه أكبر من المعتاد.
أما بالنسبة لتأثير مرض السكري على الحمل والجنين ( فهي أيضا تحدث إن لم يكن مستوى السكر منضبطا في الجسم) فتزداد نسبة حدوث الإجهاض، وكذلك تزداد نسبة بعض التشوهات الخلقية، ويحدث في المولود نقص في سكر الدم عند الولادة مع زيادة لزوجة الدم عنده ونقص في كلس الدم، وتكون الرئتان غير ناضجتين تماما، حتى وإن كان في الشهر التاسع، كما أن وزن الجنين يكون أكبر من المعتاد مما يؤدي إلى تعسر الولادة الطبيعية وبالتالي كثرة اللجوء إلى العملية القيصرية.
لذلك ننصح السيدة التي لديها داء سكري أن تتأكد من أن مستوى السكر عندها منضبط وطبيعي وبأنها تأخذ علاجها بانتظام، وذلك حتى قبل التخطيط للحمل بمدة ثلاثة أشهر على الأقل وهذا يمكن معرفته عن طريق تحليل اسمه Hba1C.
لأنه إن كان كل شيء منضبطا فكل هذه الأمور ستقل نسبتها كثيرا بإذن الله وسيمر الحمل والولادة بشكل طبيعي، ولن يكون هنالك تأثير على الجنين.
أما بالنسبة لسؤالك عن احتمال إصابة الجنين بمرض السكري نوع -1- إذا كانت الأم مصابة به فأقول لك بأنه لا توجد طريقة للآن تمكننا من معرفة هل سيصاب الجنين فيما بعد بالسكري أم لا؟ وهذا بسبب طبيعة المرض وطبيعة ظهوره، فالأمور التي تحرض ظهور المرض هي: الوراثة وطبيعة حياة الشخص والإصابة بالالتهابات.
فكثير من الأطفال المصابين أو البالغين يحدث لديهم مرض السكري مع أنه لا يوجد في العائلة عندهم أي إصابة بالسكري، والنوعين من مرض السكري فيهما استعداد وراثي.
ولكن بالطبع أن وجدت إصابة بالعائلة عند شخص قريب من الدرجة الأولى (الأب أو الأم أو الأخوة، أما ابن العم فلا يعتبر درجة أولى) فستزداد نسبة إصابة الجنين بها، ولكن ليس للدرجة التي يتخيلها البعض.
والغريب أن الدراسات الحديثة قد أظهرت بأنه إن كان الأب هو المصاب بالسكري نوع -1- فإن احتمال إصابة الجنين به أكبر من لو كانت الأم هي المصابة، والنسب هي كالتالي:
إن كان الأب هو المصاب والأم سليمة فيكون احتمال إصابة الجنين 6%، وإن كانت الأم هي المصابة بالنوع -1- والأب سليم (كما هو سؤالك) فاحتمال إصابة الجنين هي فقط 3%، وإن كان كلاهما مصابا فترتفع النسبة إلى 30%.
أتمنى لك التوفيق ودوام الصحة والعافية إن شاء الله تعالى.
والله الموفق.