السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب أن أستشير حول مرض سرطان الثدي، فوالدتي مريضة بهذا المرض وقد تم استئصال الثدي وعمل جرع كيماوية وأيضا إشعاعية، وبعد الفحوصات تبين أنه لا تزال توجد بقع في الكبد، وقال الدكتور المعالج أن الكيماوي لن يفيد مرة أخرى ولكن اذهبوا، وبعد شهر ونصف عودوا لنرى طريقة الحل!
مع العلم أن والدتي تعاني هذه الأيام من آلام في جنبيها الأيمن والأيسر وأحيانا يكون في جهة دون الأخرى، وهي الآن تستخدم علاجا طبيعيا من عند الشيخ الزنداني، قلنا: لعل وعسى أن تشفى، فأرجو تكرمكم بتوجيهي بما يلزم.
ولكم مني جزيل الشكر والاحترام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى للوالدة الفاضلة أن يخفف آلامها، وأن يلطف بها ويشفيها إنه على كل شيء قدير.
إن سرطان الثدي عند والدتك هو من النوع المنتشر، والكبد هو ثالث أكثر مكان يتم إليه انتشار سرطان الثدي بعد العظم والرئتين، وتحدث الأعراض وخاصة الألم بعد انتقاله إلى الكبد بسبب أنه يخرب نسيج الكبد الطبيعي ويحتل مكانه، فيحدث تمدد وتمطط للغلاف أو المحفظة المحيطة بالكبد.
وللأسف نقول بأنه وعند وجود انتقالات مع سرطان الثدي، فعادة لا توجد طريقة فعالة للشفاء، وكل العلاجات التي تعطى في مثل هذه الحالات هي معالجات تهدف إلى أمرين:
أولا: إطالة مدة حياة المريضة (بعد إرادة الله عز وجل) بتكرار العلاج للتقليل من حجم الأورام المنتقلة وإضعاف تكاثرها.
ثانيا: تخفيف معاناة المريضة بالمعالجة الملطفة والتي تعني إعطاء المسكنات للسيطرة على الألم.
ولا أعرف مدى الإمكانيات الطبية المتوافرة في المراكز الطبية عندكم، ولكن سأقول لك عن الخيارات التي من الممكن إجراؤها في مثل حالة والدتك -شفاها الله- فالجراحة على الكبد لن تفيد في حالتها بسبب أن البقع متعددة، كما فهمت من رسالتك، ولا يلجأ إليها في مثل هذه الحالات.
ولكن العلاج هنا هو عادة بتكرار المعالجة الكيميائية والهرمونية، خاصة إن كانت إنزيمات الكبد مرتفعة، فمثل هذا العلاج سيقلص حجم الورم ويبطئ في نموه في الكبد، ولكن بالطبع لن يزيله، وقرار الاختيار بينهما يعتمد على مدى الأذية الحاصلة في الكبد، والطبيب المتابع لها هو أفضل من يقرر ذلك.
ومن المعالجات الحديثة والتي لا أعرف إن كانت موجودة عندكم أم لا، وأتمنى أن تكون موجودة ولكنها موجودة في أمريكا مثلا: هي تخريب البقع أو الانتقالات الورمية في الكبد عن طريق إما الكي بالحرارة أو الكي بالتجميد للقضاء على هذه البقع أولا، ومن ثم قد يتبع بالعلاج الكيميائي للقضاء على أية بقايا غير مرئية.
وأحيانا وعندما يكون الألم شديدا -كما هو الحال عند والدتك- قد يلجأ إلى تكرار إشعاع الكبد ثانية لتصغير حجم الورم.
أما زراعة الكبد فلا فائدة منها؛ لأن الورم قد يكون منتقلا إلى أماكن أخرى في الجسم لا نستطيع رؤيتها.
وإن تم استنفاذ كل الطرق العلاجية، وبقي الألم فهنا المعالجة ستكون كما قلت لك هي معالجة عرضية ملطفة للألم بإعطاء المسكنات القوية للألم مثل المورفين ومشابهاته، وقد نضطر إلى إعطائها بشكل إبر وباستمرار، والهدف تخفيف الألم فقط، وهذه المعالجة العرضية بالمسكنات فقط هي الحل الأخير عند كل حالات السرطان المتقدمة والتي تسبب الألم ولا يمكن إجراء أي علاج آخر لها.
نتمنى لك دوام الصحة والعافية وأن يمدك الله عز وجل بالقوة والصبر وأن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وأن يشفي الله والدتك ويخفف آلامها، فهو الشافي والمعافي والقادر على كل شيء.
والله الموفق.