الخوف من ركوب الطائرة وكيفية التخلص منه

0 635

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

اسمي سهام متزوجة وأعيش في الغربة، رزقني الله طفلين، مشكلتي هي أني أعاني من الاستغراب! مثلا إذا ذهبت إلى مكان غريب أخاف منه أقرص نفسي، هل أنا في هذا المكان؟ أريد أن أذهب إلى بلدي، أخاف من الطيارة، إذا ركبت بها سوف أصرخ من الضيق والخوف: أنزلوني أخاف.

كيف أواجه هذا الخوف والقلق؟ وأشعر بالدوار كثيرا، أنا أعرف أن السبب هو الخوف، أخاف من كل شيء.

أفيدوني جزاكم الله خيرا أريد أن أذهب إلى بلدي، أخاف أن تضيق نفسي من الطيارة، وحينها أصرخ.

الحمد لله زوجي متفهم حالتي ولكني أستغرب من كل شيء، أحيانا أقول: فعلا أنا هنا في هذا المكان، وشكرا.

كيف أجد حلا لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فكما أوضحت في رسالتك فمن الواضح أنه لديك استعداد لقلق المخاوف، وهذا القلق تمثل في الخوف من ركوب الطائرة، وحتى الشعور بالاغتراب أو ما يسمى باضطراب الأنية هو نوع من القلق النفسي.

وكثيرا ما يكون مرتبطا بالمخاوف كذلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: المخاوف دائما تعالج بأن يقيم الإنسان نفسه، ويعيد تقييم نفسه وحساباته ولابد أن يسأل نفسه: (لماذا أخاف؟ ما الذي يجعلني أقلق؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟) أي المطلوب هو عدم الاستسلام لهذا الخوف وأخذه كشيء من المسلمات.

أو أن هذه حالة مرضية، هذا نوع من الموقف الانهزامي الذي يزيد من القلق والمخاوف.

الإنسان الذي يحاور نفسه بصورة جيدة يحدث له ما نسميه بالتغير المعرفي، أي أنه سوف يبني قناعات جديدة أن هذا الخوف وهذا القلق لا يستحق كل هذا القلق، بمعنى أنه يجب أن يسعى إلى تحقيره وتجاهله، فأرجو أن تبني على هذه القاعدة السلوكية.

ثانيا: لابد أن تواجهي مصادر خوفك وقلقك، فالطائرة بفضل الله تعالى أسلم من غيرها، الطائرات الآن تقدمت جدا في صناعتها وفي مستوى السلامة فيها بفضل الله تعالى، ملايين الناس تسافر بهذه الطائرات وهي نعمة من نعم الله علينا، لابد أن تنظري إليها بهذه النظرة وبهذا الأمر، وأنت بالطبع حضرت إلى كندا عن طريق الطائرة، فلماذا لا ترجعي عن طريق الطائرة أيضا؟

أرجو أن تتأملي وتفكري في هذا الأمر من هذا المنطق.

سيكون أيضا من الجيد لك أن تركزي دائما على دعاء الركوب في مثل هذه المواقف، حضري نفسك وقولي هذا الدعاء بكل تؤدة واسترخاء، وحين تكون الطائرة على المدرج وبدأت محركاتها وبدأت تتحرك سلي الله أن يحفظك وقولي (بسم الله مجراها وبسم الله مرساها)، وقولي دعاء الركوب ودعاء السفر المعروف.

هذه قناعات إيمانية تزيل الخوف، فيا أختي الكريمة أرجو أن تزودي نفسك بهذه المفاهيم، مفاهيم تحقير الخوف، وعليك بتقوية التوكل.

ونحن بفضل الله تعالى لم تترك لنا السنة المطهرة لا شاردة ولا واردة إلا نجد الحل، نجد دائما أن هنالك معينا حقيقيا لك في كل شيء، في كل أمور الحياة.

أيتها الفاضلة الكريمة أرجو أن تتعمقي في هذه الأمور وأن تنظري إليها بجدية، هذا يبعث فيك الطمأنينة إن شاء الله.

نصيحتي لك أيضا أن تمارسي ما يعرف بتمارين التنفس الاسترخائي، هذه التمارين بسيطة وجيدة جدا لإزالة الخوف. اجلسي في مكان هادئ، خذي نفسا عميقا وبطيئا، يفضل أن يكون عن طريق الأنف، ولابد أن يكون المكان حولك هادئا ولا يوجد ضوضاء، ويفضل أن تكون الإضاءة خافتة، وبعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك قليلا، ثم أخرجي الهواء بكل بطء وقوة عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وحقيقة هذا التمرين – تمرين التنفس – أيضا يفيد في وقت ركوب الطائرة.

بقي بعد ذلك أن أصف لك علاجا دوائيا من الأدوية الممتازة جدا، يوجد دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، وفي أمريكا الشمالية قد يأتي تحت المسمى (باكسيل Paxil)، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة (عشرة مليجرام) ليلا بعد الأكل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، ثم ترفع إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى حبتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – يمكنك أن تتناوليها كجرعة واحدة ليلا، أو يمكنك أن تناوليها بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء.

استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة بمعدل نصف حبة كل ثلاثة أشهر حتى تتوقفي عن الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والمفيدة لعلاج القلق والخوف ومحسن للمزاج وسوف تجدين منه إن شاء الله فائدة كبيرة، وبتطبيقك للتمارين السلوكية السابقة وتناولك للدواء إن شاء الله سوف يزول منك هذا الخوف وهذا الرهاب، وسوف يتحسن مزاجك أيضا بإذن الله تعالى.

توجد أدوية إسعافية تعطى في بعض الأحيان منها دواء يعرف علميا باسم (البرازولام Alprazolam) ويسمى تجاريا باسم (زانكس Xanax)، وآخر يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، هذه يتناولها البعض قبل السفر، هي جيدة ولكنها قطعا لا تحل المشكلة من أساسها.

الباكسيل إن شاء الله يكون سببا في حل مشكلتك من أساسها.

أختي الكريمة: أرجو أن تفكري في كل ما هو إيجابي في حياتك، فأنت بفضل الله تعالى متزوجة ولديك أسرة وذرية، وهذا حقيقة نعم عظيمة يجب أن يقدرها الإنسان ويجب أن تكون مرتكزا لفكر إيجابي ليتخلص من القلق.

والحمد لله تعالى الآن يوجد المسلمون في كل مكان، حتى في كندا هنالك المراكز الإسلامية وهنالك تواصل في المساجد، فحاولي أن تجدي السند والمؤازرة من أخواتك المسلمات ممن حولك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.


مواد ذات صلة

الاستشارات