السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي مع زوجي، فأنا أحبه كثيرا وهو لا يبادلني الحب! مع أنه يقوم بكل واجباته وأنا أشكو أني أجد فيه الزوج، وأفتقد فيه الحبيب، كذلك هو من النوع الذي لا يغض بصره، سواء إذا خرجنا أو في المسبح، أو حتى في التلفاز في الكليبات أو الأفلام.
وهذا يشعل نار الغيرة في صدري فأغضب منه وهو لا يدري السبب، وإذا رآني كذلك غضب هو الآخر!
وكانت هذه مشكلي معه دوما، فلا أستطيع مصارحته بالأمر، لكن لما صار الأمر حتى في الإنترنت، إذ وجدت أنه يتفرج على البنات العاريات، ثم تطور به الأمر للشات والتعرف على البنات.
لم أعد أطيق الأمر فأنا لا يمكنني مصارحته بالأمر خشية الطلاق، علما أني ألمحت له بأني أشك أنه على علاقة مع أخرى، فثار غضبه وقال إنها مجرد وسواس.
وقد فوضت أمري لله تعالى، فأنا لست متأكدة من شكوكي، ولا أريد أن أظلمه، لكني قد فقدت الثقة فيه، وأنا أبكي كل ليلة، ولا أستطيع أن أعيش حياتي بصورة طبيعية.
أرجو منكم إفادتي والدعاء لي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن هذه المشكلة مع هذا الزوج، سوف نتكلم عليها من عدة أمور:
أولا: مبادلتك لزوجك الحب وفقدانه من جهته، نتكلم عن طبيعة الرجل، هل هو طبيعته غضوب؟ ربما يكون الرجل بارد العواطف، وربما يكون الرجل بارد الكلمات الجميلة الرائعة، أيضا لمدة الزواج أثر جانبي آخر.
الأمر الآخر: زوغان البصر قد يكون طبيعة عند بعض الرجال، ولكن نتمنى أن تتعاملي معه بهذه الوسائل:
الوسيلة الأولى: تعاملي معه بمبدأ الحلال والحرام، هل هذا حلال أم هذا حرام؟ ولذلك الله جل وعلا لما ذكر قصة لقمان مع ولده من ضمن وصاياه الأساسية بعد أمره بعدم الشرك وأمره ببر الوالدين قال: ((يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير))[لقمان:16]، فبين له أن الله يراقب ويعلم سبحانه وتعالى كل خافية ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم السر وأخفى. فأنت بارك الله تنصحينه بأن يتقي الله عز وجل وأن يراقب الله سبحانه وتعالى وأن النظر لهذه الأشياء محرم.
قولي له: (لو اكتشفت ولدك يفعل ذلك أو ينظر لهذه الأشياء ماذا تفعل؟) ضعي له خيارات للإصلاح، قولي له (لو اكتشفت ولدك يفعل هذا ما أنت فاعل به، لو اكتشفت أنا أفعل هذا ما أنت فاعل معي؟) حاولي أن تراسليه، حاولي أن تشاركيه في بعض الجوالات الإسلامية التي بدأت تنتشر بحمد الله، فقدمي اشتراكا وهم يرسلون يوميا رسائل، سواء عن الحياة الزوجية، سواء بين الزوجين، سواء وصايا وعظية، أو كذا، فهي نافعة، وهو لا يعلم من أين أتاه هذا الاشتراك، فيكون له أثر كبير جدا، أو حتى من جوالك، اقترحي عليه أن يشترك في جوال أسري جوال اجتماعي.
قولك تخشين الطلاق، نحن لا نتمنى أن نفكر في الأوراق السوداء أن تقع، لماذا؟ لأن الله تعالى يقول: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير))[آل عمران:104]، فأنت تدعين هذا الزوج إلى الخير، وتنصحينه وتذكرينه بالله سبحانه وتعالى.
نحن لا نريد تلك الدموع التي تكون في الخفاء، بقدر ما نريد الدموع التي تنقذه من أوحال المعصية وأوحال الإنترنت وأوحال هذه المناظر المفتنة ورؤية العرايا وغير ذلك من هذه الأشياء التي تقذف الإنسان في النار قذفا، قال صلى الله عليه وسلم: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: الأجوفان: الفرج والفم).
وأرى أن تتواصلي مع الزوج في مسألة الصلاة، حاولي بأن يكون من المحافظين عليها؛ لأنها هي عمود الإسلام، وهي إن صلحت صلح سائر العمل، وإذا فسدت فسد سائر العمل، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي التي تفرق بين المسلم والكافر، فبين الكفر والإسلام ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
حاولي معه بأن يكون من المواظبين على هذه العبادة العظيمة. صلاة الفروض وهي الأساس، ثم النوافل: (رحم الله امرءا قام من الليل فصلى فأيقظ أهله، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت فأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء، فإن قاما وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات).
فاستعيني بالله سبحانه وتعالى، وحاولي أن تشغلي الزوج بالأفعال الطيبة والأمور الطيبة، حاولي أن تعوضيه عن الحرام بالحلال، بأن تتطيبي له، بأن تتجملي له، بأن يكون منظرك ومظهرك جميلا وبهيجا، بأن تتزيني له، وبأن يكون بيتك نظيفا جميلا مهيئا، وبأن تتدللي له.
وحاولي كذلك تذكريه في البيت، تقرئين القرآن فيراك، تصلين فيراك، كل ذلك له أثر بإذن الله عز وجل، ولا تنسي الدعاء؛ لأن الله يملك سبحانه وتعالى مقاليد قلوبنا كما يملك مقاليد قلب زوجك، فإنه سبحانه قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء.
نسأل الله أن يحبب قلبه إليك وأن يحبب قلبك إليه، وأن يجمع بينكما في خير، ونشكرك على طلب الاستشارة من هذا الموقع المبارك، وصل الله وسلم على نبينا محمد.