السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أكثر من عام أنجبت أختي مولودها لكن حدث خطأ لدى المشخص حول الموعد المحدد للولادة، وعندما شعرت بآلام الطلق ذهبت للطبيب المولد وأجرى لها عملية قيصرية، وأثناء إجرائها انفجر الرحم على شكل رجل غراب من الخلف، وأخبرها أنه يجب في المرات المقبلة أن تلد قبل الموعد المحدد بشهر على الأقل، وبالطبع لن تستطيع أن تلد بشكل طبيعي، سؤالي: هل سيكون خطرا أن تحمل أختي مجددا؟ وإن حملت هل سيتحمل رحمها أن يتمدد ثانية؟ أم من الممكن أن ينفجر مجددا قبل الموعد الذي سيحدده الطبيب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله على سلامة أختك يا عزيزتي، وبالتأكيد أن الله عز وجل قد من عليها برحمته ولطفه بأن تم إنقاذ حياتها، وكذلك تمت المحافظة على الرحم عندها، فتمزق الرحم (وهو التعبير الطبي الصحيح لانفجار الرحم) هو اختلاط نادر الحدوث في الحمل، وهو من الحالات الإسعافية عادة، والتي يجب التعامل معها خلال دقائق لإنقاذ حياة الأم وحياة الجنين، وغالبا يحدث في مرحلة المخاض، أي عند حدوث آلام الولادة، ويحدث عندما يكون هنالك ندبة سابقة في جدار الرحم، أو يكون هنالك عدم تناسب بين حجم الحوض عند الأم وحجم الجنين، وقد يحدث في حالات الولادات المتكررة، مع كبر حجم الجنين واستعمال الطلق الصناعي، وهناك أسباب أخرى لا مجال لذكرها هنا، وعلى كل حال فهو كما قلنا اختلاط نادر الحدوث حاليا، مع تقدم وتطور مراكز ومستشفيات التوليد.
الدراسات على الحمل بعد تمزق الرحم قليلة جدا؛ لأنه كما قلت هو أصلا حالة نادرة الحدوث، وإن حدثت فغالباتنتهي باستئصال الرحم، فلا تعود السيدة قادرة على الحمل مجددا.
رغم أن السيدة قد تستطيع الحمل مجددا إن تمت المحافظة على الرحم بعد حدوث التمزق، إلا أنه يجب إطلاعها من قبل طبيبها على بعض الأمور حتى تستطيع أخذ القرار، ومنها أن نسبة حدوث تمزق جديد في الرحم في حالة حصول حمل جديد هي 3% وهي عادة تحدث في الشهر التاسع، ولكن وبالرغم من أنها ليست نسبة عالية، إلا أنها تستوجب الحذر، لأنها إن حدثت ثانية فستعرض حياة الأم والجنين للخطر، لأنها كما قلت لك حالة إسعافية تستدعي التداخل السريع الجراحي في خلال دقائق، بمعنى أن السيدة قبل أخذ القرار بالحمل، عليها أن تعلم بأن هنالك احتمال أن يتكرر التمزق ثانية وبنسبة 3%.
في حال أخذت أختك قرارا بالحمل، فالأفضل أن يكون قد مر سنتين على الولادة السابقة التي حدث فيها تمزق الرحم، ويجب عليها الانتباه ومراجعة الطبيب عند حدوث أي ألم في البطن أو أي نزف -لا سمح الله- وفورا، أو أي نقص في حركة الجنين، كما أنه ومن ناحية طبية يجب أن تلد عن طريق عملية قيصرية، ويجب أن لا يسمح لها بتخطي الـ 37 أسبوعا من الحمل، والطريقة المثالية لمتابعة وتوليد السيدة التي سبق وحدث لديها تمزق سابق في الرحم هي كالتالي:
- يتم في الأسبوع الـ 32 من الحمل إعطاؤها إبرة خاصة من أجل تسريع نضج رئتي الجنين كنوع من الاحتياط.
- ثم في الأسبوع الـ 35 يتم إجراء بذل للسائل الأمنيوسي (أي أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين) وتقييم نضج الرئتين.
- إن كانتا ناضجتين تجرى العملية القيصرية في الأسبوع الـ 35 فورا، وإن لم تكن الرئتان قد نضجتا بعد فيتم تكرار إعطاء الإبرة ثانية، وننتظر أسبوعا آخر، ومن ثم وعند الأسبوع الـ 36 يتم إجراء العملية القيصرية.
في كل الأحوال يجب عدم تجاوز الـ 37 أسبوع بأي شكل، ويجب التأكيد على دخولها المستشفى وبقائها تحت المراقبة في آخر الشهر الثامن لإجراء المراقبة اللازمة لها وللجنين.
هنالك بعض التوصيات لكل من حدث لها مثل ما حدث للفاضلة أختك:
أولا: يجب عدم حدوث الحمل القادم قبل أن تمر سنة على تاريخ العملية التي حدث فيها التمزق، والأفضل دوما سنتان كاملتان.
ثانيا: يجب الاحتفاظ دوما بتقرير عن الحالة وتفاصيلها، يوضح مكان وشدة التمزق في الرحم، وهل رافقه اختلاطات طبية أخرى.
ثالثا: من ناحية طبية يزداد احتمال تكرار التمزق في كل حمل عن الحمل السابق، فيجب التفكير قبل حدوث حمل جديد ومناقشة الأمر مع الطبيب الذي تولى إجراء العملية الجديدة؛ لأن الخطورة تزداد بعد إجراء العملية القيصرية الجديدة.
أتمنى لك ولأختك كل الصحة والعافية إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.