كيف يمكنني التخلص من العادة السرية؟

1 779

السؤال

السلام عليكم، أنا أريد أن أستفسر عن ترك العادة الخبيثة تدريجيا، أي أتركها أسبوع ثم أسبوعين وهكذا؛ لأن شهوتي قوية جدا (إدمان) وكلما أتوب أرجع، فهل توبتي صادقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن ينصرك على شيطانك، وأن يعينك على التغلب على شهواتك، وأن يجعلك من الشباب الصالح المستقيم، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يجعلك من علمائه العاملين والأولياء الصالحين، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل – فكم أنا حزين فعلا أنك تعرفت على هذه العادة الخبيثة؛ لأنها دمار ما بعده من دمار، وهي وسيلة من وسائل الشيطان التي يستعملها في إفساد عبادة العابدين واستقامة المستقيمين وعفة الصالحين وإفساد الشباب المسلم؛ لأن الشيطان – لعنه الله – يعلم أن الشاب الصالح سيكون في ظل العرش يوم القيامة، وهذه درجة عظيمة جدا – يا ولدي – فيحرص على ألا يكون الشباب صالحا، ويزين هذه المنكرات وتلك الشهوات، ويسعد جدا عندما يجلس الإنسان ليعبث بنفسه وليخرج الماء الذي هو في أمس الحاجة إليه، ثم بعد أن تنتهي العملية الخبيثة هذه يرقص الشيطان فرحا وطربا من أنه قد انتصر وأنه استطاع أن يفسد شابا من الشباب.

ولقد قال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: ( وشاب نشأ في عبادة الله) فكن من هؤلاء، ومن الذين قال الله تعالى فيهم: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)[المؤمنون:1-11].

فيا ولدي: هذه العادة صدقني لا خير فيها لا من قريب ولا من بعيد، وهذه لا تأتي بخير مطلقا، ويكفي أنك أطلقت عليها كلمة (الخبيثة)، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كما تعلم أرسله الله تعالى ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، ومن هنا ذكر العلماء بأنها محرمة، وخطرها ليس في المستقبل فقط بل والآن؛ لأن هذا الاستنزاف الدائم لهذا الماء المهم الغالي يترتب عليه إضعاف البدن، وقد يصاب الإنسان بنوع من الخلل في عقله إذا استمر على هذا الأمر المحرم، ثم بعد ذلك إذا ما أراد أن يتزوج فوجئ بأنه ضعيف عاجز أمام زوجته؛ لأنه سيكون قد استنزف الماء الذي لديه وأصبحت عورته لا تقوم أبدا إلا بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها منذ صغره، فيشعر الإنسان بنوع من الذل والهوان أمام زوجته، بل وقد تنحرف الزوجة نتيجة ضعف الزوج وهو لا يستطيع أن يتكلم، وأعتقد أنك لا ترضى أبدا أن ينحرف أهلك أمامك وأنت تقف متفرجا، كل ذلك بسبب هذه العادة الخبيثة، وأنت الآن ما زلت – ولدي – في ريعان الشباب، وأمثالك من أبناء الصحابة قادوا الجيوش وفتحوا العالم، ونحن في أمس الحاجة إليك – ولدي عبود – شابا صالحا مستقيما، أوابا توابا خائفا من الملك جل جلاله، محافظا على تميزه العلمي، وأن يكون طالبا متقدما في دراسته، حتى يستطيع أن يخدم دينه في المستقبل؛ لأن الضعيف الذي لا يستطيع أن يخدم نفسه لا يمكن أن يخدم غيره.

ومن هنا أقول لك بارك الله فيك: خذ قرارا شجاعا – يا ولدي – بترك هذه العادة فورا، ولا تقل أسبوعا أو أسبوعين؛ لأن الشيطان لن يدعك، وكلمة (إدمان) هذا وهم، لا يوجد هناك شيء يسمى إدمان، وإنما هو نوع من التعود، والعادة غلابة إذا ما حافظ الإنسان عليها، أما إذا ما أراد أن يتركها يستطيع أن يتركها، خاصة وأنك شاب صالح تستطيع أن تتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يكون معك وأن يؤيدك ويسددك، وسيلهمك الله تبارك وتعالى يقينا، ولذلك أتمنى بارك الله فيك أن تأخذ هذا القرار الصعب أولا.

ثانيا: ابحث عن الأسباب التي تسهل عليك الوقوع فيها، وتحاول القضاء عليها، فإذا كنت تنام مثلا وباب الغرفة مغلق لا تغلقه، وإذا كنت تنام وحدك في الغرفة فمن الممكن أن تأتي بأحد إخوانك ينام معك في فراش آخر، حتى تستحي منه، وإذا كنت مثلا تؤديها في دورة المياه فلا تمكث طويلا في دورة المياه، وإنما لا تدخل إلى الحمام إلا وأنت تشعر في أمس الحاجة في قضاء الحاجة، وما أن تنتهي تخرج فورا ولا تتوقف، لا تدخل فراشك مبكرا، إذا كنت تشعر بالرغبة قبل النوم فلا تدخل فراشك إلا عندما يغلبك النوم جدا، وكذلك إذا كانت تأتيك الرغبة بعد النوم وأنت تتقلب في الفراش صباحا، فحاول أول ما تصحو أن تنهض من فراشك فورا، وكلما جاءك الشيطان ليزين لك هذا الفعل استعذ بالله واتفل على يسارك ثلاثا، وحاول أن تغير الوضع الذي أنت عليه، فإذا كنت في الغرفة أخرج منها، وإذا كنت تجلس في مكان قم وتحرك وامش، وأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من الاستغفار لأن الله تعالى قال: ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)[الأنفال:33]، وأنا واثق أنك ستنجح هذه المرة، وستكون بطلا عملاقا تسجل أهدافا في شباك الشيطان اللعين – عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين – حتى تخرجه من الدنيا كلها وقد خسر جنديا كان من جنوده أصبح وليا من أولياء الله الصالحين، ألا وهو أنت -وفقك الله-.

فاجتهد -يا ولدي- وخذ قرارا شجاعا، وادع الله أن يعينك على الثبات عليه، ولا تحاول كما ذكرت لك أن تدخل إلى الأشياء التي تثيرك، خاصة المشاهدات أو الأفلام أو غير ذلك عن طريق الإنترنت أو الفضائيات أو غيرها أو المجلات، هذه كلها أسلحة أعدائك، الذين يحرصون على أن يدمروك ويدمروا شبابا من أمثالك، فلا تعطهم فرصة أن يأخذوا منك على حسابك أي مكسب يا ولدي، واستعن بالله، وحاول أن تربط نفسك بالصحبة الصالحة، وإذا كانت لديكم مراكز تحفيظ فحاول أن تشترك فيها، وحاول أن تقرأ كل يوم وردا قرآنيا ولو قليلا، وأن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، خاصة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من قالها كان له حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي وحتى يصبح )، فعليك يا ولدي بذلك كله، وحافظ على الصلاة في جماعة، وتخير الصحبة الصالحة، وأبشر بفرج من الله قريب.

وأسأل الله أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات