ما العلاج الأمثل للصرع؟

0 603

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أود أن أتقدم لكم بجزيل الشكر على مجهوداتكم الجبارة.

المهم أنا فتاة أعاني من مرض الصرع لحوالي 15 سنة وعمري الآن 28، وما زلت أستعمل (Tegretol 200cr) بمعدل حبة في اليوم بعدما كنت آخذ ثلاث حبات في البداية، لكن بمجرد الانقطاع عن الدواء تعود لي أزمة الصرع، رغم أن الطبيب المعالج يقول لي بأني قد تحسنت، وذلك بعد إجراء التخطيط الكهربائي للدماغ، لذا أتمنى أن أعرف من سيادتكم هل بإمكاني الشفاء من هذا المرض؟ وهل هناك طرق أخرى للعلاج؟ أنتظر ردكم بفارغ الصبر.

أحبكم في الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سكينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولا أنا أريدك أن لا تنظري لنفسك أبدا بأي نوع من النقص أو الدونية، فمرض الصرع بكل أسف أرتبط في مجتمعاتنا بشيء من الوصمة وعدم القبول الاجتماعي، وهذا الوضع ظل سائدا حتى سنوات قليلة، نستطيع أن نقول أن الوضع الآن قد تحسن، ولكن لا زال من يوجد لديهم توجهات وأفكار سالبة جدا عن مرض الصرع، ومرض الصرع يعتبر مرضا طبيا مثل جميع الأمراض، وبفضل الله تعالى خمسة وثمانين إلى تسعين بالمائة من الناس يستجيبون استجابات علاجية ممتازة جدا.

من أهم الأشياء في علاج الصرع هو الالتزام التام بتناول الجرعة الوقائية، ولا بد أن يكون الدواء دواء صحيحا، بمعنى أنه هو الدواء المختص لعلاج هذا النوع من الصرع؛ لأن الصرع ليس نوعا واحدا، والتجراتول من الأدوية الممتازة والفعالة جدا والتي يتم تداولها منذ فترة طويلة في أسواق الدواء، ونجاح هذا الدواء وفعاليته في علاج الصرع أمر مثبت وقطعي جدا.

الذي لاحظته أن جرعتك هي جرعة صغيرة، وهي مائتين مليجراما، فلا أعتقد أن هذه الجرعة حقيقة تكفي، الجرعة الأقل هي أربعمائة مليجراما في اليوم، وأنت كنت تتناولين ستمائة مليجراما في اليوم وهي الجرعة الوسطية، وجرعة المائتين مليجراما في اليوم هذه جرعة تعطى في حالات البدء في التوقف عن الدواء، بمعنى أن الذي يتناول هذا الدواء وأكمل فترة علاجه مثلا هنا يتم التوقف عن الدواء بالتدريج.

أنت لديك صرع لمدة خمسة عشر عاما، وربما يكون أحد الأسباب التي جعلت المرض معك كل هذه الفترة، هو أنك لم تكملي المدد العلاجية بصورة صحيحة وربما كذلك الجرعات، وأحد القوانين المتعارف عليها في علاج مرض الصرع أن المريض الذي لا تأتيه أي نوبة صرعية لمدة ثلاث سنوات وهو على الدواء، هنا يمكن أن يتم التوقف عن الدواء تدريجيا.

ومن الضروري أن نركز على الإنسان الذي لا تأتيه نوبات، فبعض الناس لديهم مفاهيم خاطئة، يأتيك ويقول لك أنا ظللت أستعمل الدواء لمدة أربع سنوات أو خمس سنوات، وقد أكملت فترة العلاج، ولكن بالاستقصاء والحصول على التاريخ المرضي تجد أنه ربما عانى من نوبة قبل شهر، بالرغم من تناوله للدواء، أو أن جرعة الدواء لم تكن صحيحة، وهذا بالطبع لا بد أن يبدأ من الصفر، بمعنى أن فترة الثلاث سنوات تحسب من آخر نوبة، وهذا ضروري جدا.

فإذن أيتها الفاضلة الكريمة! أنا أقول لك أن التحسن الذي ذكره لك الطبيب بعد إجراء تخطيط الدماغ، هذه بشارة كبيرة، وفرصة طيبة لأن تستمري في علاجك حتى يقول لك الطبيب أنك الآن يمكن أن تتوقفي من الدواء، وحقيقة الشفاء ممكن جدا في مرض الصرع كما ذكرت لك، نستطيع أن نقول أن حوالي ستين بالمائة من الذين يكملون فترة العلاج لا تأتيهم نوبات مرة أخرى، أما أربعين بالمائة لأسباب أو لأخرى ربما تأتيهم نوبات، ونحن عموما حتى الذين تأتيهم نوبات إذا تم التحكم في هذه النوبات عن طريق الدواء نعتبر هذه مرحلة علاجية متقدمة جدا لا تقل عن الشفاء، والمنطق في ذلك أن بعض الناس يحتاجون لجرعة وقائية لفترة طويلة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أنصحك به هو اتباع الإرشاد الطبي، ومن حقك أن تحاوري طبيبك، ومن حقك أن تناقشيه، واسأليه الآن عن مدة العلاج وفترة العلاج، وكما ذكرت لك أن فترة ثلاث سنوات دون أي نوبات هي أقل مدة مقبولة، بعدها يمكن التدرج في سحب الدواء، والبشارات الكبرى أنه توجد الآن أدوية ممتازة وفعالة جدا وأن مريض الصرع يمكن أن يعيش حياة طبيعية، فقط ننصح قطعا بعدم قيادة السيارات إذا كانت هنالك نوبات في أثناء النهار، أما إذا كانت هذه النوبات ليلا في أثناء النوم فهذا لا يمنع قيادة السيارة، كما أننا ننصح بالحذر عند الصعود على السلالم أو الدرج، وكذلك عند دخول البحر، وهذه هي التحوطات التي يجب أن يتخذها الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات