السؤال
السلام عليكم.
هل الزنجبيل الأخضر مفيد للبشرة؟ وهل يساعد على تقليل وإغلاق المسامات المفتوحة بالوجه؟ وربما يساعد في تصغير حجم العظام الزائدة في الوجه، وخصوصا إذا كانت فتاة أنفها كبير أو طويل فالزنجبيل يساعد على تصغيره وترتيبه، وذلك عن طريق تدليك الزنجبيل الأخضر على الأنف أو على منطقة أخرى في الوجه تكون فيها العظام بارزة مثلا عند الخدود.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Helwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كان الزنجبيل مفيدا للبشرة فعلينا ألا نستعمله دون ضوابط طبية صيدلانية، وللوصول إلى هذه الضوابط وبغاية البساطة نراجع الخبراء والأخصائيين، وهم المنتجون الذين تم ترخيص منتجاتهم من جهات عليا حيادية موثوقة بعيدا عن السعي وراء الربح.
أما أن نستعمل من أنفسنا ومن تحضيراتنا فهذا عرضة للخطأ وعرضة للآثار الجانبية، ولا ننصح باستعمال الزنجبيل على الأنف، ولا أظن أن له هذا التأثير السحري على تغيير حجم الأنف وشكله وترتيبه كما يفعل جراح التجميل الخبير.
ولا أظن أن الزنجبيل سيذيب العظام البارزة ويحسن بروزها؛ لأنه لو كان فعلا كذلك لكان له تأثير مذيب وحارق للجلد حتى يصل من خلاله إلى العظم القوي ويغيره، ولا شك أن لكل شيء خلقه الله تعالى فوائد، إذا استعمل بالطريقة السليمة، ومن ذلك فوائد العسل وفوائد الحبة السوداء وفوائد الزنجبيل الأخضر.
إن البحث العلمي للوصول إلى معرفة فوائد مادة ما يجب أن يكون نزيها وبعيدا عن العواطف وبعيدا عن المنفعة المادية، ويجب أن يكون دقيقا وشاملا لعدد كبير من التجارب، كما أضيف أن يكون مقارنا بمادة وهمية مشابهة تماما من حيث الشكل للمادة المراد تجريبها دون علم من المعطي أو الآخذ لها، وتسجل النتائج.
وبعد ذلك تفتح الأرقام (والشيفرة) لمعرفة أي علبة كانت المادة المراد تجريبها وأي علبة كانت دواء وهميا مشابها، وتقارن النتائج وتنشر بعد ذلك، وأما إن كان المجرب يعرف ما يجرب ويريد إنجاحه فإنه سيزيد الحسنات لدوائه ويقللها للمادة التي يقارنه بها بقصد أو بغير قصد.
ومهما كانت المواقع التي تكتب عن فوائد المواد فإن ذلك يحتاج إلى توثيق بعيدا عن العواطف وبعيدا عن المكاسب المادية كما ذكرنا.
إن الكلام المنقول ينقل من واحد إلى عشرة ومن عشرة إلى مئة ومن مئة إلى ألف، مع أن أصله واحد، فيظن المطلع الجديد عليه أن عنده ألف دليل وفي الحقيقة هو دليل واحد.
وكمثال على ذلك نورد الوصلات التالية التي فيها الحديث المغري عن الزنجبيل، والتي يلاحظ فيها النسخ من بعض وقد يكون بتصرف دون الإشارة لذلك: (Http://www.se77Ah.com/art-746-%d9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%Af-%d8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%Ac%d8%A8%D9%8A%d9%84-%d8%A7%D9%84%D8%A7%D8%Ae%d8%B6%D8%B1.html)، (http://forum.sedty.com/t64814.html)
(Http://www.m3Rof.com/vb/t25693.Html)
كما أن هناك نزعة جديدة للتمرد على قواعد البحث النزيه والدقيق تسمى الطب البديل مرة وتسمى طب الأعشاب مرة أخرى، وتسمى طب المواد الطبيعية! (أليست المخدرات والحشيش والمورفين والتبغ الذي تصنع منه السجائر مواد طبيعية؟! أليس الخمر منتجا من مواد طبيعية)؟!
إذن فليست كل المواد الطبيعية مفيدة فائدة مطلقة، بل هناك تفاوت يحتاج إلى تحر ودراسة تخضع للبحث على مستوى عال كبير وليس على مستوى التجربة الفردية، فما ينفع البعض قد لا ينفع الآخرين، وذلك وفق نسب تحتاج إلى دراسة.
كما لا يمكن أن ندعي أنه من الطب النبوي استعمال مادة ما إن كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد أكلها مرة أو أطعمها أحدا؛ لأن ما أكله من المواد كثير ولا يمكن حصره، هذا بالإضافة إلى أنه لم يقل فيه شيئا.
ولكنه قال في العسل وفعلا أثبتت التجارب فوائده، كما قال في الحبة السوداء، ولكنه لم يقل عليه الصلاة والسلام في عصير الحبة السوداء ولا في زيتها ولا في خلاصتها، بل قال: الحبة السوداء وكفى، فعلينا عدم التكلف وعدم الخروج عن النص أو تحميله ما لا يحتمل.
وننصح بمراجعة الاستشارة رقم (410681) والتي تتبنى نفس النهج عما ذكرناه سابقا ولكن بمفردات مختلفة، وتتحدث أيضا عن الزنجبيل، وأما لعلاج حب المسام المفتوحة فيرجى مراجعة الاستشارات التالية المبينة أرقامها ومحتواها، فالرقم (18692) تذكر الزيوان وعلاجه بشكل مفصل، وهو ما يؤدي إلى المسام، ورقم (255918) تذكر التريتينوين والزيوان مختصرا، و(235724) شيء من التداخل والتفصيل عن التريتينوين وغيره للزيوان والمسام، والآثار الجانبية للتريتينوين (279343)، وعلاج الدهون في منطقة الأنف (235724).
والخلاصة: علينا أن نأخذ النصوص الموثوقة، وأن نتحرى وبأسوب علمي صحة ما ينشر عن المواد، وألا نعتبر طب الأعشاب طبا نبويا إلا ما ورد فيه نص صريح صحيح.
وبالله التوفيق.