السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 27 متخرجة من الجامعة وعاطلة، أعاني من العصبية في كل شيء حتى في الأمور التافهة التي لا تحتاج للعصبية، أحس بتوتر في أعصابي ولا أقدر أن أتمالكها، أرجو منك يا دكتور إن كان هناك علاج دوائي للعصبية وليس له آثار جانبية أن تصفه لي، لأني صرت أتجنب الجلوس مع الناس، وصار الناس يتجنبون الكلام معي، ماذا أفعل يا دكتور؟ أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتفائلة بالخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن العصبية الزائدة وتكبير الأمور البسيطة والشعور بعدم الارتياح في التواصل مع الآخرين ربما تكون دليلا على وجود قلق نفسي، وفي بعض الحالات تكون أيضا هنالك بدايات للاكتئاب النفسي، هذا القلق النفسي نشاهده كجزء ومكون رئيسي للشخصية لدى البعض، ولدى البعض الآخر قد يكون هذا القلق مجرد قلق ظرفي وليس من المكونات الرئيسية للشخصية.
عموما أنا أبشرك أنه توجد أدوية كثيرة وأدوية ممتازة وفاعلة، وهي بفضل الله تعالى سليمة جدا، فمن الأدوية البسيطة التي ننصح باستعمالها: عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالات هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحا لمدة شهرين أيضا، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.
أما إذا كانت هنالك أي أعراض اكتئابية فلابد من إعطاء أدوية أكثر تخصصية في علاج القلق الاكتئابي، ومن هذه الأدوية دواء جيد يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) واسمه التجاري الآخر هو (لسترال Lustral)، وربما تكون له مسميات تجارية أخرى حسب الدولة المنتجة، وعموما اسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline)، فلذا أرجو إذا كانت هنالك حاجة لهذا الدواء -كما ذكرت لك- أن تطلبيه تحت الاسم العلمي، وجرعته هي حبة واحدة (خمسين مليجرام) ليلا لمدة خمسة أشهر، ثم حبة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، ولا بأس أبدا من تناول الدواءين مع بعضهما البعض؛ لأن الفعالية سوف تكون أفضل، والنتائج سوف تكون أروع وأسرع إن شاء الله تعالى.
لابد أن أشير أن من أسباب العصبية أيضا هو أن بعض الناس يتجنبون التعبير عما بداخلهم، وهذا يؤدي إلى الكثير من الاحتقان النفسي، وهذا الاحتقان يظهر في شكل أعراض توتر وعصبية واندفاعية زائدة، فلذا أنا أنصحك أيضا بأن تعبري عن ذاتك أول بأول، خاصة في المواقف الاجتماعية التي تتطلب ذلك، والإنسان حين يعبر عن نفسه بذوق وهدوء وتؤدة حتى في الأمور التي لا ترضيه، لا شك أنه في نهاية الأمر سوف يشعر بالراحة ويشعر بالرضا، ولن يكون عرضة لهذه الاحتقانات النفسية السالبة.
ممارسة الرياضة – أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة – أعتقد أنها أيضا سوف تكون ذات عائد إيجابي بالنسبة لك، كما أن هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء يجب أن تمارسيها، وعليك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو تتصفحي أحد المواقع التي توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء، وبتطبيقها والالتزام بها سوف تجدين إن شاء الله أنها مفيدة جدا.
أنت الحمد لله تخرجت من الجامعة، وبالرغم من أنك ذكرت أنك عاطلة عن العمل، إلا أن ذلك يجب أن لا يكون أمرا مزعجا ومثبطا لك، فالحياة الحمد لله دائما فيها البدائل، فحاولي أن تديري وقتك بصورة جيدة، فيمكنك أن تلجئي إلى الأعمال التطوعية، وهنالك مراكز تحفيظ القرآن، والإنسان يمكن أن يكون مفيدا لنفسه وللآخرين بشيء من الجهد البسيط.
ويمكنك قراءة الاستشارات التالي للفائدة أكثر حول علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701).
أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكر لك ثقتك في إسلام ويب، والله الموفق.