أثر الشعور النفسي في الضيق من رائحة العرق وعلاج الحالة

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 18 سنة، أعاني من تعرق على مستوى الإبطين منذ ثلاث سنوات؛ حيث يسبب لي إحراجا كبيرا، ولا سيما الرائحة الكريهة، وقد بدأت المشكلة في المدرسة بالخصوص في القسم.

وعندما أدركت أنني أتعرق وتفوح مني رائحة كريهة، وكذا نظرات أصحاب لي أصبحت أتعرق كلما واجهت أحدا، وحتى عند محادثة صديق أو قريب على الإنترنت، ذهبت عند طبيب الجلد فلم يجد أي مرض مسبب للعرق، وبعد مرور سنة قمت بعملية جراحية عند طبيب جراح فقام بإزالة الغدد على مستوى الإبطين، فنقص العرق ولكن لم ينته نهائيا، وما تزال الرائحة، فهل هناك حل لحالتي عن طريق الأدوية؟ وهل أعاني من مرض نفسي؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن بعض الناس يكون إفراز العرق لديهم أكثر من المعدل الطبيعي، وهذا قد يكون مرتبطا بالقلق النفسي، ويأتي لبعضهم الشعور بأنه تصدر منهم رائحة كريهة، وهذا الشعور ربما يكون فيه شيء من الحقيقة، ولكن هذه الحقيقة بسيطة ولا ترقى لمستوى الانشغال الذهني والفكري والنفسي الذي يحدث للذين يمرون بمثل هذه التجربة، وتجد بعد ذلك أن الأمر قد تطور لديهم وأصبح شغلا شاغلا، ويأتيهم شعور مبالغ فيه ومضخم، وهو أن الرائحة كريهة جدا، وأن الآخرين يحسون بذلك، مما يجعل بعضهم ينزوي أو ينسحب اجتماعيا.

ودون أي مبالغة أقول لك: إنه توجد أقلية من الذين يعانون من هذه الحالة قد يصل الأمر بهم إلى الاعتقاد الجازم والقاطع بأنه تصدر منهم رائحة كريهة، وهذا نعتبره حالة نفسية، ونحن نشاهد مثل هذه الحالات من وقت لآخر، والبعض يعتبرها نوعا من التوهم المرضي أو ما يعرف بالمراء المرضي، والبعض يعتبرها حالة هلوسية ذهانية، أي: نوعا من الحالات النفسية الشديدة، وهكذا.

أنا أقول لك: إن الجانب النفسي في حالتك لا يمكن تجاهله، فشدة إفراز العرق وارتباط ذلك ربما يكون بالقلق جعلك أكثر انشغالا، وجعلك تركز كثيرا على هذه العلة وإن كانت بسيطة، ومن ثم بني لديك هذا التفكير حول العرق ورائحة العرق، ومن ثم تضخمت وتجسمت الفكرة وأصبحت ثابتة لديك للدرجة التي سببت لك شيئا من المضايقة.

وهذا الأمر يعالج بالتجاهل التام، ويجب أن تعرف أن العرق رائحته ليس بالسوء الذي تتصوره.
والشيء الآخر: أنا أريد أن أصف لك دواء واحدا يعتبر مضادا لمثل هذه الفكرة أو لهذه الحالة النفسية، وإن شاء الله تجد فيه خيرا كثيرا.

الدواء يعرف تجاريا باسم (أوراب Orap)، واسمه العلمي (Pimozide)، والجرعة في حالتك هي اثنان مليجرام في اليوم فقط، وهذا الدواء غالبا يأتي في تركيز أربعة مليجرام، وهذا يعني أنك تحتاج لتناول اثنين مليجرام منه، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عام، ثم يمكن أن تتوقف عن تناول الدواء، ولابد أن تبني لنفسك قناعات مخالفة تماما لما تحس وتشعر به الآن.

إذا لم تتحصل على الأوراب فهنا أقول لك: يوجد عقار آخر يسمى تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولة صباحا وكبسولتين مساء، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو التوجيه الذي أود أن أقوله له، وأرجو ألا تشغل نفسك بهذا الأمر مطلقا، فالتجاهل هو من أفضل فنون العلاج النفسي لمثل هذه الحالات، وختاما نشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات