السؤال
السلام عليكم أخي الكريم!
أخي! أنا أعاني من هوس نتف الشعر منذ أكثر من ثمان سنوات ولا أعرف كيف أتخلص منها، بالرغم أني اتبعت علاجا سلوكيا ولكن لم يصاحبه أي دواء.
والحالة عندي جدا شديدة لدرجة الصلع، والحالة تظهر عندي في كل الأوقات تقريبا، ولكن بشكل كبير عندما أبدأ بالتفكير بموضوع معين يقلقني أو مشكلة أو حتى إذا لم أنته من شغلي.
المهم عندما أكون قلقة أيضا تظهر بشكل كبير جدا أو إذا تعرضت لصدمة عاطفية -أي نوع من الصدمات-.
أرجوكم أريد علاجا دوائيا لحالتي، أما العلاج السلوكي فقد جربته مع الاسترخاء، ولكن لا فائدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأولا: أود أن أقول لك إن مصطلح (هوس نتف الشعر) قد لا تكون ترجمة دقيقة وصحيحة، فأنت حقيقة لا تعانين من الهوس، فقط المصطلح الإنجليزي وردت فيه كلمة (Mania) في آخره ويعرف أن (Mania) تعني الهوس.
وهذه الحالة – أي نتف الشعر من هذا النوع - هو نوع من النتف الاندفاعي الذي ينتج من نزعات قلقية واعتبر بعض العلماء أن هذه الحالة تأتي تحت الوساوس القهرية أو أنها مشابهة للوساوس القهرية.
العلاج أولا: يتمثل في شرح الحالة، وقد قمنا بذلك بصورة مختصرة، وثانيا: لابد أن يتزاوج العلاج السلوكي مع العلاج الدوائي، ونسبة الاستجابة لهاتين الوسيلتين العلاجيتين عالية جدا وهي ثمانون إلى تسعين بالمائة.
بالنسبة للتطبيقات السلوكية فالحمد لله تعالى أنت على إدراك بها، وأرجو أن لا تتوقفي عن ممارستها، فهي ذات فائدة كبيرة.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأمامك خيارات كثيرة: هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) هو من أفضل الأدوية التي جربت لعلاج هذه الحالة.
فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا، ويفضل تناوله بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، وتناوليها أيضا بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراما ليلا، واستمري عليها لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائتين مليجرام ليلا – أي حبتين – .
البعض قد يفضل أن يتناول مائة مليجرام صباحا ومائة مليجرام ليلا.
عموما أيا من الطريقتين جيد، فالذين يفضلون تناول الدواء مساء يحدث هذا نسبة لأن هذا الدواء قد يؤدي شعورا بسيطا بالاسترخاء في أثناء النهار.
عموما: لك الخيار في الطريقة التي تودين تناول جرعة مائتين مليجرام من هذا الدواء، وهي الجرعة العلاجية، علما بأن البعض قد يحتاج إلى ثلاثمائة مليجراما في اليوم، وهذه هي الجرعة القصوى ولا أعتقد أنك في حاجة إلى مثل هذه الجرعة.
استمري على المائتين مليجراما من الفافرين يوميا لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك خفضي الجرعة بمعدل خمسين مليجراما كل ستة أشهر، وهذه هي الطريقة السليمة والصحيحة لتناول هذا الدواء، ومن ثم التوقف عنه.
الفافرين دواء سليم وغير إدماني -غير تعودي- ولا يؤثر مطلقا على الأعضاء الرئيسية في الجسم، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية.
الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة جدا في الوزن لدى بعض الناس، وهذه يمكن التغلب عليها بممارسة الرياضة، والتحكم في الأكل.
وفي الأيام الأول أيضا ربما يؤدي الدواء إلى عسر بسيط جدا في الهضم، ولكن هذا لا يحدث إذا تم تناول الدواء بعد تناول الأكل، وهذا هو الذي نصحناك به.
أيتها الفاضلة الكريمة! لابد أن تكوني إيجابية في تفكيرك، لابد أن تديري وقتك بصورة صحيحة، حقري وتجاهلي هذا العرض النفسي، وعليك بتطبيق العلاجات السلوكية الأخرى مع تناول الدواء الذي وصفناه لك.
نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.