علاقة القولون بالقلق والحزن والاكتئاب

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق والحزن والأرق، ومنذ ما يقارب السنة وأنا على هذه الحال، حيث أشعر دائما بآلام في البطن والقولون كلما تناولت الطعام، وعندما أقلق يزداد خفقان قلبي وأتصبب عرقا، وأشعر دائما ببرودة في أطرافي، أشعر بالتعب والإرهاق وآلام متفرقة في جسمي، وأشعر بتشنجات في القولون، أحيانا أتبول بكثرة، زرت الطبيب ووصف لي مضاد اكتئاب اسمه استالوجين، لكني لم أستمر عليه، وأشعر أني بحاجة إليه، فهل أعاود استخدامه؟!

أرشدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي ذكرتها والتي تعاني منها وهي الشعور بالكدر والحزن والأرق وآلام في البطن تشير إلى أنك تعاني مما يعرف بالقولون العصبي، وكذلك لديك زيادة في خفقان القلب، والتعرق، وبرودة الأطراف والشعور العام بالإجهاد، والآلام المتفرقة في الجسم، كلها دليل على أنك تعاني مما يمكن أن نسميه بحالة قلقية اكتئابية بسيطة.

القلق هو الذي يمثل الشق الأهم في حالتك، وهذه حالة بسيطة ولكنها تسبب الإزعاج، وأتفق معك خاصة آلام القولون وكذلك الشعور بالتبول بكثرة، هذا يجعل الإنسان يعيش في قلق أكثر، وهذه الحالات تعتبر من الحالات النفسوجسدية، بمعنى أن كثير من الأعراض الجسدية التي نشاهدها في حالتك سببها هو القلق النفسي، والذي أنصحك به هو إذا كانت هنالك أي ضغوطات في الحياة فيجب أن تحاول حلها، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك ومتسامحا، وتعكس صورة إيجابية عن نفسك، وأن تنتهج الإيثار، وأن لا تغضب، وأن تكثر من الاستغفار وأعمال الطاعات، وعليك أن تركز أيضا في دراستك، والنظر إلى المستقبل بجدية وأن تسلح نفسك بسلاح الدين والعلم، فهي سوف تفيدك إن شاء الله.

الجانب الآخر هو أن تمارس الرياضة، وأنت بحمد لله في هذه السن يمكنك أن تمارس أي نوع من الرياضة، المشي أو الجري، أو أيا من الألعاب الأخرى، حيث إن الرياضة تقضي على الطاقات السلبية، وتؤدي إلى بناء طاقات نفسية جديدة، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي فلا شك أنك في حاجة إلى العلاج الدوائي، ومضادات الاكتئاب بصفة عامة وجد أنه جيدة في علاج هذه الحالات، والـ(استالوجين) الذي وصفه لك الطبيب هو دواء جيد، وإن كنت أرى أنك سوف تستفيد من مجموعة أخرى من الأدوية، فهنالك دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، ربما يكون أفضل بالنسبة لك، وجرعته هي أن تتناول خمسين مليجراما ليلا، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وبجانب السيرترالين هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا فقط لمدة شهرين أيضا، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

بتطبيق الإرشادات السلوكية البسيطة السابقة وتناول الدواء الذي وصفناه لك سوف تتحسن حالتك بإذن الله، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات